الوكالة الرسمية.. لسان لبنان يصمت فهل يفك الفرقاء عقدته؟
حمم أزمة لبنان تصل إلى الوكالة الوطنية للإعلام لتوقف -في سابقة هي الأولى من نوعها- تدفق أخبارها وتخرس حروفا قد تجد في صمتها بلاغة أفصح من الكلام.
واعتبارا من فجر الجمعة، توقفت الوكالة الوطنية للإعلام التابعة لوزارة الإعلام اللبنانية، للمرة الأولى في تاريخها، عن نشر الأخبار، حيث انضم العاملون بها لإضراب القطاع العام أسوة بجميع الموظفين بالبلاد.
ونشرت الوكالة بيانا جاء فيه: "إلحاقا ببيان الجمعية العمومية للعاملين في وزارة الإعلام يوم الخميس الماضي وإعلان الإضراب التحذيري ليومين، وبعدما بلغ الوجع المعيشي مبلغا لم يعد في استطاعة إنسان تحمله، تأسف الوكالة الوطنية للإعلام لإعلان بدء الإضراب المفتوح اعتبارا من صباح الجمعة".
وأضاف البيان: "لعل صمتها، للمرة الأولى في تاريخها، يكون أكثر بلاغة من صوتها الذي لطالما ملأ فضاء الإعلام وكان المورد الرئيسي للخبر اليقين على مساحة لبنان كله".
وجددت الوكالة التأكيد على أنها "وجدت نفسها مكرهة على الإضراب بفعل تنامي جبل الصعوبات الذي لا يزال فريق عملها يحفره بإبرة الصبر، وبسبب استفحال الأزمات التي باتت تحول دون المواءمة بين الحس الوظيفي المسؤول والقدرة على بلوغ مركز العمل".
وختمت قائلة: "نجدد الاعتذار لجميع من سيُحجب صوتهم ونشاطهم بحكم الإضراب، ونبقى متسلحين بالإيمان بغد أفضل يحمل ولو جزءا يسيرا من حل يعيدنا إلى مكاتبنا ورسالتنا، وترياقا يمد القطاع العام كله -ونحن جزء منه- بإكسير البقاء".
والوكالة الوطنية للإعلام تأسست عام 1961، وهي المصدر الأول للخبر الرسمي في لبنان، ولديها مكاتب منتشرة في المحافظات والمراكز الرسمية وقصور العدل، وتصدر بعدة لغات، وتعتمدها وسائل الإعلام اللبنانية والأجنبية.
ودخل الإضراب المفتوح لموظفي القطاع العام في لبنان مؤخرا شهره الثاني، ليستمر الشلل التام في المؤسسات والإدارات العامة وتتوقف مصالح الناس بشكل كامل، فيما يطالب الموظفون بزيادة رواتبهم لمواجهة أعباء المعيشة.
ويشهد لبنان منذ نهاية 2019 أزمة مالية واقتصادية تعتبر الأسوأ من نوعها، طالت جميع القطاعات العامة والخاصة.
aXA6IDE4LjE4OC4xNTQuMjM4IA== جزيرة ام اند امز