لبنان يعلن موعد وصول الوسيط الأمريكي لحل النزاع الحدودي مع إسرائيل
أعلن لبنان أن آموس هوكشتاين، الوسيط الأمريكي لحل النزاع الحدودي البحري بين لبنان وإسرائيل، سيصل إلى بيروت نهاية الأسبوع الجاري.
وقال بيان صادر عن القصر الرئاسي في لبنان إن هوكشتاين سيزور لبنان لمتابعة المناقشات مع الجانب اللبناني في ملف ترسيم الحدود البحرية، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
وكانت آخر زيارة لهوكشتاين إلى بيروت في أواخر يوليو/ تموز لإجراء مناقشات مع مسؤولين لبنانيين.
وفي ذلك الوقت، قال مسؤول إسرائيلي كبير تحدث لرويترز شريطة عدم الكشف عن هويته إن هوكشتاين سيقدم اقتراحا إسرائيليا جديدا "يتضمن حلا يسمح للبنانيين بتطوير احتياطيات الغاز في المنطقة المتنازع عليها مع الحفاظ على الحقوق التجارية لإسرائيل".
وقال مسؤول لبناني إن الاقتراح سيسمح للبنان بالتنقيب في منطقة قانا بالكامل، وهي منطقة يمكن أن تحتوي على مواد هيدروكربونية تتجاوز الخط 23، وهو خط بحري كان في الأصل مطلب لبنان خلال المفاوضات.
وأبلغ هوكشتاين محطة إل.بي.سي.آي المحلية بعد الزيارة بأنه يتوقع أن يمضي التنقيب قدما في المنطقة بمجرد أن يكون لدى الشركات المعنية "اليقين القانوني والدبلوماسي" الذي سينتج عن الاتفاق.
والشهر الماضي، تأهب الجيش الإسرائيلي على الحدود مع لبنان عشية اتفاق محتمل حول الحدود البحرية بين البلدين.
وقالت القناة 12 الإسرائيلية "تتخوف المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من استفزاز حزب الله قبل توقيع الاتفاق البحري مع لبنان".
وأضافت أنه "تظهر تفاصيل الاتفاقية الناشئة أن إسرائيل ستتخلى عن منطقة معينة في أعماق البحار وأن لبنان سيتنازل عن منطقة أقرب إلى الساحل".
وفي يوليو/تموز، أعلنت إسرائيل اعتراض 4 طائرات مسيرة تابعة لحزب الله كانت تتجه نحو حقل غاز قانا أو "كاريش" البحري.
مؤخرا، كشفت مصادر إسرائيلية قرب التوصل إلى اتفاق لترسيم الحدود البحرية مع لبنان بوساطة أمريكية.
وقالت القناة الـ14، إن " تل أبيب قدمت عبر الوسيط إلى لبنان اقتراحا محسنا" دون الكشف عن تفاصيله.
وأشارت القناة الإسرائيلية، في تقرير تابعته "العين الإخبارية" إلى أنه "تم تحقيق تقدم كبير" في المفاوضات، لكنها أشارت إلى أنه "لن تكون هناك تنازلات بشأن حقل كاريش"، الذي يطلق عليه لبنان اسم حقل "قانا" للغاز.
ويقوم الوسيط الأمريكي آموس هوكشتاين بالوساطة بين البلدين للتوصل إلى اتفاق، حيث ينقل الرسائل والمقترحات بين البلدين.
وعقدت 5 جولات من المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، في مقر القوات الدولية "يونيفيل" في منطقة رأس الناقورة جنوب لبنان في الفترة من أكتوبر/تشرين الأول 2020 وحتى 14 مايو/أيار 2021، دون إحراز تقدم.
وتوقّفت المفاوضات التي انطلقت بين لبنان وإسرائيل عام 2020 بوساطة أمريكية في مايو/أيار من العام الماضي جراء خلافات حول مساحة المنطقة المتنازع عليها.
وكان من المفترض أن تقتصر المحادثات لدى انطلاقها على مساحة بحرية تقدّر بنحو 860 كيلومتراً مربعة تُعرف حدودها بالخط 23، بناء على خريطة أرسلها لبنان عام 2011 إلى الأمم المتحدة.
لكن لبنان اعتبر لاحقاً أن الخريطة استندت إلى تقديرات خاطئة، وطالب بالبحث في مساحة 1430 كيلومتراً مربعة إضافية تشمل أجزاء من حقل "كاريش" وتُعرف بالخط 29.
وبعد وصول منصة استخراج الغاز قبالة السواحل الإسرائيلية، دعا لبنان الوسيط الأمريكي لاستئناف المفاوضات، وقدم عرضاً جديداً لترسيم الحدود لا يتطرق إلى كاريش، بل يشمل ما يُعرف بحقل قانا.
ويقع حقل قانا في منطقة يتقاطع فيها الخط 23 مع الخط واحد، وهو الخط الذي أودعته إسرائيل الأمم المتحدة، ويمتد أبعد من الخط 23.