خبير سياسي لبناني: دعاية عون لصهره مجرد تمنيات وقلق
قبل يوم من مغادرة الرئيس اللبناني ميشال عون قصر بعبدا بعد انتهاء ولايته، فتح الأخير الباب أمام ترشح صهره جبران باسيل رئيس التيار الوطني الحر، لرئاسة لبنان.
خبير سياسي لبناني اعتبر دعاية عوت لصهره عون مجرد "تمنيات، ودليل على قلق عون وتياره من مرحلة ما بعد خروجه من قصر الرئاسة"، وهو ما عزاه إلى "الرفض الشعبي والسياسي" لرئيس التيار، لمسؤوليته عن قسم كبير من مأساة البلاد على كافة المستويات.
وقال الرئيس اللبناني في مقابلة مع وكالة رويترز للأنباء، اليوم، إن العقوبات الأمريكية لا تمنع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل من الترشح للرئاسة.
وأضاف: "نحن نمحوها بمجرّد انتخابه"، محذرا من أن عدم وجود خلف له في الرئاسة مع نهاية ولايته الرئاسية، سيتسبب بـ"فوضى دستورية"، مؤكدا أن "الفراغ لا يملأ الفراغ".
تحذير كرره الصهر باسيل، حين تحدث عما وصفه بـ"مؤامرة على لبنان، لوضع اليد على رئاسة الجمهورية".
وادعى رئيس التيار الوطني الحر، عقب لقاء البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي، أمس الجمعة، أن "هناك أمرا مخططا للبنان من قبل أن يكلّف الرئيس نجيب ميقاتي بالتأليف وهو ألا يتم تشكيل حكومة، وهناك إرادة واضحة لميقاتي وبدعم من رئيس مجلس النواب نبيه بري والخارج وبعض المرجعيات لحصول الفراغ الحكومي ووضع اليد على المقام الأول في الجمهورية اللبنانية أي الرئاسة".
ويذهب مراقبون إن التيار الوطني الحر ينتظر متغيرات دولية وإقليمية تتيح الفرصة أمام ترشح جبران باسيل للرئاسة الأولى، لاسيما بعد أن أفصح الأخير عن ذلك بالقول قبل بضعة أيام أنه "ليس مرشحا حتى الآن، وقد نغير رأينا".
الدكتور محمد سعيد الرز المحلل السياسي اللبناني، في حديث لـ"العين الإخبارية"، قدر أن حديث الرئيس عون عن صلاحية جبران باسيل لرئاسة الجمهورية يبقى في إطار التمنيات فقط، ودليل على قلق عون وتياره من مرحلة ما بعد خروجه من قصر الرئاسة.
وأوضح الرز: الرئيس اللبناني عمل كل جهده خلال فترة رئاسته منذ 6 سنوات وحتى الآن، للمجيء بصهره جبران باسيل خلفا له في رئاسة الجمهورية، بل إنه رضي في فترات عديدة أن يصبح باسيل الآمر الناهي في القصر الجمهوري، فلا يمكن تشكيل الحكومات إلا بعد مراجعته، وكذلك بالنسبة للمراسيم الخاصة بموظفي الدرجة الأولى والتشكيلات القضائية، وتحالف مع حزب الله ونفذ كل أجنداته السياسية من أجل دعمه في الوصول إلى هذا الهدف".
فالمسألة، في رأي "الرز"، لا تتعلق بما يخطط له عون لأن ثمة إجماع لبناني، شعبي وسياسي، حول مسؤوليته المباشرة ومعه صهره باسيل عن قسم كبير من المأساة التي يقع فيها لبنان حاليا.
وواصل "لا يكفي أن يبرر فشله بعبارة ما خلونا، فهو كان يشكل الحكومات خلافا للدستور ولم تخل حكومة، إلا وله فيها 6، أو 7 وزراء وهو كان رئيسا لأكبر تكتل نيابي كما أنه سلم عددا كبيرا من المؤسسات الرسمية والإدارات لأنصاره.
"عون، كان قادرا لكنه لم يفعل، وكل ما ساهم في إنجازه هو مصلحة تياره السياسي، وحسب فلم يكن رئيسا للبنان، وإنما رئيس حزب فقط، وبموجب هذه العقلية الحزبية المتزمتة يكشف الآن عن تطلعه لتسليم الرئاسة إلى صهره جبران باسيل"، وفقا للمحلل السياسي اللبناني.
وأكد "الرز" أن العقوبات الأمريكية والأوروبية على باسيل لا علاقة لها بمشروع الرئاسة، لكنها تتعلق بسلسلة مخالفات مالية قام بها الأخير، أبرزها في قطاع الكهرباء، بعد أن جنى سنويا عمولات من تركيا تفوق الـ25 مليون دولار ولمدة 4 سنوات متتالية جراء قراره كوزير للطاقة باستئجار 4 بواخر تركية لتوليد الكهرباء بكلفة فاقت الـ5 مليارات دولار".
وأردف "وكشفت الإحصاءات عن ثروته المستجدة في العقارات والشركات داخل لبنان وخارجه في أوروبا وأفريقيا وغيرهما، وهو لم يقدم أي أدلة تدحض هذه المخالفات بل اكتفى بشعارات شعبوية وبنظرية المؤامرة ثم باع إلى حزب الله هذه العقوبات على أنها بسبب تحالفه معه ورضي الحزب بهذه الصفقة التي ستؤمن له ساحة سياسية مسيحية تلبي أجنداته"، وفقا لرأيه.
وأبرز الرز بأن: الفراغ الرئاسي الحاصل الآن سببه التيار العوني وحلفائه، الذي انتخب بورقة بيضاء، وعطل النصاب أكثر من مرة، ومصلحته في ذلك إحداث أمر واقع في لبنان لمصلحة باسيل.
وبرهن: رئيس التيار استغل الترسيم البحري مع إسرائيل، ليقدم ورقة حسن نوايا لأمريكا، وعندما فشلت محاولته، يلجأ حاليا لتجييش النزعة الطائفية المسيحية تحت ادعاء بأن الرئيسين نجيب ميقاتي ونبيه بري يخططان للاستيلاء على صلاحيات رئاسة الجمهورية المحسوبة للمسيحيين الموارنة، وهو ادعاء لا يستند إلى شيء".
وواصل: بمنطق القوى المسيحية الأخرى مثل القوات اللبنانية والكتائب والوطنيين الأحرار، فإن باسيل تسبب بأكبر ضرر للمسيحيين، حينما وضع نفسه في خندق حزب الله، مشيرا إلى أن نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة بينت أن صهر عون نفسه أوشك مع 6 مرشحين من تياره على السقوط، لولا سرعة دعمه من حزب الله.
ومما يعزز محاولات باسيل نحو الترشح للرئاسة ما كشفته قناة محلية منذ يومين عن لقاء جمع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ورئيس "التيار الوطني الحر"، تناول موضوعي رئاسة الجمهورية والشغور على مستوى الرئاسة والحكومة.
ويشترط الدستور اللبناني أن يكون الرئيس مسيحيا مارونيا أكبر الطوائف المسيحية في لبنان، وأن يحصل على ثلثي أصوات نواب البرلمان (86 نائبا من أصل 128).