ساسة على خط الغضب اللبناني.. "نجوم" باسيل تخمد أنوار "مياس"
مرارة الواقع اللبناني حولت تصريحات مسؤوليه لحجارة ثقيلة في مياه راكدة تحاول رسم جدار فاصل بين الترسبات وآمال الخلاص.
واقع صعب وأزمات سياسية واقتصادية حولت حياة معظم اللبنانيين إلى محنة معيشية يومية، وباتت بالتالي الأحداث السعيدة شبيهة بنشاز يخترق فضاء مظلما، فيشع فيه فرحة آنية تنتشله من قتامته وضبابيته.
هذا بالضبط ما فعلته فرقة مياس اللبنانية للرقص، بفوزها بالمركز الأول في برنامج المواهب "أمريكا جوت تالينت"، حيث أدخلت الفرحة عنوة إلى قلوب اللبنانيين الذين يعيشون وسط أزمة سياسية واقتصادية غير مسبوقة.
وأوصلت فرقة مياس لبنان إلى العالمية بعد فوزها بالمرتبة الأولى في برنامج المواهب، وتقديمها أداء مميزا وعروضا مبهرة طيلة مشاركتها في البرنامج الأكثر شهرة في الولايات المتحدة والعالم.
وتحول خبر فوز الفرقة ميّاس للرقص، الخميس، إلى حديث اللبنانيين الذين ابتهجوا لانتصار تمنوه، سواء في الوطن أو بين الأعداد الكبيرة من المقيمين في مختلف دول الانتشار.
فرحة وسخط
رواد مواقع التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت تناقلوا خبر انتصار الفرقة المؤلفة حصرا من إناث، فأثلج صدورا ضاقت ذرعا بالأزمات على أنواعها، ورقصت قلوبهم مع الأداء الآسر والساحر الذي قدمته الفرقة في عروضها، بحسب ما وصفه أعضاء لجنة التحكيم.
وحصلت الفرقة التي يشرف عليها مصمم الرقص نديم شرفان على جائزة قدرها مليون دولار، وعلى فرصة لتقدّم في لاس فيغاس عرضها المبهر الذي تؤدي فيه رقصا أساسه شرقي لكن مع ابتكارات كثيرة وتأثيرات آسيوية وأوروبية، وحملت الراقصات في عرضهن الأخير مراوح الريش وبلورات بيضاء مضيئة.
لكن فرحة اللبنانيين سرعان ما تحولت إلى سخط مع تواتر تعليقات السياسيين، ليبرز للعلن حجم الغضب الشعبي من ساسته.
ومنح الرئيس اللبناني ميشال عون فرقة مياس وسام الاستحقاق اللبناني الذهبي، وقالت الرئاسة عبر تويتر، إن الخطوة تأتي "تقديرا لعطاءاتها الفنية ونجاحها في أهم برامج المواهب العالمية".
لكن التعليق الذي أثار أكبر قدر من السخط جاء من رئيس التيار الوطني الحر، جبران باسيل، والذي قال فيه، عبر حسابه بموقع تويتر، إن "40 نجمة ضوت (أضاءت) سماء العالم"، ليرد عليه متابعون بالقول إن "٤٠ مليار دولار وما أضاءت لمبة (فانوسا) واحدة في لبنان؟"، في إشارة إلى أزمة الكهرباء المستفحلة.
ولا تعتبر هذه المرة الأولى التي يفجر فيها باسيل السخط، بل يعتبر شخصية مثيرة للجدل الدائم.
ففي 2019، فجر باسيل حين كان وزيرا للخارجية، جدلا واسعا، بتصريحات اتهمه مغردون على إثرها بـ"العنصرية"، قائلين إن صهر عون كررها عدة مرات خلال الفترة الماضية.
وآنذاك، تحدث باسيل خلال مؤتمر عن "دليل الجنسية"، وأصناف الأشخاص الذين يستحقونها، وقال: "لقد كرّسنا مفهوما لانتمائنا اللبناني، هو فوق أي انتماء آخر، وقلنا إنه جينيّ وهو التفسير الوحيد لتشابهنا وتمايزنا معا، لتحملنا وتأقلمنا معا، لمرونتنا وصلابتنا معا، ولقدرتنا على الدمج والاندماج معا من جهة، وعلى رفض النزوح واللجوء معا من جهة أخرى".
وأثار باسيل جدلا آخرا داخل لبنان، بتصريح قال فيه: "سنرسل رسالة نقول فيها إن لبنان مختبر الإنسانية، ننجح فيه معا في العيش معا، مسيحيين ومسلمين، مقيمين ومنتشرين، متساوين ومتناصفين، أمام القانون والدستور والميثاق. القانون هو الحكم، الوطن هو الانتظام والدولة هي الحامي – علّها تكون مدنيّةً لنكون متمدّنين، لا عدديين".
وقبلها، وتحديدا في 2018، طالت عنصرية باسيل الأمهات اللبنانيات المتزوّجات من أجانب، في تصريحات أدلى بها بمناسبة عيد الأم.
وقال إنه "تقدّم كوزير خارجية بمشروع قانون لتعديل القانون الصادر عام 1925 لمنح المرأة اللبنانية حق منح الجنسية لأولادها اذا كانت متزوجة من غير لبناني، ومساواة الرجل بها، باستثناء دول الجوار للبنان، وذلك لمنع التوطين".
وكلام باسيل يعني استثناء أطفال السوريين والفلسطينيين، وهو ما أثار حينها الكثير من التعليقات الغاضبة بين اللبنانيين.
aXA6IDE4LjIyMy4yMzcuMjQ2IA== جزيرة ام اند امز