حالة حزب الله وإسرائيل.. كشف حساب عسكري عن الحرب والتموضع
قال مسؤول عسكري إسرائيلي إن الجيش الإسرائيلي منع حزب الله اللبناني من التموضع جنوبي العاصمة السورية دمشق أو في الجولان.
وقال قائد المنطقة الشمالية بالجيش الإسرائيلي، أمير برعام: "في أيامنا هذه وأمام "محور الشر" الذي تقوده إيران، يتم إحباط الشر وكبحه يوميًا!".
وأضاف في كلمة بمناسبة إنهاء مهامه الرسمية: "بعد مضي ثلاث سنوات ونصف منذ أن توليت منصب قائد المنطقة اعتقد أنه من حيث الوضع الاستراتيجي نشهد توازنًا أمنيًا جيدا".
وتابع: "لا يزال التصور الذي يتمسك به حزب الله تجاه لبنان دفاعيًا، بدليل أن معظم أفعاله ضدنا تتم في سياق رد الفعل: إن نصر الله رجل لديه تجربة طويلة ويفهم جيدًا تكلفة الحرب".
ووجه برعام الاتهام إلى حزب الله "بمنع ازدهار لبنان وتنميتها من خلال أعماله".
وقال: "لقد تضاءل مدى الخوف منه ولم يعد يسيطر على العناصر العسكرية المتواجدة بمحاذاة الخط الحدودي بصورة مُحكمة كما كانت في السابق وبات الفساد مستشريًا فيه".
وأضاف: "بصفتي قائد المنطقة الشمالية، وأعلم أن رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي وزملائي في هيئة الأركان العامة يشاطرونني هذا الموقف، نحن لا نستيقظ كل صباح ونسأل أنفسنا أي حرب سنخوضها اليوم. علمًا بأن مهمتنا تتمثل في إبعاد الحرب وليس تقريب الحرب".
وفي إشارة الى الهجمات الجوية على مواقع إيرانية ولحزب الله في سوريا، قال برعام: "عمليات المعركة ما بين الحروب - تلحق أضرارًا جسيمة بالبنى التحتية الإرهابية، وبمساعيها للتزود بالأسلحة والتموضع على حدودنا الشمالية".
وأضاف: "يدور الحديث عن عمليات صعبة من الإحباط والوقاية، والتي يفضل أن تتم بعيدًا عن الأنظار وتحت عتبة الحرب".
وتابع: "لم يتمكن حزب الله في سوريا من التموضع في المنطقة الواقعة جنوبي دمشق وتنفيذ عمليات إرهابية وفتح جبهة برية أخرى ضدنا على حدود هضبة الجولان من أجل منع ذلك - لقد تصرفنا بشكل صارم ومتعدد الأذرع من خلال عدد لا يحصى من الغارات الجوية وعمليات الدهم البرية وعمليات الإحباط".
وأشار برعام إلى أنه "شهدت المنطقة العشرات من الانتصارات الصغيرة والدقيقة التي سمحت لنا بشكل تراكمي بالحؤول دون تحول جنوب سوريا إلى جنوب لبنان ومن جرنا إلى جبهة ساخنة أخرى في مواجهة حزب الله".
وقال: "إنني على قناعة تامة بعدم وجود زعيم شيعي، يرتدي عمامة سوداء على رأسه، ممن سيعمد إلى (احتلال الجليل) وبأن مقاتلي رضوان لن يلعقوا البوظة في كريات شمونة (تجمع سكاني في شمالي إسرائيل)" .
وأضاف: "إننا لسنا بشعب متعطش للحروب، وإنما نحن أبناء شعب يقدّس السلام والازدهار والحياة والإبداع - لكن من حين لآخر نحتاج إلى عصا كبيرة، والتي نملكها الحمد لله".
وحذر برعام من انه "رغم أنه من الواضح أنه لن تكون هناك حروب سهلة ونظيفة وخالية من الإصابات أو نقص الوسائل - إلا أن الحرب في لبنان لن يتم حسمها إلا من خلال المناورة البرية والمتعددة الأبعاد والشرسة".
وقال: "إذا فُرضت علينا الحرب، فإننا سنجعلها قوية وفتاكة، سواء على الجبهة أو في العمق ليلقى حزب الله وأولئك الذين يعيشون تحت وصايته قبضة فولاذية قادرة على المناورة بسهولة وهجومية وحاسمة، وليدرك سكان الشرق الأوسط (والعالم أجمع) بكل وضوح أن حزب الله ورعاته في إيران ولبنان دفعوا ثمنًا باهظًا للغاية وخسروا هذه الحرب بشكل مطلق".
من جهته قال القائد الجديد للمنطقة الشمالية بالجيش الإسرائيلي أوري غودين "الهدوء في الجليل الأعلى والجولان يمكن أن تكون خادعة، ولا تعكس عدم الاستقرار والأرض المضطربة إلى الشرق والشمال من حدودنا في كل من سوريا ولبنان، وكذلك في ضوء محاولات وكلاء إيران الرامية إلى التموضع في سوريا".
وأضاف: "لكننا لن نرتكب خطيئة التهاون وسنبقي كلتا عينينا يقظتين ونتصدى لكل محاولة لتهديد أو خلق واقع يهدد أمن مواطني إسرائيل بقبضة حديدية وجاهزة للعمل. من الواضح لنا أن العمل العسكري غايته هي الدفاع".
بدوره قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي: "حزب الله اختطف لبنان - إن الصواريخ والقذائف المضادة للدبابات تغطي جنوب لبنان، لكن كلاً من لبنان والحزب سيتحملان العواقب إذا تضررت سيادة إسرائيل أو مواطنيها، وجيشنا لن يقف مكتوف الأيدي".
وكثرت في الأسابيع الأخيرة التهديدات المتبادلة بين إسرائيل وحزب الله على وقع الجهود الأمريكية الحثيثة للتوصل الى اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان.
aXA6IDMuMTQ0LjMxLjg2IA==
جزيرة ام اند امز