ترسيم الحدود.. تهديد حزب الله لا يمنع تفاؤل إسرائيل
تسود أجواء تفاؤل حذر في إسرائيل من إمكانية التوصل إلى اتفاق حول ترسيم الحدود المائية مع لبنان.
غير أن أجواء التفاؤل هذه لم تمنع الجيش الإسرائيلي من تجديد تحذيره لحزب الله الإرهابي من تعكير هذه الأجواء عبر تهديداته.
وقال مسؤول إسرائيلي رافق رئيس الوزراء يائير لابيد في زيارته إلى ألمانيا، أمس: "هناك تفاؤل حذر في إسرائيل بالنسبة لمفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع لبنان".
وأضاف للهيئة العامة للبث الإسرائيلي "إذا نفذت منظمة حزب الله تهديداتها فإن إسرائيل سترد عليها بقوة" مشددًا على أن بلاده "ستبدأ باستخراج الغاز من حقل كاريش متى ارتأت ذلك".
واليوم الثلاثاء، قال رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أهارون حاليڤا في المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب: "حزب الله هو تنظيم قام باختطاف دولة لبنان. أنا مقتنع أن لبنان كان سينضم إلى اتفاقات إبراهيم لولا وجود حزب الله".
وتابع في كلمته التي طالعتها "العين الإخبارية" في وسائل إعلام عبرية: " لست بحاجة لتمرير رسائل للشعب اللبناني. الشعب اللبناني يريد كهرباء ولكنها تنقطع عنه، الشعب اللبناني يشهد العملة اللبنانية تنهار. لبنان كباقي الدول التي تمولها إيران مثل العراق واليمن وسوريا موجود في ذيل قائمة الدول في كل المؤشرات الدولية".
واعتبر حاليفا، أن "إقامة منصة لبنانية لاستخراج الغاز في البحر المتوسط تعتبر مصلحة إسرائيلية بهدف تقوية الاقتصاد اللبناني".
تفاؤل رغم الثغرات
ومساء السبت، قالت إسرائيل إن هناك ثغرات ما زالت تحول دون التوصل إلى اتفاق مع لبنان، حول الحدود المائية بين البلدين.
وبحسب مسؤولين إسرائيليين تحدثوا لموقع "واللا" الإخباري، فإن المحادثات مع المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين، خلال عطلة نهاية الأسبوع، أدت إلى إحراز تقدم نحو إبرام اتفاق مع لبنان بشأن الحدود البحرية.
لكن لا تزال هناك ثغرات- بحسب هؤلاء المسؤولين، و"هناك حاجة إلى مزيد من الوقت لسدها".
وكان المبعوث الأمريكي قد زار إسرائيل قبل أيام، ليتوجه بعد ذلك إلى لبنان ليطلع المسؤولين هناك على نتائج مباحثاته في تل أبيب.
وأرجأت إسرائيل بدء استخراج الغاز من منصة "كاريش" أو "قانا"، من الشهر الجاري إلى أكتوبر/تشرين الأول المقبل، خشية اندلاع صراع مع لبنان قبل التوصل إلى اتفاق حول الحدود المائية.
ويوم الجمعة، أكد هوكشتاين أن المفاوضات حققت "تقدما"، معربا عن تفاؤله بالتوصل إلى "حل قريب".
وقال المبعوث الأمريكي عقب لقائه الرئيس اللبناني ميشال عون، في قصر بعبدا شرقي العاصمة بيروت، "حققنا تقدما، ومتفائل بالوصول إلى حل قريبا"، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية.
ويقوم الوسيط الأمريكي آموس هوكشتاين بالوساطة بين البلدين للتوصل إلى اتفاق، حيث ينقل الرسائل والمقترحات بين الجانبين.
وعلى وقع هذا التفاؤل وما سبقه من تقديرات مماثلة، يقرع حزب الله طبول حرب تهدد ثروات هذا البلد الغارق في أزمات اقتصادية مستفحلة، عبر تهديداته التي يخرج بها بين الفينة والأخرى.
أصل الحكاية
وعقدت 5 جولات من المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، في مقر القوات الدولية "يونيفيل" بمنطقة رأس الناقورة جنوبي لبنان في الفترة من أكتوبر/ تشرين الأول 2020، وحتى 14 مايو/أيار 2021، دون إحراز تقدم ملموس.
ففي مايو/أيار عام 2020، انطلقت الجولة الأولى من مفاوضات ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل، بوساطة أمريكية، لكنها توقفت جراء خلافات حول مساحة المنطقة المتنازع عليها.
وحين انطلاقها، كان من المفترض أن تقتصر المحادثات على مساحة بحرية تقدّر بنحو 860 كيلومترا مربعا تُعرف حدودها بالخط 23، بناء على خريطة أرسلها لبنان عام 2011 إلى الأمم المتحدة.
غير أن لبنان اعتبر لاحقا أن الخريطة استندت لتقديرات خاطئة، وطالب بالبحث في مساحة 1430 كيلومترا مربعة إضافية تشمل أجزاء من حقل "كاريش" وتُعرف بالخط 29.
أما إسرائيل، فتُصر من جهتها على أن الحقل يقع ضمن منطقتها الاقتصادية الخالصة، وأن المفاوضات الجارية حول ترسيم الحدود البحرية لا تشمله.
ويتركز النزاع على منطقة يُحتمل أن تكون غنية بالغاز، بمساحة 330 ميلاً مربعاً من البحر الأبيض المتوسط قبالة إسرائيل ولبنان.
ويمكن أن تصل عائدات إنتاج الغاز الطبيعي في المستقبل هناك- بحسب تقديرات مختصين- إلى مليارات الدولارات.
aXA6IDMuMTQuMjQ2LjUyIA== جزيرة ام اند امز