سياسة
الاتفاق النووي.. خطة إسرائيلية لإفشال آمال العودة وأسف على موقف إيران
رغم التطورات التي وصفت بالإيجابية خلال الأيام المنصرمة بشأن قرب التوصل لاتفاق نووي، إلا أن الطريق إليه تعثر مجددًا، بعد موقف إيران.
فبعد أن عبر المفاوضون الأوروبيون عن تفاؤلهم بشأن قرب التوصل لاتفاق بشأن إحياء اتفاق عام 2015 مع موافقة إيران إلى حد كبير على نص المقترح النهائي، تراجعت درجة التفاؤل مجددًا، عندما أرسلت الولايات المتحدة ردها الذي ردت عليه إيران بدورها.
إلا أن تأخر الرد الإيراني وإعادتها طرح مسائل مرتبطة بتعهّداتها الملزمة قانونا بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية والتي تم التوصل إليها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أثارت استياء قوى أوروبية والتي عبرت عن شكوكها في مدى "صدق" طهران في السعي للتوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي.
مرونة أوروبية
ورغم أن إيران لم تستغل "الحد الأقصى لمرونة" القوى الأوروبية بشأن الملف، بحسب البيان الثلاثي المشترك الذي أصدرته قوى أوروبية يوم السبت، إلا أن هناك عاملا آخر يبدو أنه يقف وراء "تأخر" حسم الملف.
ذلك العامل تمثل في الدور الإسرائيلي الذي نشط في الفترة الأخيرة عبر زيارات مكثفة لمسؤوليها إلى أمريكا وبلدان أوروبية، والتي كان آخرها زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد إلى العاصمة برلين، وبحثه اليوم الإثنين، مع المستشار الألماني أولاف شولتز، استراتيجية جديدة تهدف إلى وقف برنامج إيران.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، في مؤتمر صحفي مشترك مع المستشار شولتز: "ناقشنا الحاجة إلى استراتيجية جديدة لوقف برنامج إيران النووي"، مشيرا إلى أن "إيران النووية ستزعزع استقرار الشرق الأوسط وتخلق سباق تسلح نووي يعرض العالم كله للخطر".
تحذير إسرائيلي
وحذر لابيد من أن العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني في ظل الظروف الحالية، سيكون "خطأ فادحا"، معتبرًا أن "رفع العقوبات وضخ مئات المليارات من الدولارات في إيران سيؤدي إلى موجات من الإرهاب، ليس فقط في الشرق الأوسط، لكن أيضا في جميع أنحاء أوروبا".
وأضاف: "هناك طريقة أخرى.. طريقة أفضل للمضي قدما في الشرق الأوسط. إنه طريق اتفاقيات إبراهيم ومنتدى النقب. مسار يقوم على رؤية مشتركة للمنطقة، رؤية ليست للحرب والتطرف والإرهاب بل السلام والتسامح والتعاون"، مشيرًا إلى أن "قدم للمستشار معلومات استخبارية حساسة وذات صلة بالملف النووي الإيراني"، فيما لم يكشف طبيعة تلك المعلومات.
ورحب يائير لابيد ببيان ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة بشأن خطة العمل الشاملة المشتركة، مشيرًا إلى أن الوقت حان لتجاوز المفاوضات الفاشلة مع إيران.
وأعلن رئيس وزراء إسرائيل أن بلاده أيديها "ممدودة من أجل السلام مع جميع جيراننا. وستكون دائما كذلك"، مضيفا: "تتطلب شراكتنا أيضا أن نعمل معًا ضد التهديد المتزايد بأن تصبح إيران دولة نووية".
وكان لابيد وصل الأحد إلى ألمانيا في زيارة رسمية يختتمها اليوم، تهدف إلى الانتهاء من التفاصيل النهائية لاتفاقية شراكة استراتيجية بين إسرائيل وألمانيا، بحسب تصريح سابق لرئيس وزراء إسرائيل، الذي استهل زيارته إلى برلين بلقاء الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتينمايرفي قصر بلفيو.
أسف ألماني
من جانبه، أبدى المستشار الألماني أولاف شولتز الإثنين "أسفه" لعدم تقديم إيران "ردا إيجابيا" على مقترحات دول أوروبية لإحياء اتفاق يفرض قيودا على برنامجها النووي.
وقال في المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لبيد: "آسف لأن إيران لم تقدم بعد ردا إيجابيا على مقترحات المنسقين الأوروبيين"، مضيفا: "لا يوجد سبب يمنع إيران من الموافقة على هذه المقترحات".
وشدد المستشار الألماني أولاف شولتز على أنه "ينبغي القول إن الأمر ليس كذلك، ولن يحدث بالتأكيد في المستقبل القريب".