مطالبات غربية متزايدة بدعمه.. ماذا نعرف عن الجيش اللبناني؟
مطالبات غربية متزايدة بتعزيز الجيش اللبناني كوسيلة لوقف التصعيد الحالي والحفظ على السلام على الحدود مع إسرائيل.
الولايات المتحدة وفرنسا قالتا، الخميس، إن تعزيز الجيش اللبناني سيكون حاسما لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 الذي يهدف إلى الحفاظ على السلام على حدود البلاد مع إسرائيل.
نائب السفير الأمريكي روبرت وود دعا في اجتماع لمجلس الأمن، المجتمع الدولي لأن يركز جهوده على تعزيز مؤسسات الدولة اللبنانية، وقال: "حل هذه الأزمة ليس إضعاف لبنان.. وإنما بلبنان قوي وذي سيادة حقيقية بحماية من قوة أمنية شرعية تتمثل في القوات المسلحة اللبنانية".
وتستند مهمة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة إلى تفويض بموجب قرار مجلس الأمن رقم 1701 الصادر في عام 2006، لمساعدة الجيش اللبناني في الحفاظ على حدوده الجنوبية مع إسرائيل خالية من الأسلحة أو المسلحين باستثناء التابعين للدولة اللبنانية.
وقبل عام، بدأ حزب الله في إطلاق النار على إسرائيل دعما لحركة حماس الفلسطينية في بداية الحرب على غزة، وتصاعد الصراع في الأسابيع القليلة الماضية مع شن إسرائيل غارات جوية طالت عددا من قيادات حزب الله في مقدمتهم حسن نصر الله الأمين العام للحزب، وبدء توغل بري في جنوب لبنان.
وقال القائم بأعمال مندوب لبنان لدى الأمم المتحدة هادي هاشم إن "الحلول الدبلوماسية وتنفيذ القرارات الدولية والالتزام بالقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي هي الوسيلة الوحيدة لإنهاء هذه الحرب وهذا العدوان".
دعم سيادة لبنان
السفير الفرنسي دي ريفيير قال للمجلس إن أحد أهداف المؤتمر الذي تخطط فرنسا لعقده بشأن لبنان في 24 أكتوبر/تشرين الأول هو ضمان سيادة لبنان.
وأضاف دي ريفيير "نريد زيادة الدعم للمؤسسات اللبنانية، خاصة القوات المسلحة اللبنانية.. نريد انتشار القوات المسلحة اللبنانية في الجنوب والقيام بمهمتها.. ما نحتاج إلى فعله هو التأكد من أن القوات المسلحة اللبنانية مجهزة ومدربة بشكل صحيح".
ويحظر القرار 1701 على أي طرف عبور ما يسمى الخط الأزرق، وهو خط حددته الأمم المتحدة ويفصل لبنان عن إسرائيل وهضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل، سواء بريا أو جويا.
ويعطى القرار ذاته قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) تفويضا لمساعدة الجيش اللبناني في الحفاظ على الحدود الجنوبية المشتركة مع إسرائيل خالية من الأسلحة أو المسلحين فيما عدا القوات الحكومية اللبنانية.
ماذا نعرف عن الجيش اللبناني؟
وفق أرقام موقع "غلوبال فاير باور" الأمريكي للعام 2024 يأتي الجيش اللبناني، في المركز 118 بين 145 جيشا في تصنيف الجيوش الأقوى في العالم، بميزانية إنفاق عسكري تُقدر بنحو مليار دولار سنويا.
ويُقدر عدد عناصر الجيش اللبناني بـ125 ألف جندي، بينهم 60 ألف جندي نظامي، والآخرون يمثلون قوات شبه عسكرية، فضلا عن 35 ألف فرد في الاحتياط، وحوالي 1.7 مليون نسمة يمكن تأهيلهم للقتال في حالات الطوارئ، بحسب بيانات الموقع الأمريكي.
وللجيش اللبناني عدة مهام فهو يدافع عن حدود البلد ضد أي اعتداء خارجي ويحافظ على سيادته، ويعمل في الوقت نفسه على حفظ الأمن والاستقرار الداخلي، كما يساهم في تعزيز التنمية والاستقرار الاجتماعي، ويشارك في إنشاء البنية التحتية للبلاد، ويقدم المساعدة خلال الأزمات والكوارث.
وترجع نشأة الجيش اللبناني إلى "فرقة الشرق"، التي أسسها الحلفاء عام 1916 أثناء الحرب العالمية الأولى، والتي ضمت بين عناصرها مجموعة من الشباب اللبناني، الذين تطوعوا للقتال ضد القوات العثمانية، بهدف "استقلال" لبنان عن الدولة العثمانية.
وفي عام 1918، تكونت داخل فرقة الشرق السرية 23، والتي تعد أول سرية للجيش اللبناني، تبعها تشكيل سرايا أخرى، وبعد قيام الانتداب الفرنسي في لبنان عام 1920، أعادت فرنسا تنظيم الفرقة باسم قوات المشرق الخاصة، وكانت تضم عناصر سورية ولبنانية تحت قيادة فرنسية.
وتتكون قيادة الجيش اللبناني حاليا من 4 مستويات هي: قائد الجيش وهو ضابط يحمل رتبة عماد، ويرتبط مباشرة بوزير الدفاع، ويتولى إعداد الجيش ورفع مستواه القتالي وقيادة العمليات العسكرية، ويتولى المنصب حاليا العماد جوزيف عون، ورئيس الأركان وهو يساعد قائد الجيش في تحمل مسؤولياته وتنفيذ مهامه عن طريق ضبط عمل الأركان والتنسيق بينها، والوقوف على المستوى القتالي للجيش، ونواب رئيس الأركان، ثم مديريات وشعب وأجهزة مختصة.
وتمتلك القوات البرية بالجيش اللبناني أكثر من 4500 مركبة قتالية مدرعة و200 دبابة و84 مدفعا ذاتي الحركة و374 مدفعا ميدانيا و30 راجمة صواريخ.
بينما تمتلك القوات الجوية اللبنانية وفق أرقام موقع "غلوبال فاير باور" لعام 2024 81 طائرة حربية، من ضمنها 9 طائرات هجومية و9 طائرات أخرى للتدريب، إضافة إلى 69 مروحية.
وتملك القوات البحرية 69 قطعة بحرية، منها 44 سفينة دورية، وتؤدي العديد من المهام.
كما يضم الجيش اللبناني 3 وحدات خاصة، هي فوج المجوقل وفوج المغاوير وفوج مغاوير البحر.
ويعتمد الجيش اللبناني بشكل كبير على المساعدات الخارجية في التسليح والتدريب، ومنذ عام 2006، وفي أعقاب الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان، سعت الولايات المتحدة وحكومات حليفة أجنبية وعربية إلى دعم قدرات الجيش اللبناني، لإعادة نشر قواته في الجنوب، تطبيقا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وتعد الولايات المتحدة الداعم الرئيسي للجيش اللبناني، إذ قدمت بين عامي 2006 و2022، بحسب وزارة الخارجية الأمريكية، ما يزيد على 3 مليارات دولار مساعدات للجيش اللبناني، وفي عام 2023، قدمت مساعدات مالية بقيمة 130 مليون دولار، فضلا عن تزويد القوات البحرية بمعدات عسكرية.