إلغاء لقاء بين الحريري وباسيل يبرز توتر علاقة التيارين
مراقبون يؤكدون أن هجوم كوادر "التيار الوطني الحر" على رئيس الوزراء ووالده وراء الإلغاء
أعلن "تيار المستقبل" اللبناني، الأربعاء، إلغاء لقاء حواري كان من المقرر إجراؤه الأسبوع المقبل مع رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية جبران باسيل، دون توضيح الأسباب.
وأكد مراقبون أن هجوم كوادر "التيار الوطني الحر" على رئيس الوزراء سعد الحريري ووالده الراحل وراء إلغاء الحوار.
وبرزت في الأيام الأخيرة السجالات بين مسؤولي الفريقين ووصلت لمواقع التواصل الاجتماعي لا سيما من قبل "الوطني الحر" الذي واصل بعض مسؤوليه الهجوم الشخصي على رئيس الحكومة ووالده.
ومنذ اللحظة الأولى للإعلان عن الدعوة، التي تأتي ضمن سلسلة حوارات ينوي "المستقبل" القيام بها مع مسؤولين في أحزاب أخرى، لم تلقَ ترحيبا من قبل كوادر "المستقبل" وقاعدته الشعبية.
ورغم التقارب السياسي بين باسيل والحريري وما نتج عنه قبل 3 سنوات من تسوية رئاسية أدت الى انتخاب (رئيس الوطني الحر السابق) ميشال عون رئيسا للجمهورية، لا يزال جمهور "المستقبل" ينظر إلى "التيار الوطني الحر" كخصم سياسي، لأسباب مرتبطة بتاريخ العلاقة بين الحزبين، ومحاولات باسيل المستمرة للتعدي على صلاحيات الحريري.
وتؤكد مصادر من الطرفين أن هذه التسوية التي اصطدمت مرارا بخلافات واهتزازات من دون أن تسقط، قد تسقط الآن وهو ما لن يكن في مصلحة أي منهما، لذا فهما يتمسكان بها حتى الآن.
وقلّلت مصادر "التيار الوطني الحر" من أهمية ما حدث مؤكدة لـ"العين الإخبارية" أنه "سيتم تجاوزه وأن الاختلاف وارد في أي علاقة بين حزبين".
وأضافت المصادر "سنبقى متمسكين بالحوار"، بينما أكد مستشار رئيس الحكومة النائب السابق حوري أن اللقاء ألغي ولم يؤجل أي لن يحدد موعد آخر له.
وأوضح حوري لـ"العين الإخبارية" أن "هناك أسبابا متراكمة أدت إلى هذا الإلغاء فجرتها مواقف النائب زياد أسود الذي تجاوز خلالها كل الأدبيات السياسية والخطوط الحمراء بحق سعد ورفيق الحريري، فيما لم تقدم قيادة الوطني الحر في المقابل على إصدار توضيح بشأنها أو رفضها كأنها راضية عنها".
ولم ينفِ حوري امتعاض الكوادر من الأساس على خطوة دعوة باسيل إضافة إلى كثيرين في الحقل السياسي، مؤكدا أن "المستقبل" كان يهدف من اللقاء تقريب وجهات النظر والحوار رغم الاختلاف، لكن الطرف الآخر بدلا من التجاوب معها تلقفها بطريقة سلبية.
وكان السجال قد بدأ على خلفية الأزمة السياسية الاقتصادية التي يمر بها لبنان وآخرها شح الدولار وارتفاع سعر صرفه إلى أعلى مستوياته، وتبادل الاتهامات بشأنها، واختتم بهجوم النائب أسود على الحريري ووالده، ما استدعى ردا عنيفا أيضا من "المستقبل".