دانتي ينحت "أمل وخلاص" في بيروت.. جحيم ومطهر ثم فردوس
تستلهم منحوتة معدنية دُشنت الأربعاء في وسط بيروت الأفكار التي ضمّنها الشاعر والكاتب دانتي أليجييري قصيدته "الكوميديا الإلهية".
ويأتي ذلك في عمل يحمل رسالة "أمل وخلاص" للعاصمة اللبنانية الجريحة.
وأزيحت الستارة رسميا عن هذه المنحوتة للفنانة اللبنانية نايلا رومانوس إيليا وعنوانها "على المقلب الآخر من الزمن"، في الباحة العامة المجاورة لكنيسة مار الياس في وسط العاصمة اللبنانية، بمناسبة الذكرى المئوية السابعة لوفاة الشاعر والكاتب دانتي أليجييري (1265 - 1321)، أبو اللغة الإيطالية، وبالتزامن مع الأسبوع الحادي والعشرين للغة الإيطالية.
واستوحت إيليا هذه المنحوتة المعاصرة الضخمة من "الكوميديا الإلهية لتجسّد من خلالها أقواله عن الفردوس والمطهر والجحيم من خلال دوائر معدنية متلاصقة وغير متشابكة، وأخرى متناثرة على الأرض تحمل رسالة "أمل وخلاص" بحسب الفنانة.
وأوضحت الفنانة والمهندسة المعمارية اللبنانية لوكالة فرانس برس أنها شاءت أن تبتكر عملاً يتلاءم مع الموقع المختار وهو منطقة القنطاري، حيث كانت صولات وجولات في الحرب التي شهدها لبنان بين العامين 1975 و1990، إذ تقع على خط التماس بين شطري بيروت المنقسمة آنذاك.
وقالت إيليا التي تركت لبنان خلال الحرب الأهلية وعملت في مدن عالمية عدة بينها باريس ولندن وهونغ كونغ ودبي، "شعرت بأن علي أن أجد فكرة تناسب المكان وتشكل امتدادا له، فوجدت ما أبحث عنه في +الكوميديا الإلهية+ لدانتي".
ويتضمن التجهيز المقام على مساحة 50 مترا مربعا، ثلاثة أقسام، يرمز كل منها الى أحد أجزاء القصيدة، وهي "الجحيم" و"المطهر" و"الفردوس". كذلك يمتد التركيب على ثلاث منصات من أصل أربع، تتألف منها الباحة، وترتفع أعلى نقطة فيه نحو تسعة أمتار عن الأرض.
ويتألف العمل من دوائر مجوفة مصنوعة من مواد مختلفة، تبدو أشبه بنوافذ تطل على معالم بيروتية لا تزال آثار الحرب بادية على بعضها، ومنها "برج المر" غير المكتمل البناء الذي كان مركزاً عسكرياً، وفندق "هوليداي ان" الذي شهد أشرس المعارك في بداية النزاع ولا يزال من دون ترميم.
وأضافت الفنانة "أعبّر من خلال هذا التجهيز عن رسالتين، الأولى ضرورة أن ندرك أن ما وصلنا اليه اليوم في لبنان هو نتيجة الفساد والاستهتار وعدم المحاسبة والخيانة ووجود لصوص ومجرمين ومصيرهم الجحيم"، والثانية أن "التوبة عن الخطيئة تقود الى الجنة، وعنوان القصيدة هو كوميديا لأنها تنتهي بأمل هو الخلاص من خلال التوبة".
ونُشرت "الكوميديا الإلهية" في بداية القرن الرابع عشر، وهي قصيدة ملحمية عن الفداء والفضائل الإنسانية تُصنف من الأعمال الرئيسية للانتقال من العصور الوسطى إلى عصر النهضة.
وقد ألهمت أجيالا من الكتّاب والرسامين والنحاتين والموسيقيين والمخرجين ومؤلفي الكتب المصورة حول العالم.