لبنان في عتمة.. كهرباء المولدات تحرق الجيوب
ظلام دامس يخيم على بيوت العديد من اللبنانيين بسبب عجز أصحابها عن دفع فواتير اشتراك المولدات.
ترافق ذلك مع ارتفاع نسبة الفقراء في لبنان من 55% في العام 2020 إلى 74% من إجمالي عدد السكان العام الماضي بحسب منظمة "الإسكوا" التي اعتبرت في دراستها أن نسبة السكان الذين يعانون من الفقر المتعدد الأبعاد قد تضاعفت بشكل دراماتيكي ومقلق.
من جهة ثانية يقاوم البعض من أجل الإبقاء على "لمبة" تحول بينهم وبين الظلام، وذلك من خلال تقليص عدد وحدات "الأمبير".
"سناء منيمنة" واحدة من اللبنانيين الذين فرضت عليها الظروف الاقتصادية إلغاء اشتراك المولد، وبحسب ما قالته لـ"العين الإخبارية": "أنا أم لثلاثة أبناء أصرف عليهم، والدهم فارق الحياة قبل سنتين بمرض السرطان، أعمل موظفة في شركة براتب مليونين ونصف المليون ليرة أي أقل من 100 دولار، وبعد أن وصل سعر الأمبير إلى 15 دولارا لم أجد أمامي سوى إيقاف اشتراك المولد والبقاء في الظلمة حين تحسن الأوضاع".
وعن كهرباء الدولة، أجابت سناء: "بالكاد نراها ساعة في اليوم، ما يعني ذلك أنه لا يمكننا حفظ الطعام في البرادات، هذا إن كنا نملك المال لشرائه".
وتساءلت سناء "أي جحيم هذا الذي نعيشه؟، كل دول العالم تتطور إلا بلدنا، أعادنا المسؤولون إلى العصر الحجري، أفقرونا، فحتى الطعام بتنا نحسب له حساباً، اللحوم باتت من الماضي وكذلك الدجاج، لا بل حتى الحبوب أصبحت باهظة الثمن وأخشى أن لا نستطيع شراءها إذا استمر سعر صرف الدولار في الارتفاع".
أما "ناجي القرى" فقد اضطر إلى تقليص عدد وحدات "الأمبير" من 10 إلى 3 وقال: "بين توقيف الاشتراك كلياً واللجوء إلى تقليص عدد الوحدات فضلت الخيار الثاني كي لا نشعر أننا في القبر ونحن على قيد الحياة، ومع ذلك أجد صعوبة في تأمين بدل الفاتورة".
وتابع: "أعمل ميكانيكي سيارات، أعيش كل يوم بيومه، لا يوجد راتب ثابت، في وقت ارتفعت فيه كل الأسعار بشكل جنوني، وأنا المسؤول عن 4 أولاد، يحتاجون إلى طعام وشراب وأقساط مدرسية وغيرها، أحاول كل جهدي أن أتدبر أمرهم لكن لا أعرف إن كان بإمكاني الاستمرار في ظل تأزم الأوضاع كل يوم أكثر فأكثر".
رئيس تجمّع أصحاب المولّدات الخاصة عبدو سعادة أكد لـ"العين الإخبارية" أن نحو 20% من المشتركين بالمولدات الخاصة ألغوا أو قلّصوا وحدات الأمبير.
وقال: "نحن والمواطنون ضحية، فالفواتير يتم إعدادها أول الشهر لتسليمها للزبائن ويكون الدولار مثلاً 27 ألف ليرة وعندما يدفعونها يكون الدولار وصل إلى 30000 ليرة، هذا يضرّ بالقطاع لأننا نخسر حوالي 3000 ليرة بالدولار ما يفقد الفاتورة قيمتها".
وشدد على ضرورة إعادة دعم المازوت والعودة إلى التسعيرة بالليرة اللبنانية.
ومساء السبت، انقطع التيار الكهربائي عن لبنان بشكل كامل بعد أزمة في إحدى محطات توليد الطاقة، وقد طال انقطاع الكهرباء مطار رفيق الحريري الدولي وأثر لوقت محدود على حركة الطائرات.
ويعاني لبنان من مشكلة مزمنة في قطاع الكهرباء، وقد ساءت بعد الانهيار الاقتصادي نتيجة عدم توافر العملة الأجنبية لشراء الفيول لتشغيل معامل الكهرباء.
ويعتمد أغلب اللبنانيين على المولدات الخاصة لتسيير أمورهم في ظل عجز كهرباء لبنان عن تأمين أكثر من ساعتين من أصل 24 ساعة.
ومن المتوقع أن يبدأ مد الغاز المصري إلى لبنان في فبراير/ شباط المقبل، بتمويل من البنك الدولي، ومن المتوقع أن يسهم هذا المشروع في التخفيف من حدة أزمة الطاقة التي تعاني منها البلاد.
aXA6IDE4LjIyMC4yNDIuMTYwIA== جزيرة ام اند امز