انتخابات لبنان.. اختراقات للمعارضة بمعقل حزب الله
تتواصل عملية فرز الأصوات في لبنان بعد انتخابات برلمانية يُرجّح أن تُبقي الكفة فيها لصالح القوى السياسية التقليدية مع تسجيل بعض الاختراقات في بعض الدوائر لصالح خصوم حزب الله ومجموعات المعارضة.
وبلغت نسبة الاقتراع 41 في المئة، وفق نتيجة أولية صادرة عن وزارة الداخلية، وهي نسبة متدنية بعدما وصلت عام 2018 إلى أكثر من 49 بالمئة.
وبرغم الأزمات، يرى محللون في الانتخابات فرصة للطبقة السياسية لإعادة إنتاج ذاتها، بسبب تجذّر السلطة والنظام السياسي القائم على المحاصصة وتحكّم النخب الطائفية بمقدرات البلاد وحالة الإحباط العام في البلاد.
لكن الانتخابات تشكل أيضاً أول اختبار حقيقي لمجموعات معارضة ووجوه شابة أفرزتها احتجاجات شعبية غير مسبوقة في أكتوبر/تشرين الأول 2019 طالبت برحيل الطبقة السياسية.
ويضمّ البرلمان 128 نائباً. والغالبية في المجلس المنتهية ولايته هي لحزب الله وحلفائه وأبرزهم التيار الوطني الحر الذي يتزعمه رئيس الجمهورية ميشال عون وحركة أمل برئاسة رئيس البرلمان نبيه بري الذي يشغل منصبه منذ 1992.
وأقفلت صناديق الاقتراع عند السابعة مساء، باستثناء عدد من المراكز التي بقيت مفتوحة إلى حين إدلاء كل الناخبين الموجودين داخلها بأصواتهم.
وبدأت نتائج أولية بالظهور من الماكينات الانتخابية للأطراف المتنافسة، وتُبين كما هو متوقع، عودة حاسمة للأحزاب التقليدية.
لكن بدت أحزاب ومجموعات معارضة متفائلة في تحقيق اختراقات في عدد من الدوائر، أبرزها دائرة في الجنوب عادة ما تكون كلها من نصيب لائحة حزب الله وحركة أمل.
ووفق النتائج الأولية لماكينات الأحزاب الانتخابية، تشير المعلومات إلى إمكانية مجموعات معارضة إحداث اختراق في دائرة الشوف – عاليه، حيث تنافس "حزب القوات اللبنانية" والحزب التقدمي الاشتراكي ضد تحالف حلفاء حزب الله وتحديدا التيار الوطني الحر والنائب طلال أرسلان والوزير السابق وئام وهاب.
وإذا صحت التقديرات وفازت لائحة المعارضة "توحدنا للتغيير" فستكون على حساب حلفاء حزب الله.
وتشير المعلومات أيضا إلى إمكانية نجاح مجموعات المعارضة في الحصول على مقعد في دائرة الشمال الثالثة، وهي الدائرة التي يتنافس فيها أكبر الأحزاب المسيحية، وهي "القوات" و"التيار الوطني الحر" عبر رئيسها النائب جبران باسيل، و"تيار المردة".
ومع المعلومات التي أشارت إلى تراجع عدد الأصوات التي حصل عليها رئيس التيار الحر جبران باسيل، خرج الأخير مساء ليتحدث في الإعلام بتصريحات عكست بوضوح هذا التراجع وشنّ هجوما على خصومه.
وقال باسيل إن التيار الوطني الحر لم يخض معركة مع أطراف داخليين "نحن في معركة بدأت بالحد الأنى منذ 17 أكتوبر/تشرين الأول 2019 (تاريخ الانتفاضة الشعبية) مع أمريكا ومع إسرائيل ومع حلفائها الإقليميين بالمنطقة".
وقال إنه لا يريد استباق الأرقام، لكن التيار ستكون له "كتلة كبيرة"، من دون تفاصيل.
وفي بيروت الثانية، حافظت لائحة حزب الله وحركة أمل على تقدمها، فيما تشير المعلومات إلى إمكانية حصول مجموعات المعارضة على مقعد أو اثنين.
وتزامناً مع إعلان النتائج الأولية للانتخابات النيابية، جابت العاصمة بيروت مسيرات سيارات وشبّان على الدراجات النارية لمناصري "حزب الله" وحركة "أمل" وسط إطلاق الأغاني الحزبية ورفع الأعلام والشعارات الحزبية.
ووفق مراقبين فإنه سيكون صعبا أن تترجم النقمة الشعبية في صناديق الاقتراع بسبب تضافر عوامل عدة أبرزها نقص الموارد المالية لدى المعارضين وضعف الخبرة السياسية، وقانون انتخابي معقد مفصل على قياس الأحزاب التقليدية وتشتت المعارضة وعدم توحدها في لوائح مشتركة.
وفي بلد تتخطى فيه ساعات تقنين الكهرباء 22 ساعة، نشرت الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات (لادي) صورة تظهر موظفين يفرزون الأصوات باستخدام هواتفهم للإضاءة في أحد المراكز.
وانقطع التيار الكهربائي خلال اليوم عن مراكز عدة، كما اضطر ناخبون لاستخدام هواتفهم للإضاءة أثناء الاقتراع وراء الساتر.
واستنفرت الأحزاب التقليدية قواعدها الشعبية، وانتشر مندوبوها بكثافة أمام مراكز الاقتراع التي وقعت في بعضها صدامات بين مناصرين حزبيين، أبرزها بين مناصري حزب الله ومناصري أبرز خصومه حزب القوات اللبنانية.
وجرت الانتخابات في غياب أبرز مكون سياسي سني بزعامة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الذي أعلن مقاطعة الاستحقاق، بعدما احتل الواجهة السياسية سنوات طويلة إثر مقتل والده رفيق الحريري في 2005.
aXA6IDMuMTQxLjI5LjkwIA== جزيرة ام اند امز