عشية الاستشارات.. ميقاتي يضبط عقارب لبنان المأزوم على لحظة توافق
عشية الاستشارات النيابية لتسمية رئيس جديد للحكومة تخلو جعبة فرقاء لبنان من الخيارات.
ويطفو اسم رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي كخيار وحيد لأزمة ممتدة منذ إعلان حسان دياب، رئيس حكومة تصريف الأعمال، استقالته في أغسطس/آب من العام الماضي، واعتذار سعد الحريري عن عدم تشكيل الحكومة الشهر الجاري.
وميقاتي سبق أن ألف حكومتين في لبنان الأولى مؤقتة بين أبريل/ نيسان ويوليو/تموز عام 2005، والثانية من يونيو/حزيران 2011 وحتى مارس/آذار 2013.
وأعلن رؤساء الحكومات السابقون اليوم الأحد رسميا دعمهم لميقاتي ما يعني أن تيار المستقبل بات في حكم تسميته.
وقال رؤساء الحكومات السابقون، ميقاتي، وفؤاد السنيورة، وتمام سلام وسعد الحريري في بيان: "ندعم نجيب ميقاتي لتشكيل حكومة قادرة على إنقاذ البلاد بناءً على وثيقة الوفاق الوطني والدستور".
وحتى الساعة أعلنت كتلة نيابية واحدة فقط رسميا نيتها تسمية ميقاتي لكن بحسب التسريبات يبدو أنه يحظى بدعم أساسي من "حركة أمل" برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري، مع عدم اعتراض حليفه "حزب الله".
ويكمن السؤال الأساسي بالنسبة لـ"المستقبل"، في ما إذا كان باستطاعة أي رئيس مكلف التوصّل إلى حكومة في ظلّ تعنّت فريق رئيس الجمهورية مشيل عون والتيار الوطني الحر الذي يرأسه صهره النائب جبران باسيل، وليس في هوية الاسم الذي تنتهي إليه الاستشارات.
وفي حال فاز ميقاتي بتسمية تيار المستقبل، يكون قد أمن الغطاء السني بالكامل وسيحظى بتسمية الأغلبية الساحقة من النواب السنة كون النواب الباقين هم تحت مظلة "حزب الله" و"حركة أمل" التي يحظى أيضاً بدعمها، فيما يبقى نائبان أو ثلاثة نواب من السنة لم يسموه وهم بنفس الوقت يطمحون لتولي مركز رئاسة الحكومة كالنائبين فيصل كرامي وفؤاد مخزومي.
واليوم الأحد أيضا أعلن الحزب التقدمي الاشتراكي، نيته تسمية ميقاتي خلال مشاورات باكر، مشددا على ضرورة التوصل إلى حكومة تحظى بدعم الجميع مع برنامج انقاذي يوقف الانهيار.
وفي تلميح إلى الاتجاه نحو ميقاتي أكدت المصادر جهوزية الحزب لكل التسهيلات المطلوبة وعدم وجود أي شروط خاصة.
أما من الناحية المسيحية، فبدا محسوماً أن القوات اللبنانية لم تسم أحداً في استشارات الغد وهو ما أعلنته يوم أول من أمس صراحة، أما تيار المردة برئاسة النائب السابق سليمان فرنجية فقد أعلن أن كتلته ستسمي ميقاتي، مع ترجيح أن تتجه كتلة نواب الأرمن المؤلفة من 3 نواب والمنخرطة ضمن تكتل "التيار الوطني الحر" للتمايز عن الكتلة وتسمي ميقاتي.
ويكتنف الغموض موقف كتلة "التيار الوطني الحر" برئاسة باسيل، التي ظل نوابها على مدار أسبوع يهاجمون على منصاتهم الإعلامية ميقاتي معتبرين أنه امتداد لنهج الحريري.
لكن الأمور تغيرت اليوم الأحد، إذ علمت "العين الإخبارية" أن الرئيس ميقاتي أجرى اتصالات مع الوزير باسيل، ومن المقرر أن يلتقي به في غضون ساعات قليلة جداً، وبحسب المصادر أنه حتى الساعة أصبح موقت "التكتل" إما تسمية ميقاتي أو الامتناع عن التسمية ما يعني ضمنيا تمرير تسميته
aXA6IDMuMTQ3LjIwNS4xOSA= جزيرة ام اند امز