حزب الله ذراع إيران.. تاريخ من الاغتيالات في لبنان
رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في إعلان استقالته يؤكد أنه لمس عدة مؤامرات تحاك لاستهداف حياته.
كشف رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، في خطاب استقالته الذي أعلنه اليوم السبت من العاصمة السعودية الرياض، عن أكثر من محاولة حيكت لاغتياله.
أصابع الاتهام وجهها الحريري الابن بوضوح لإيران وذراعها في لبنان حزب الله الإرهابي، مذكرا اللبنانيين بما تعرض له والده رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري من اغتيال قبل 12 عاما، وتحديدا في الـ14 من فبراير/شباط عام 2005.
وقال الحريري عقب إعلان استقالته: "الأوضاع في لبنان حاليا تشبه ما كان عليه الوضع قبل اغتيال والدي رفيق الحريري"، في إشارة إلى المتهم الرئيسي في اغتيال الحريري الأب حزب الله.
- زيارة مستشار مرشد إيران للبنان.. هل عجّلت باستقالة الحريري؟
- محمد بن سلمان يبحث مع الحريري مستجدات الأوضاع الإقليمية
رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري شدد على أن حزب الله الذي يزعم أن سلاحه للمقاومة فرض سياسة الأمر الواقع في لبنان عبر قوة السلاح، وهو ما لن يسمح به اللبنانيون، مشددا على فشل التدخلات الإيرانية عبر ذراعها في لبنان بعد أن واجهتها الإرادة العربية كما حدث في البحرين واليمن.
محاولات الاغتيال التي كشف عنها الحريري الابن ليست الأولى، ويبدو أنها لن تكون الأخيرة طالما عمل حزب الله بأجندة إيرانية تسعى إلى بسط النفوذ على المنطقة.
فأكثر من 6 عقود مرت على أول اغتيال سياسي شهده لبنان، عندما اغتيل رئيس الحكومة اللبنانيية الأسبق رياض الصلح لدى عودته إلى بيروت بعد زيارة قام بها إلى الأردن بدعوة من الملك عبدالله بن الحسين، برصاصات غادرة أردته قتيلا في الـ8 من يوليو عام 1949.
مسلسل الاغتيالات
تواصل مسلسل الاغتيالات كان محركه الرئيسي النظامين الإيراني والسوري عبر أذرعهما في لبنان، ليحصد رئيسي جمهورية و3 من رؤساء الحكومة أثناء تواجدهم في الحكم، كما طالت الاغتيالات العديد من النواب والسياسيين ورجال الدين والصحفيين.
مسلسل الاغتيالات الذي لم يتوقف وضع على لائحته التي نفذها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي كمال جنبلاط، والرئيس اللبناني المنتخب بشير جميل، ورئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، والصحفي المعروف بانتقاده سوريا سمير قصير، والنائب والصحفي جبران تويني، والأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي وغيرهم.
وعلى هذا لم يعد مستغربا أن يستميت حزب الله دفاعا عن النظام السوري، بل يذهب أبعد من ذلك عبر المشاركة المباشرة بمليشياته في الصراع السوري، بعد الزلزال الذي فجره لصالح النظام السوري قبل أكثر من عقد من الزمن باغتيال الحريري الأب، ممثل القوى السنية في لبنان.
اغتيال الحريري الذي أسفر عن خروج سوريا من لبنان، لم ينهِ مسلسل الاغتيالات الذي تواصل واستهدف صحفيين ووزراء ونوابا في البرلمان وقادة عسكريين وأمنيين، وهو ما ترك لبنان في دوامة من العنف والفراغ السياسي والفتنة الطائفية الّتي تأججت في الفترة الأخيرة، خاصة مع بداية الحرب السورية التي ألقت بظلالها على الشعب اللبناني المنقسم بين مؤيد ورافض لما يحدث، وعلى المنطقة بأسرها.
التدخل السافر لملالي طهران في شؤون الجوار وبث السموم في لبنان واليمن وسوريا عبر أذرعها ومليشياتها الطائفية ألقى بظلاله على مستقبل لبنان.. حتى جاء إعلان رئيس الوزراء اللبناني استقالته في خطوة لها ما بعدها، ربما تتضح خلال الأيام والشهور المقبلة.
aXA6IDEzLjU4LjE4LjEzNSA=
جزيرة ام اند امز