كان يمكن تلافي «العيون المفقوءة».. هذا ما سقط من حزب الله
قبل عام، قال رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي السابق يوسي كوهين جملة لم تتعد كلماتها العشر، لكنها كانت «مفخخة» بما يكفي «لتنفجر» لاحقا.
ففي مقابلة أجراها في سبتمبر/ أيلول 2023، مع موقع ماكو الإسرائيلي، قال كوهين "نريد أن نكون في سلسلة التوريد الخاصة بهم وأن نتدخل فيها".
وبحسب منصة «إنتيلي تايمز» الإسرائيلية المعنية بأخبار الاستخبارات، فإن هذا التصريح كان عبارة عن كشف حالة قدمه كوهين حول طبيعة التعامل مع إيران وحزب الله.
والتصريح الذي جاء قبل شهر من اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، لم يكن الأول لهذا المسؤول الأمني السابق، ما يعني أن تكتيك اعتراض سلاسل التوريد غير مستجد في المقاربة الإسرائيلية.
فقبلها، وتحديدا في يونيو/حزيران 2021، لمح كوهين إلى أن جهاز الموساد هو من فجر منشأة للطرد المركزي الإيرانية تحت الأرض، وهي منشأة تخصيب اليورانيوم الرئيسية بالبلاد والواقعة في مدينة نطنز.
وحينها قال: “كانت أجهزة الطرد المركزي هناك تدور”، وعند سؤاله: “لم تعد كذلك؟”، رد كوهين: “بالفعل”.
وعندما سُئل عن المتفجرات التي كانت مخفية داخل سطح رخامي كانت أجهزة الطرد المركزي توضع عليه، أجاب كوهين: "هذه ليست مصادفة، نريد أن نكون جزءا من سلسلة التوريد".
كان يمكن
وبالتالي، كان يمكن فقط قراءة جميع هذه التصريحات بما يكفي من التمعن، وأيضا قراءة ما بين أسطر تفجير منشأة نطنز، ليعرف حزب الله أن خصمه يترصده في سلاسل التوريد.
لكن، يبدو أن ثغرة أمنية كبيرة -كما يرجح خبراء-، أسهمت بشكل أو بآخر في تلقي الحزب لضربة "غير مسبوقة" -كما اعترف- الأمين العام حسن نصر الله في خطاب تلفزيوني ألقاه مساء الخميس.
وفي كل الأحوال، يبدو أن الصراع الدائر بين إسرائيل وإيران وذراعها حزب الله لا يحتاج فقط إلى الحذر من أجهزة الاتصالات بكل أنواعها، لكن أيضا للتمعن في التصريحات وما يقال في وسائل الإعلام، فقد يكون في أحدها مفتاح النصر أو الهزيمة.
وقتل 37 شخصا وأصيب قرابة ثلاثة آلاف آخرين بجروح جراء تفجير أجهزة "بيجرز" الثلاثاء ثم أجهزة اتصال لاسلكي الأربعاء يستخدمها عناصر في الحزب، بحسب وزارة الصحة اللبنانية.
وجاءت تفجيرات أجهزة الاتصال في خضم تبادل يومي للقصف بين حزب الله وإسرائيل منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة قبل أكثر من 11 شهرا.
ولم تعلّق تل أبيب على التفجيرات التي وقعت غداة إعلانها توسيع أهداف الحرب المتواصلة في قطاع غزة، لتشمل تأمين المنطقة الحدودية الشمالية مع لبنان بشكل يضمن عودة الإسرائيليين إليها.
عيون مفقوءة
فجأة انفجرت أجهزة الاتصالات اللاسلكية بوجه الآلاف في لبنان، بينهم عناصر من حزب الله، وبعض الانفجارات أسفر عن مقتل عدد منهم، فيما أدت أخرى لإجراء جراحات خطيرة لاستئصال واقتلاع عيون المصابين.
عيون مفقوءة اقتلعها الانفجار من محاجرها بحسب ما كشفه أطباء لبنانيون أكدوا أن غالبية الإصابات تنوعت ما بين الوجه والبطن والذراع والساقين، وكانت الإصابات الأخطر في العيون.
وعن سبب إصابتها للعيون ما أدى في أحيان كثيرة لاقتلاعها، قال خبراء إن أجهزة «بيجر» أو «أيكوم» المستخدمة من قبل حزب الله تستقبل رسائل للقراءة.
وبالتالي، فإن أول شيء سينتبه له مستخدم الجهاز هو تلقي هذا الكم من الرسائل، ولذلك فإنه سيضطر لأن ينظر إلى الشاشة ليشاهد الرسائل.