حزب الله و«شظايا بيجر».. شرارة فوضى؟
لا شيء يمضي بلا تداعيات حين يتعلق الأمر بتفجيرات متزامنة ترسم حلقة تصعيد محتمل وسط توتر يجثم بثقله على يوميات قاتمة.
تفجيرات تستهدف أجهزة الاتصالات اللاسلكية لحزب الله اللبناني، يتقاطع فيها المكان والزمان والسياق أيضا.
- خبير يكشف لـ«العين الإخبارية»: فرضية «التغصن» وراء انفجار أجهزة بيجر
- تفاصيل شحنة «بيجر» المتفجرة.. متى استلمها حزب الله؟
فالمكان، لبنان بمختلف مناطقه، والزمان: نفس التوقيت، والسياق: جبهة ملتهبة أشعلها تصعيد بين حزب الله وإسرائيل منذ اندلاع حرب غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وعصر اليوم الثلاثاء، وقعت انفجارات متزامنة استهدفت أجهزة الاتصالات اللاسلكية "بيجر" التي يستخدمها عناصر حزب الله اللبناني، ما أسفر عن مقتل 9 أشخاص، وقرابة 3 آلاف جريح، في حصيلة أولية أعلنت عنها وزارة الصحة في لبنان.
وحتى اللحظة، لم تعلن إسرائيل مسؤوليتها، لكن حزب الله حمّل تل أبيب المسؤولية الكاملة عما وصفه أحد مصادر الحزب ومراقبون بـ"أكبر اختراق استخباراتي".
ومن الناحية الفنية، قد لا يعرف أحد كيف وقع ذلك، ولكن شبكة سكاي نيوز البريطانية رجحت أنه من الممكن أن يتم ذلك عن طريق إرسال إشارات لزيادة تحميل الدوائر الفردية مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة البطاريات، وتحويلها فعليا إلى قنابل يدوية صغيرة.
ووفق ما طالعته "العين الإخبارية" في الشبكة البريطانية، فمن المرجح أن تكون الأرقام التسلسلية معروفة أيضا، وكل هذا يشير إلى خرق أمني كبير آخر لحزب الله أو ربما تم العبث بالأجهزة نفسها، والتي يبدو أنها كانت جزءا من شحنة واحدة تسلمها الحزب مؤخرا.
وكان حزب الله حذراً للغاية في اتصالاته، مدركا أن محادثات الهاتف المحمول يمكن اختراقها وتتبعها بسهولة، وكانت أجهزة الاتصالات المستهدفة تعتبر بديلاً منخفض الجودة ومن الصعب اختراقها.
تداعيات
وفق سكاي نيوز، سيتسبب هذا الهجوم في إثارة قلق داخلي عميق داخل حزب الله، وربما حتى بعض الفوضى بين صفوفه، حيث أصبحت سلامتهم الآن معرضة للخطر بشكل دراماتيكي.
ويأتي هذا الهجوم بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي أواخر الأسبوع الماضي، هزيمة لواء رفح التابع لحماس في جنوب قطاع غزة.
ويُنظَر إلى هذا باعتباره الإنجاز العسكري الرئيسي الأخير للجيش الإسرائيلي في غزة ويسمح لإسرائيل بتحويل جهودها ضد حزب الله والصراع على الحدود مع لبنان.
وفي وقت متأخر من الليلة الماضية، جعلت الحكومة الأمنية الإسرائيلية رسميا عودة النازحين الإسرائيليين في الشمال أحد أهداف الحرب، إلى جانب هزيمة حماس وإعادة الرهائن.
وفي الوقت نفسه، يدور الحديث حول إمكانية إقالة وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت من قبل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو واستبدال جدعون ساعر به.
وفي وقت سابق من اليوم، كشفت وكالة الاستخبارات الإسرائيلية "شين بيت" عن مخطط لحزب الله لاغتيال ضابط عسكري إسرائيلي كبير سابق باستخدام جهاز تفجير عن بُعد.