السنيورة: عون يستغل منصبه ليغطي انتهاكات "حزب الله"
رفض رئيس الحكومة اللبناني السابق، فؤاد السنيورة، اليوم الأربعاء، دفاع الرئيس ميشال عون عن مليشيات حزب الله الإرهابية.
وتستمر المواقف المستنكرة والرافضة لحديث عون في لبنان، الذي دافع خلالها عن حزب الله، واعتبر في مقابلة مع صحيفة ايطالية نشرت أمس، أن ما وصفه بـ"المقاومة" ليست ارهابا وأنه "لا تأثير لحزب الله على الأمن في لبنان ولم يرتكب أي عمل إرهابي".
واليوم، رفض السنيورة، حديث عون، مذكرا بما قام به حزب في لبنان من اغتيالات واستخدام سلاحه في داخل البلاد، ومشاركته في الحروب بالخارج، معتبرا أن عون يستغل "منصبه وموقعه لكي يغطي انتهاكات "حزب الله".
وقال السنيورة في بيان "الرئيس عون كان يتحدث إلى الصحافة الإيطالية متجاهلا أن كلامه لا يمكن قبوله في لبنان أو تصديقه. إذ أن الشعب اللبناني ليس غبيا، ولم ينس الويلات التي يتعرض لها جراء سياسة حزب الله وممارساته، ولاسيما حين وجه سلاحه واحتل وسط مدينة بيروت، وعطل الحياة فيها لعام ونصف، وقام بغزو مسلح لمدينة بيروت ومناطق لبنانية أخرى، وتسبب بقتل وجرح لبنانيين أبرياء".
وأضاف "لقد غاب عن بال الرئيس عون أن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أقرت بالإجماع وأدانت عناصر قيادية تابعة لحزب الله، في جريمة اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، ولا يزال الحزب يمانع في تسليم المتهمين إلى المحكمة، كما غاب عن بال الرئيس عون أيضا أن سلاح الحزب أسهم في الانقلاب على حكومة سعد الحريري عبر القمصان السود عام 2011".
وتابع السنيورة قائلا "عون يتجاهل حقيقة دامغة وهي أن حزب الله عمد إلى توريط لبنان في حروب خارجية في سوريا والعراق واليمن، وما سببه كل ذلك من تدمير لعلاقات لبنان العربية ولمصالح شعبه، وهو ما ينعكس أيضا على اقتصاد ومستوى عيش اللبنانيين، ولاسيما أن الحزب أطبق وبفعل نفوذه وسلاحه على الدولة اللبنانية، وأصبح يحول دون ممارستها لسلطتها ولنفوذها الحصري ولقرارها الحر".
وعبّر رئيس الحكومة السابق عن أسفه لاستغلال رئيس البلاد "منصبه وموقعه لكي يغطي ارتكابات حزب الله أمام المجتمع الأوروبي قبل الانتخابات النيابية والرئاسية"، مضيفا: "بدل أن يعمل رئيس الجمهورية في آخر أيام ولايته لتعويض ما تسبب فيه من فشل وويلات ومصائب، ها هو يضيف إلى المشكلات مشكلة جديدة".
من جهته، ردّ النائب المستقيل نعمة إفرام على عون عبر حسابه على "تويتر"، وقال "يا فخامة الرئيس، صحيح أنّ مسيحيّي لبنان لم يُذبحوا ولم تُقطع رؤوسهم، ولو تعرّضوا للاضطهاد لقاوموا وانتصروا، لكنّهم يهاجرون بكثرة ومن بقي منهم يُذبح كل يوم بفضل المنظومة والسلاح غير الشرعي.. إنّهم بلا مدرسة ولا مستشفى ولا طعام ولا عمل، فهم كما كل اللبنانيين ليسوا في خير أبداً".
وأمس، قال رئيس "حركة الاستقلال" النائب المستقيل ميشال معوض "أستغرب أن يصدر عن رئيس للجمهورية وقائد سابق للجيش ما سمعناه من كلام مُستنكر للرئيس ميشال عون في الفاتيكان".
وأضاف، عبر حسابه على "تويتر": "نؤكد أن لا حماية للبنانيين عموماً والمسيحيين خصوصاً إلا بالدولة حصراً، كما نُصرّ على أن لبنان بات أسير الهيمنة الإيرانية بفعل سلاح حزبها في لبنان ولكننا سنواجه".
بدوره، قال النائب المستقيل نديم الجميّل في تغريدة له عبر "تويتر": "اغتيال قيادات لبنانية، قمة الإرهاب!".
وأضاف: "قتل ضابط في الجيش قمة الإرهاب!.. الهيمنة على الدولة والمؤسسات وتدميرها، قمة الإرهاب!"، مضيفا "ميشال عون لا يمثل لبنان…ليس إلّا موفد الميليشيات الإرهابية وبوقها!"، بحسب وصفه.
أما النائب زياد الحواط فقد قال حسابه على "تويتر": "حزب الله يجاهر بتمويله ويفتخر أنه يتبع ولاية الفقيه الإيراني"، مضيفا "فخامة الرئيس، حزب الله قرر نيابة عن الدولة اللبنانية واللبنانيين القتال في سوريا والعراق واليمن وأدخل لبنان في عزلة عربية ودولية".
وتابع: "لا نريد حزبا مسلحا يمسك بقرار الحرب والسلم.. لا نريد أن نحرر القدس. نريد أن نعيش بسلام واستقرار"، مضيفا "في 15 مايو "أيار"، سيقترع اللبنانيون للحق وينبذون الباطل"، في إشارة إلى الانتخابات النيابية المقبلة.
وكان عون عاد من إيطاليا اليوم صباحا، بعدما زار روما والفاتيكان، حيث التقى البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، والرئيس الإيطالى سيرجيو ماتاريلا فى قصر الكويرينالى، لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين.