خبراء: حزب الله يدخل الحكومة اللبنانية مرحلة "تصريف الأعمال"
لم تصمد الحكومة اللبنانية برئيس نجيب ميقاتي، التي حملت شعار "معا للإنقاذ" أكثر من شهر واحد حتى ضربت من داخلها عبر حزب الله.
فقد تسبب حزب الله في تعليق جلسات حكومة ميقاتي، عبر رفض التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت والضغط باتجاه إقالة المحقق العدلي في القضية طارق البيطار، وما نتج عنها من حوادث أمنية، ثم مباركته لتصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي المسيئة للمملكة العربية السعودية، وما لحق بها من أزمة دبلوماسية مع رفضه الاستقالة بضغط من حزب الله حليف تيار المردة المحسوب عليه قرداحي.
هذه الأمور مجتمعة أدت إلى تعطيل جلسات الحكومة، وبالتالي دخولها مرحلة تصريف الأعمال بشكل غير رسمي.
وباتت الحكومة اللبنانية غير قادرة على عقد جلساتها لرفض حزب الله لهذا الأمر، وليس هناك أي قرار حتى الآن لاستقالتها بحسب ما سبق أن أعلن رئيسها نجيب ميقاتي ومقربون منه ووزراء بقولهم إنها لا تزال تلقى دعما دوليا.
من هنا بات الجميع مقتنعا أن هذه الحكومة أصبحت مهمتها الأساسية فقط إجراء الانتخابات النيابية المفترضة العام المقبل، إذا لم يتم تعطيلها أيضا، بعدما شكّلت على أساس غير سياسي، لكن ممارساتها أظهرت عكس ذلك، بل حتى أنها ممسوكة من حزب الله وحلفائه الذين يسيطرون على قراراتها.
أمام هذا الواقع، يسود لبنان حالة من الجمود على مختلف الأصعدة، لا سيما السياسية منها، وهو ما سيسمح لحزب الله بالمزيد من السيطرة على لبنان.
وهذا ما أشار إليه النائب في حزب القوات اللبنانية وهبي قاطيشا لـ"العين الإخبارية"، إذ قال إنه "من الواضح أن حكومة ميقاتي دخلت مرحلة تصريف الأعمال من دون استقالة".
وتابع أن هذا الوضع "نتيجة تعطيلها من الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل) الحاكم الفعلي للبنان، والذي يضع شروطا لعقد جلساتها ويريد أن يحكم الدولة بمؤسساتها وقضائها وعلاقاتها وسياستها العربية، وهذا ما ظهر واضحا في قضية التحقيقات في مرفأ بيروت وفي الأزمة مع الخليج".
وهنا يشدد قاطيشا على أن "هذه الحكومة عليها الاختيار بين مواجهة حزب الله أو الخضوع له لتبقى الدولة معطلة ويتجه لبنان إلى المزيد من الأزمات على مختلف الصعد".
وفي الإطار نفسه تقول المحللة السياسية اللبنانية سناء الجاك لـ"العين الإخبارية": "يبدو مصير حكومة نجيب ميقاتي مجهولا، إذ اجتمعت خلال شهر بعد تشكيلها 3 مرات فقط، وفشلت في عقد اجتماع في 13 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بسبب مطالبة وزراء حزب الله وحركة أمل بعزل المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت طارق البيطار".
وتضيف "بعد ذلك زادت تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي أزمة الحكومة، ثم خرجت تسريبات وزير الخارجية اللبناني عبدالله أبو حبيب (الذي انتقد إجراءات السعودية ضد لبنان أيضا) التي يبدو أنها متعمدة بهدف إغراق لبنان في مزيد من التأزم، خدمة لأجندة إيران عشية المفاوضات المرتقبة نهاية الشهر الحالي في فيينا".
وتابعت أنه "ليس متوقعا حدوث معجزات لفك شلل الحكومة ما لم تحصل انفراجات إقليمية، والأمر ليس مأمولا في المنظور القريب".
وتقول الجاك "يبدو أن رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي آخر من يهمّه عودة الحكومة للاجتماع، ومن الأفضل له أن تبقى جلسات المجلس معطلة لتخفيف الأضرار، ويبقى العمل على القطعة مع بعض الوزراء وفي بعض الملفات".
وفيما يتعلق بالانتخابات النيابية، قالت المحللة السياسية اللبنانية، إن هناك إشارات تنبئ بعدم إجرائها في موعدها، وذلك لتوجس المنظومة السياسية من نتائجها مع انكشاف فسادها وارتهانها لمصادرة حزب الله ومن خلفه إيران لقرار لبنان وسيادته."
لذا ترى الجاك أنه "من المتوقع أن تتحول هذه الحكومة إلى تصريف الأعمال من دون استقالة.. لأن اجتماعها ممنوع وكذلك استقالتها".
وبعد شهر من تشكيلها، أوقف حزب الله جلسات الحكومة، مشترطا كف يد المحقق في قضية تفجير المرفأ طارق البيطار مشككين بتحقيقاته ورافضين خضوع وزراء ونواب سابقين محسوبين على الحزب وحركة أمل، للتحقيق.
كما رفض حزب الله استقالة قرداحي الذي هاجم المملكة السعودية ودعم مليشيات الحوثي، وهو ما أعلنه أمين عام الحزب حسن نصرالله صراحة الخميس.
aXA6IDE4LjExOC4wLjQ4IA== جزيرة ام اند امز