الداخلية عقدة حكومة لبنان.. وميقاتي يطرح الحل
لقاء ثالث مطول جمع، الخميس، الرئيس اللبناني برئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي لبحث عملية تشكيل الحكومة.
ويواظب ميقاتي على زيارة القصر الرئاسي كما وعد سابقاً، وكان اللقاء الأطول بين الرجلين اليوم حيث امتدّ لساعة من الوقت.
إلاّ أنّ المعلومات المتوافرة حتى الساعة لا تشير إلى حسم واضح، ويبدو أنّ عقد الحقائب السيادية وأهمها الداخلية لا تزال تتصدر المشهد.
يذكر أن الحقائب السيادية في لبنان هي المالية والداخلية والدفاع والخارجية، وفيما يصر ثنائي "حزب الله" و"حركة أمل" على الاحتفاظ بحقيبة المال من منطلق طائفي باعتبارها تحمل التوقيع الثالث بعد رئيسي الجمهورية والحكومة على مختلف القرارات، يتشبث عون هذه المرة بوزارة الداخلية التي تتولاها الطائفة السنية، وكانت محل اشتباك سياسي كبير بين عون وسعد الحريري.
وحتى الساعة، يبدو أن هذه العقدة مستمرة، ولكن ميقاتي حاول طرح ما يشبه الحل الوسط بخصوص هذه الحقيبة التي لها تأثير مباشر على الانتخابات النيابية المقبلة، وأكد أنه "في تركيبة الحكومة، لدي همّ في بعض الحقائب؛ أن يكون الشخص لديه الخبرة والقيمة العلمية وأن يكون مستقلاً، وبالتالي لا نقدر أن تكون الداخلية والعدل ملك فريق معيّن"، في طرح يعتبر فك اشتباك لتولي هذه الحقائب من قبل شخصيات غير محسوبة على الفريقين ولا تأتمر بأوامرهما.
وحاول ميقاتي توسيع دائرة الحقائب المستقلة إلى المال والاقتصاد والطاقة، لإبعاد تمسك "حزب الله" بحقيبة المال، من دون أن يبدي تراجعاً عن البيان الذي التزم إثر ترشحه على موقع رئاسة الحكومة والصادر عن رؤساء الحكومات السابقين، ورد التحية لسعد الحريري الذي كرر دعمه بالأمس بمثلها قائلاً: "أنا وسعد الحريري واحد. ومثلما فاوض الحريري مع عون سأفاوض أنا، وخيار الرئيس عون إذا قبل أو رفض".
من جانبها، أوضحت مصادر مقربة من رئاسة الجمهورية لـ"العين الإخبارية"، أن الرئيسين استكملا البحث بتوزيع الحقائب على الطوائف وفق الصيغ التي طرحت في لقائهما الثاني.
وبحسب المصادر، فإن الأجواء كانت ايجابية، والرئيسان يعتبران أنهما حققا تقدماً في مسار التشاور لتأمين ولادة سريعة للحكومة.
وأشارت إلى أنه بقي بعض النقاط التي تحتاج إلى لمسات أخيرة في بعض الوزارات لاسيما الحقائب السيادية. فيما سيلتقي الرئيسان الاثنين لاستكمال البحث بما تبقى من حقائب ما زالت قيد الدرس والتشاور، فبعض الوزارات ومنها الحقائب السيادية تحتاج مزيداً من التشاور والدرس.
وجزمت المصادر أنه لم يتم الدخول بعد بمرحلة الأسماء التي لن تطرح قبل الاتفاق على التوزيع النهائي للحقائب، و الصيغة المطروحة على الطاولة هي الـ٢٤ وزيراً، أي رئيس ونائب رئيس من دون حقيبة و٢٢ حقيبة تعطى لـ٢٢ وزيراً.
وفي تعليق متأخر رحّبت روسيا، اليوم الخميس، بتكليف ميقاتي لتشكيل الحكومة اللبنانية بعد الاستشارات النيابية الملزمة التي أجراها عون مع الكتل النيابية.
ووفق بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية، أعرب الممثل الخاص لرئيس روسيا الاتحادية في الشرق الأوسط وبلدان أفريقيا نائب وزير الخارجية الروسيّة ميخائيل بوغدانوف، خلال اتصال مع ميقاتي، عن أمله بالإسراع في تنفيذ مهمة تشكيل حكومة مهمة وقادرة على أن تحصل على دعم قوى سياسية وطائفية أساسية في لبنان.
وأشار البيان إلى أن بوغدانوف وميقاتي تطرقا أيضاً إلى بعض المواضيع الملحة، وأكدا على ضرورة تطوير علاقات الصداقة التاريخية الروسية اللبنانية بما فيها بتعميق الحوار السياسي وتطوير التعاون الهادف لتخفيف المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها المجتمع اللبناني.
aXA6IDMuMTUuMTg2LjU2IA== جزيرة ام اند امز