بين بغداد وبيروت يتحرك قطار الحراك الشعبي مارا بجميع محطات الغضب والهدنة والتصعيد
في العراق تنتهي "مهلة الوطن" ومعها تتصاعد الاحتجاجات، وفي لبنان تتواصل صيحات الغضب ومعها يرتفع منسوب الإخفاق السياسي.
وبين بغداد وبيروت يتحرك قطار الحراك الشعبي مارا بجميع محطات الغضب والهدنة والتصعيد باتجاه وجهة أخيرة لا تقبل بأقل من تجسيد مطالب المنتفضين.
المشهد في العراق يتماهى حد التطابق بين أروقة السياسة والساحات، فالأولى غارقة في التركيبات والمحاصصات تبحث عن مسميات لحكومة تجر البلاد إلى بر الأمان سرعان ما تسقط في فخ الحسابات.
أما الساحات، فالحراك صامد رغم البطش الدموي والجحود وانقضاء العهود، يأبي الخمود حتى إعادة وطن مسلوب.
وفي لبنان، سقط السياسيون في اختبار تدارك غضب الثوار، وازدحمت كواليس قصور بعبدا وعين التينة وبيت الوسط بمشاورات ومشاحنات لم تنجب أبدا حكومة التكنوقراط.
وفي الميادين دوت صافرات الإنذار معلنة نفاذ الصبر وانقضاء الشهر دون بوادر ولادة حكومة اختصاصيين، فتوهجت ألسنة اللهب من جديد وتلبدت سماء لبنان بانتفاضة تنذر بالعصيان المدني.
دماء تسيل في بلاد الرافدين واستياء يغمر بلد الأرز. عناوين تختصر المسافات وتوحد أهدافا قد تدفع بالرئيس العراقي برهم صالح لتكليف من يشكل الحكومة، وقد تدفع برئيس حكومة لبنان المكلف بإعلان تشكيلته.. في خطوة قد تعبد الطريق أمام خروج البلدين من عنق الزجاجة إلى شاطئ الأمان.