الجماعة الإسلامية بلبنان.. ذراع إخوانية تشعل ساحة متوترة
باستعراض عسكري خلال جنازة قياديين بها، أطلت الجماعة الإسلامية بلبنان برأسها على ساحة مشتعلة سياسيا وعسكريا، لتزيدها توترا.
فعقب مقتل قياديين بها إثر غارة إسرائيلية يوم الجمعة الماضي، شيعت الجماعة الإسلامية بلبنان جنازتهما باستعراض عسكري مسلح في بلدة "ببنين" بعكار شمالي لبنان.
وأظهرت تسجيلات مصورة عددا من المسلحين الملثمين يحملون أسلحة آلية وصواريخ أر بي جى وجالوا في الشوارع ملثمين، فيما أطلق عدد منهم النار بشكل عشوائي خلال تشييع الجنازة فيما أكد سكان البلدة أن أغلب هؤلاء المسلحين ليسوا أبناء "ببنين".
وأدى الرصاص الطائش إلى سقوط جريحة في بلدة ببنين. كما أُصيب طفل برأسه جراء الرصاص الطائش في ببنين – عكار.
وأثار استعراض القوة انتقادات واسعة في الشارع اللبناني كما نبهت أحزاب لخطورته.
وكانت الحركة نفسها قد نظمت عرضا مماثلا في العاصمة اللبنانية قبل نحو شهرين خلال تشييع جثامين عناصرها الذين قتلوا في استهداف إسرائيلي.
ما هي الجماعة الإسلامية؟
تأسست الجماعة الإسلامية في لبنان في مطلع الستينيات من القرن الماضي، كفرع تابع لتنظيم الإخوان، وهو الخط الذي حافظت عليه حتى اليوم.
وحاليا لا تتمتع الجماعة الإسلامية بثقل سياسي كبير، إذ يمثلها نائب واحد فقط في البرلمان اللبناني هو عماد الحوت، لكنها تنشط في المناطق السنية، وخاصة القرى الحدودية.
وشهدت العلاقات سابقاً بين الجماعة الإسلامية وحزب الله توترات؛ خصوصاً بعد اندلاع الأزمة السورية عام 2011 بسبب تدهور علاقة حماس بدمشق.
غير أن هذه العلاقة تحسنت كثيرا بعد انتخاب قيادة جديدة للجماعة في سبتمبر/أيلول 2022، مقرّبة أكثر من حماس، على رأسها الأمين العام الشيخ محمد طقوش.
ولم تشارك الجماعة في الحرب الأهلية اللبنانية التي امتدّت من عام 1975 حتى 1990، لكنها أسست ذراعها العسكرية «قوات الفجر» عام 1982 لمحاربة اجتياح إسرائيل للبنان، ومن ثم احتلالها للجنوب.
وتضم «قوات الفجر» نحو 500 عنصر، ويعود الفضل في دعمها إلى صالح العاروري القيادي البارز في حماس الذي اغتاله إسرائيل في يناير/كانون الثاني الماضي، في غارة بطائرة مسيرة ببيروت.
وبحسب تقارير إعلامية فقد ساهم العاروري في تعزيز القدرات العسكرية لقوات الفجر كما يعتقد أن المجموعة الناشطة فيها التي تقوم بالعمليات كانت مرتبطة مباشرة به، وتشير التقارير الإعلامية إلى أن عدداً كبيراً من مقاتلي الجماعة الإسلامية هم أعضاء في حماس أو ما يُسمّى الأذرع الخيرية للحركة ويتقاضون رواتب شهرية.
ومنذ بدء الحرب في غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، نفذت قوات الفجر عدة عمليات انطلاقا من جنوب لبنان، يعتقد أنها تمت بمشاركة عناصر فلسطينية تابعة لحماس.
الظهور المسلّح في #عكار خلال تشييع الجماعة الإسلامية لعناصرها، يضرب مبدأ الدولة والشرعية والسيادة.
العراضات العسكرية لأي ميليشيا مرفوضة في أي منطقة بلبنان.