ورقة فرنسية جديدة.. هل يهدأ الوضع على حدود لبنان؟
ورقة فرنسة جديدة سلمتها باريس إلى الجانب اللبناني، تأتي بهدف تقليص فرص المواجهة بين لبنان وإسرائيل، في ظل ما يحدث في قطاع غزة.
وسلمت السفارة الفرنسية في بيروت، خلال وقت متأخر من مساء أمس الإثنين، رئيس مجلس النواب نبيه بري مضمون الورقة الفرنسية في موضوع التوصل إلى وقف إطلاق النار في الجنوب بين إسرائيل و "حزب الله".
وفيما بقي وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيغورنيه متحفظا حول كيفية تحقيق الهدف الذي أتى من أجله، كان لافتا إقرانه مناقشة الوضع في الجنوب وإنهاء الحرب، بتجديد الإشارات الفرنسية حول الإصلاح وضرورة انتخاب رئيسٍ للجمهورية، كمتطلبين ضروريين لحصول بيروت على دعم دولي وعربي.
بنود المقترح
وفق مصادر سياسية، فإن المقترح باستثناء تغيير كلمة أو ثنتين، بقيت به سائر المفردات دون تغيير، وهدفها تهدئة الوضع في جنوب لبنان وشمال إسرائيل من خلال بنود الورقة الفرنسية التي تتضمن:
- أولا: وقف الأعمال العسكرية بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، إنفاذا للقرار 1701.
- ثانيا: تأمين عودة سكان المستوطنات الشمالية وأهل الجنوب إلى قراهم.
- ثالثا: انتشار 15 ألف جندي من الجيش اللبناني في جنوب الليطاني بعد تعزيزه بالتجهيزات الكافية.
- رابعا: إطلاق مفاوضات تثبيت الحدود وتشكيل لجنة مواكبة لهذا الغرض.
يقول الكاتب والمحلل السياسي اللبناني جورج شاهين إن الحديث عن الورقة الفرنسية التي قدمت في مارس/آذار، ورد عليها لبنان بدبلوماسية متحفظة، ثم تعديلها لاحقا، يعود إلى أنها كانت أكثر التزاما بالسعي إلى تنفيذ القرار 1701 في بنوده المباشرة المتعلقة بتهدئة الوضع وما يليه من الأفكار أو الاقتراحات الأمريكية.
وأضاف، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أنه على العكس، الأفكار التي قدمها موفد الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط أموس هوكشتاين كانت أقل طلبات، من حيث مسألة تراجع " حزب الله" عن الحدود ، كما كانت واشنطن أكثر استعدادا للمساعدة في إعادة الاعمار في الجنوب، ما بعد الحرب من جهة أخرى.
ولفت إلى أن ذلك يأتي بالإضافة إلى الارتياح اللبناني لا سيما من الثنائي الشيعي للوساطة الأمريكية اللاحقة في موضوع تحديد النقاط الحدودية العالقة بين لبنان وإسرائيل على أساس التجربة الناجحة التي خاضها اللبنانيون مع هوكشتاين في موضوع ترسيم الحدود البحرية.
وأشار إلى أن فرنسا معنية في الوضع الجنوبي، ولها مصلحة حيوية مباشرة في عدم حصول حرب في لبنان، وهي تشارك في القوة الدولية العاملة في الجنوب، والتي زارها وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيغورنيه أثناء زيارته، بالإضافة إلى أن باريس هي حاملة القلم بالنسبة إلى ملف لبنان في مجلس الأمن الدولي.
وعن إمكانية تطابق الورقتين الفرنسية والأمريكية، يقول جورج شاهين إن الافتراض هنا استكمال واحدة تلو الأخرى أو تكاملهما في بند ما، في ظل الحديث عن التنسيق بين واشنطن وباريس والحديث عن تعديل الورقة الفرنسية التي تحدثت عن لجنة إشراف تضمها إلى إسرائيل والولايات المتحدة ولبنان.
من جهته ذكر المحلل السياسي جورج عاقوري برد رئيس مجلس النواب اللبناني على مبادرة وزير الخارجية الفرنسي بالقول إنه "لم يأت على سيرة فصل الجبهات، بل كرر على مسمعه أنه عندما تقف الحرب على غزة تقف الجبهة في لبنان".
وقال، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن زيارة سيغورنيه لم تقدم أو تؤخر، لأن بيروت "خارج الخدمة"، على حد قوله، مشددا على أن القرار اللبناني مخطوف من “حزب الله” وموضوع بيد طهران.
ويؤكد أنه نظرا لذلك، فإن أي جواب سيتلقاه بشكل أسرع وأوضح من طهران، مشيرا إلى أن إصرار بري على الاستمرار بربط لبنان بغزة، أمر يدل على أن مصير اللبنانيين معلق بحسابات الربح والخسارة وتسجيل النقاط وجمع الأوراق التي يمارسها الإيرانيون من غزة إلى لبنان وسوريا وصولا إلى اليمن والعراق".
محكومة بالفشل؟
وفي أول تعليق على المبادرة، قال عضو كتلة "حزب الله" البرلمانية النائب حسن فضل الله إن "أي مبادرة خارجية تجاه لبنان هدفها إراحة حكومة (بنيمين) نتنياهو، لتركز كل جهدها على غزة، هي مبادرة محكوم عليها بالفشل".
وأكد أن ما يحصل على الجبهة الجنوبية من مساندة لغزة، له سبب رئيسي، وهو العدوان الإسرائيلي على القطاع، وسبب آخر هو منع العدوان على لبنان، حسب تعبيره، مشترطا وقف الحرب على غزة كشرط للقبول بأي مقترح.