زيارات هوكشتاين المكوكية.. هل تمنع الانفجار بالشرق الأوسط؟

عاد المبعوث الأمريكي الخاص عاموس هوكشتاين، مساء الثلاثاء، إلى إسرائيل بعد زيارة إلى لبنان سبقتها زيارة إلى إسرائيل.
وجاءت الزيارات المكوكية للمبعوث الأمريكي على وقع تصعيد بات يهدد بحرب إقليمية.
والتقى هوكشتاين، الإثنين، مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس إسحاق هرتسوغ ووزير الدفاع يوآف غالانت وقادة المعارضة يائير لابيد وبيني غانتس.
وصباح الثلاثاء، وصل هوكشتاين إلى لبنان، والتقى المسؤولين هناك قبل أن يعود في ساعات المساء إلى إسرائيل للقاء رئيس الوزراء نتنياهو لينقل له ما سمعه في لبنان.
ووفقا للمصادر الإسرائيلية فإن نتنياهو حمل هوكشتاين رسالة حاسمة لنقلها إلى المسؤولين في لبنان بأن إسرائيل تستعد للحرب ولن تصمت على استمرار إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة على شمالي البلاد.
وقالت القناة الإخبارية 12 الإسرائيلية: "التقى الوسيط الأمريكي عاموس هوكشتاين برئيس الوزراء نتنياهو في مكتبه وأطلعه على الرسائل التي سمعها في المحادثات التي أجراها في لبنان".
وأضافت: "هذا يشير إلى أن الأمريكيين يحاولون في الواقع القيام بكل ما هو ممكن لمنع الحرب".
غير أن إسرائيل أولت اهتماما خاصا للقاء هوكشتاين مع قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون علما بأنه التقى أيضا مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري.
لماذا الاهتمام الإسرائيلي بلقاء قائد الجيش اللبناني؟
وقالت مصادر إسرائيلية لهيئة البث الإسرائيلية إنه "بالنسبة للإدارة الأمريكية الحالية، فإن قائد الجيش اللبناني، العماد جوزيف عون، هو الشخص الرئيسي في أي ترتيب محتمل على الجبهة الشمالية".
وأضافت: "ولهذا السبب أيضا بدأ المبعوث الأمريكي إلى لبنان، اجتماعاته في بيروت اليوم مع الجنرال نفسه، الذي كان قبل بضعة أيام فقط في زيارة عمل إلى الولايات المتحدة".
وتابعت: "وصف مسؤولون كبار في إدارة بايدن عون في الأيام الأخيرة بأنه الشخصية العامة الأكثر شعبية في لبنان، ويعتقدون أن مفتاح أي ترتيب هو تعزيز كبير للجيش اللبناني الذي يقوده".
ماذا قال للإسرائيليين؟
طبقا للقناة الإخبارية الإسرائيلية 12 فإن هوكتشتاين قال للمسؤولين الإسرائيليين بعد لقاء رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي وقبل توجهه إلى لبنان: " أنا قلق بشأن المحادثات التي أجريتها مع رئيس الأركان. لا أفهم ما هي الخطة العسكرية الإسرائيلية وما هي الخطوة التالية".
وأضاف: "على حد علمي أن حزب الله غير قادر على الفصل بين الساحات. ونصر الله متمسك بالتماهي مع الساحة الجنوبية" أي غزة.
تفاصيل الخطة الأمريكية
وكشفت هيئة البث الإسرائيلية النقاب عن أنه "وفقا للخطة، سيتم نشر الجيش اللبناني بالقرب من الحدود مع إسرائيل بدلا من حزب الله، مع ترك قوة اليونيفيل التابعة للأمم المتحدة".
وقالت: "تشمل الخطة الأمريكية، من بين أمور أخرى، تعزيز الجيش اللبناني الضعيف بالقرب من الحدود مع إسرائيل، من خلال نقل قواته من شمال لبنان إلى الجنوب، وفي الوقت نفسه تدريب القوات وتزويدها بالمعدات".
غير أنها استدركت: "ولكي يحدث ذلك، من الضروري أولا وقف إطلاق النار، وبالنسبة لحزب الله، فهذا يتطلب وقف القتال في غزة".
ماذا يقول الخبراء؟
وطبقا للمصادر الإسرائيلية فإن هوكشتاين يدرك صعوبة تحقيق وقف إطلاق النار على الحدود الإسرائيلية اللبنانية بدون أن يكون هناك وقف إطلاق نار في غزة ولذلك فإنه يسعى أساسا إلى "خفض النيران" في الشمال.
وقال المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عاموس هارئيل: "يشعر المسؤولون في واشنطن بالقلق إزاء الزيادة الأخيرة في الأعمال العدائية بين إسرائيل وحزب الله ويسعون مرة أخرى إلى منع اندلاع حرب شاملة".
وأضاف في تحليل تابعته "العين الإخبارية": "قبيل وصول هوكشتاين، تم إرسال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري يوم الأحد لنقل الرسائل عبر وسائل الإعلام الأجنبية، حيث قال: العدوان المتزايد لحزب الله يقودنا إلى حافة ما يمكن أن يكون تصعيدًا أوسع، يمكن أن تكون له عواقب مدمرة على لبنان والمنطقة بأكملها".
وتابع هارئيل: "ينبع التحذير الإسرائيلي أيضًا من إدراك أن حزب الله راضٍ عن تقدم الحملة في شمال إسرائيل، وعلى الرغم من خسائره، ما يقرب من 340 قتيلاً في صفوف حزب الله وحده، وعلى الرغم من عمليات القتل المستهدف للعديد من كبار أعضائه، فإن حزب الله لا يشعر بأنه في وضع غير موات، إنه يملي كيفية سير القتال في الشمال وإسرائيل هي التي ترد".
وأشار هارئيل إلى أنه "من وجهة النظر الأمريكية فإن إسرائيل، أكثر من حزب الله، تقترب من اتخاذ قرار بتصعيد قوتها النارية بشكل كبير".
وقال إن "زيارة هوكشتاين تهدف إلى منع الحرب، ولكن قدرا كبيرا من الجهد سيتم توجيهه نحونا نحن الإسرائيليين".
هدوء ما قبل العاصفة
ووصل هوكشتاين إلى إسرائيلي الإثنين في وقت كان حزب الله أوقف، ربما بسبب عيد الأضحى، هجماته على إسرائيل رغم أن الجيش الإسرائيلي لم يوقف هجماته على الإطلاق.
وفي وسط نهار الثلاثاء عاد حزب الله ليهاجم بقوة وبالتزامن هاجم الجيش الإسرائيلي أهدافا في جنوبي لبنان.
وبعد 48 من الهدوء في شمالي إسرائيل عادت صفارات الإنذار للدوي دون توقف في البلدات الإسرائيلية.
وتم إطلاق صفارات الإنذار في كريات شمونة، مسغاف عام، بيت هليل، كفار يوفال، مرغليوت، منارة، معيان باروخ، كفار جلعادي،المطلة وتل حاي والجليل الغربي وحتى مدينة نهاريا.
وتم رصد إطلاق 10 صواريخ على الأقل فيما أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض 4 مسيرات.
ما هي العلاقة بتصريحات نتنياهو عن الأسلحة الأمريكية؟
وقبيل استقباله المبعوث هوكشتاين بعد زيارة في لبنان، وجه نتنياهو انتقادات إلى الولايات المتحدة الأمريكية بشأن الأسلحة.
وقال في مقطع فيديو باللغة الإنجليزية: "عندما كان الوزير بلينكن مؤخرا هنا في إسرائيل، أجرينا حوارا صريحا، وقلت إنني أقدّر كثيرا الدعم الذي قدمته الولايات المتحدة لإسرائيل منذ بداية الحرب.
وأضاف:"ولكنني قلت أيضًا شيئًا آخر. قلت إنه من غير المعقول أن تقوم الإدارة الأمريكية في الأشهر القليلة الماضية بحجب الأسلحة والذخائر عن إسرائيل".
وتابع: "وأكد لي الوزير بلينكن أن الإدارة تعمل ليل نهار لإزالة هذه العقبات. وبالتأكيد آمل أن هذا هو الأمر. ينبغي أن يكون الأمر كذلك".
وأردف نتنياهو: "خلال الحرب العالمية الثانية، قال تشرشل للولايات المتحدة: أعطونا الأدوات، وسوف نقوم بالمهمة. وأنا أقول - أعطونا الأدوات وسننهي المهمة بشكل أسرع بكثير".
وليس من الواضح إذا ما كان هذا التصريح ذات صلة بتقارير إسرائيلية قالت مؤخرا إن شن حرب على لبنان يتطلب حصول إسرائيل على أسلحة من الولايات المتحدة الأمريكية بعد ان استخدمت الأسلحة في الحرب على غزة.