مبعوث بايدن إلى إسرائيل في مهمة «الفرصة الأخيرة» لمنع ضرب لبنان
في وقت يزيد ترجيح شن إسرائيل عملية عسكرية ضد حزب الله اللبناني، يصل مبعوث أمريكي إلى تل أبيب في محاولة لمنع تلك العملية أو إرجائها.
وقال مقربون من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه أعطى الضوء الأخضر لعملية واسعة ضد "حزب الله" في لبنان دون تحديد موعدها.
وكان من المقرر أن يلتئم المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت" غدا الأحد لبحث العملية، ولكن تم تأجيل الاجتماع إلى يوم الإثنين.
ويبدو أن التأجيل مرتبط بوصول المبعوث الأمريكي عاموس هوكشتاين إلى إسرائيل ولبنان، إذ من المقرر أن يلتقي نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت يوم الإثنين.
وتريد الولايات المتحدة الأمريكية منع العملية أو على أقل تقدير تأجيلها إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وقالت القناة الإخبارية 13 الإسرائيلية إن نتنياهو قال في اجتماع أمني يوم الخميس "نحن نتجه نحو حملة واسعة النطاق (في لبنان) بشكل أو آخر".
وأضافت "في المناقشة ذكرت مختلف الأطراف صراحة، بمن في ذلك رؤساء الأجهزة الأمنية، أن التسوية السياسية وحدها لن تعيد السكان إلى ديارهم".
وتابعت: "ذُكر أيضا أن الطموح هو بدء الحملة في أسرع وقت ممكن، وفقا لمعيارين رئيسيين: قدرات الجيش الإسرائيلي ونشر القوات والأسلحة، والشرعية الدولية".
واستدركت: "لكن مسؤولا كبيرا في دائرة نتنياهو أكد أنه لم يتم تحديد موعد للتحرك العسكري، لكنها مسألة وقت، يتراوح بين أسابيع وبضعة أشهر"، مشيرة إلى أنه "مع ذلك يقدر المسؤولون الأمنيون أن توسيع الحرب في الشمال سيتطلب تقليص الوجود العسكري في غزة".
وأوضحت القناة الإخبارية 13 الإسرائيلية أن "أي تحرك لتغيير الواقع في الشمال قد يؤدي إلى حرب واسعة النطاق".
من جانبه، قال رئيس مجلس الجليل الإقليمي عميت سوفير "بعد عام تقريبا من القتال في الشمال، نسمع لأول مرة أن رئيس الوزراء يريد توسيع الهجمات في لبنان"، مضيفا "نحن نؤيد أي صيغة تجلب الأمن إلى الشمال، وتعيد السكان وتبعد الإرهابيين عن خط الحدود، وأعتقد أن سحق العدو هو وحده الذي سيجلب مثل هذا الهدوء، الآن نريد أيضا أن نرى أفعالا وليس مجرد كلمات".
غالانت يعارض
غير أن هيئة البث الإسرائيلية أشارت إلى أنه في حين يعتقد نتنياهو أن تحويل القتال إلى الشمال لن يعرض فرص التوصل إلى اتفاق للخطر فإن وزير الدفاع يوآف غالانت حذر من عواقب هذه الخطوة.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية "يعتقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن خوض الحرب في لبنان لن يضر بالضغط العسكري في قطاع غزة ولن يعرض فرص صفقة الرهائن للخطر".
وأضافت "من ناحية أخرى، يعتقد وزير الدفاع يوآف غالانت أنه في حين أن الجيش مستعد للشروع في العملية فإن مثل هذه الخطوة يمكن أن تضر بفرص عودة المختطفين بسبب الحاجة إلى تحويل القوات عن غزة".
وأشارت إلى أنه "في مجلس الوزراء هناك أيضا آراء مختلفة حول استنفاد محاولات الحل الدبلوماسي وإمكانية أن تهاجم إيران إسرائيل من أجل مساعدة حزب الله".
وقالت "أوضح الجيش الإسرائيلي أنه إذا طلب منه شن حملة في الشمال فهو مستعد لذلك".
"ستبدو الضاحية الجنوبية مثل غزة"
وذكرت أن عضو الكنيست ولجنة الشؤون الخارجية والأمن البرلمانية نسيم فاتوري اعتبر أن حرب إسرائيل مع لبنان باتت وشيكة.
وقال فاتوري، بحسب هيئة البث الإسرائيلية: "إنها مسألة أيام عندما يتطور شيء ما، ستبدو الضاحية (الجنوبية في بيروت) مثل غزة، ولا توجد طريقة أخرى، نتنياهو يشاركني نفس الرأي، لذلك هذا شيء سيتطور في الأيام المقبلة".
ووفقا لفاتوري، قال نتنياهو للعسكريين "يجب أن نُنهي هذه القصة، الجزء الأقوى من الإيرانيين في الشمال هو حزب الله في لبنان، لذلك حان الوقت للتعامل معهم أيضا".
واقترح فاتوري "توجيه أكبر عدد ممكن من القوات إلى الشمال، وشن قصف جوي وعدم إيقافه لبضعة أيام، أربعة أو خمسة أيام على الأقل، ثم توغل بري لقوات الجيش الإسرائيلي".
قلق أمريكي من حرب قبل الانتخابات
في المقابل، أشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن "الجانب الأمريكي قلق من أن إسرائيل ستذهب إلى الحرب في لبنان أو تنجر إلى مثل هذه الحرب في المستقبل القريب، حتى قبل الانتخابات المقبلة في نوفمبر/تشرين الثاني".
وأضافت "من المتوقع أن يقدم مبعوث الرئيس جو بايدن إلى الشرق الأوسط عاموس هوكشتاين، إلى رئيس الوزراء ووزير الدفاع التقدم المحرز تجاه لبنان من أجل منع التصعيد".
واستدركت "في الواقع تقول مصادر إسرائيلية وأجنبية إن مهمة هوكستين ليست كافية للتوصل إلى حل دبلوماسي".
عائلات الرهائن: حكم بالإعدام
واعتبرت عائلات الرهائن الإسرائيليين أن توسيع الحرب إلى لبنان بمثابة "إعلان إعدام للرهائن في غزة".
وتلت عيناف تسينجوكر، والدة الجندي ماتان الرهينة في غزة، في مؤتمر في تل أبيب، تابعته "العين الإخبارية"، بيان "عائلات الرهائن" وقالت فيه "قرر نتنياهو نقل مركز ثقل الحرب إلى الشمال، والتخلي عن جميع المختطفين في أنفاق الموت".
وأضافت "نطالب الحكومة أولاً بإعادة المختطفين"، وتابعت "توسيع الحرب في الشمال بلا صفقة هو حكم بالإعدام على المختطفين".
واعتبرت أن "الدماء على يد نتنياهو والوزراء الذين يضحون بالمختطفين من أجل مصالح سياسية، فالجميع يرى أن الضغط العسكري يقتل المختطفين، ونعلم جميعا أن هناك صفقة مطروحة على الطاولة جاهزة للتوقيع عليها الآن، وهذه هي الصفقة التي اقترحها نتنياهو في مايو/أيار، وتبناها جو بايدن والأمم المتحدة في يونيو/حزيران، ووافقت عليها حماس في يوليو/تموز".
وأضافت: "كررت حماس هذا الأسبوع قبولها خطة بايدن كما هي دون شروط إضافية، لكن نتنياهو يواصل إصراره على رواية فيلادلفيا الفارغة، من أجل منع الصفقة".
وتابعت: "نتنياهو هو الرافض الذي يُخرب الصفقة، فهو العائق، ويؤدي إلى قتل الرهائن، وطالما بقي نتنياهو في السلطة فإن الحرب ستستمر إلى الأبد ولن تكون هناك صفقة".
وكان آلاف الإسرائيليين جددوا، مساء اليوم السبت، احتجاجهم في أنحاء إسرائيل، خاصة في تل أبيب للمطالبة باتفاق لإطلاق الرهائن.
aXA6IDM0LjIzOS4xNTAuMTY3IA== جزيرة ام اند امز