لتجنب التصعيد في لبنان.. مبعوث بايدن يحض على «الدبلوماسية»
المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين يحض على ضرورة "إيجاد حل دبلوماسي"، كحل وسط يُنهي التصعيد على جانبي الحدود بين لبنان وإسرائيل.
ووسط مخاوف متزايدة من توسع نطاق النزاع على وقع الحرب في غزة، قال هوكشتاين: "علينا أن نجد حلاً دبلوماسياً يسمح للمواطنين اللبنانيين بالعودة إلى منازلهم في جنوب لبنان"، ويمكّن كذلك الإسرائيليون "من العودة إلى منازلهم" في الشمال.
وفي تصريحات بعد لقائه، الخميس، رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، أضاف الموفد الأمريكي الذي سبق أن تولى وساطة بين البلدين قادت إلى ترسيم الحدود البحرية بينهما: "نعيش في لحظة أزمة، إذ نود أن نرى حلاً دبلوماسياً، وأعتقد أن كلا الجانبين يفضل الحل الدبلوماسي، ومن واجبنا التوصّل إلى حل".
ووصل هوكشتاين إلى بيروت، بعد زيارة مماثلة أجراها لإسرائيل. وشملت لقاءاته الخميس رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وقائد الجيش جوزيف عون.
مخاوف التصعيد
وقال هوكشتاين: "أجريت مناقشات جيدة هنا مع الحكومة، وآمل أن نتمكن من مواصلة بذل هذا الجهد، لنصل معاً جميعاً على جانبي الحدود إلى حل يسمح لجميع الأشخاص في لبنان وإسرائيل بالعيش وسط أمن مضمون والتركيز على مستقبل أفضل".
ومنذ اندلاع الحرب بين حماس وإسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية تبادلاً يومياً للقصف بين حزب الله وإسرائيل، ما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من السكان على جانبي الحدود.
ووسط قلق متزايد من اتساع نطاق التصعيد، يزور بيروت في الفترة الأخيرة مسؤولون غربيون يحضون على ضبط النفس وتجنّب حصول تصعيد إضافي بين إسرائيل ولبنان، والدفع باتجاه إيجاد حلول قد تشمل تسوية الخلاف الحدودي البري بينهما.
وخلال زيارة الأسبوع الماضي لبيروت، شدّد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الذي التقى ممثلين لحزب الله، على ضرورة تجنّب "جرّ" لبنان إلى نزاع إقليمي.
وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، قال الجمعة إنه "بعد طي هذه المرحلة ووقف العدوان على غزة.. نحن أمام فرصة تاريخية الآن للتحرير الكامل لكل شبر من أرضنا اللبنانية".
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن إسرائيل "تفضّل المسار الدبلوماسي على المسار العسكري"، لإعادة الهدوء إلى المناطق الحدودية.
"حل دبلوماسي"
ومطلع الأسبوع الحالي، قال ميقاتي خلال مقابلة تلفزيونية: "نحن نعمل على حل دبلوماسي ربما سيكون تطبيقه مرتبطاً بوقف العدوان على غزة".
وقال مصدر دبلوماسي أوروبي لوكالة فرانس برس، إن الحل الدبلوماسي يفترض أن يشمل اتفاقاً لترسيم الحدود البرية وانسحاب إسرائيل من مناطق حدودية يطالب بها لبنان.
وأبدت السلطات اللبنانية في الأسابيع الماضية استعداداً لتطبيق القرار الدولي 1701 الذي أنهى حرباً مدمرة خاضها حزب الله وإسرائيل العام 2006، وينصّ على انتشار الجيش اللبناني فقط على طول الحدود مع إسرائيل، شرط انسحاب الأخيرة من أراض حدودية محتلة يطالب بها لبنان.
ومنذ بدء التصعيد، قتل 190 شخصاً في لبنان، بينهم أكثر من 140 عنصراً من حزب الله وأكثر من 20 مدنياً، بينهم ثلاثة صحفيين، وفق حصيلة جمعتها فرانس برس.
وأعلن حزب الله، الخميس، مقتل مسعفين اثنين في قصف إسرائيلي طال مركزاً للهيئة الصحية الإسلامية التابعة له.
من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي، باليوم نفسه، إطلاق 10 صواريخ من لبنان باتجاه شمال البلاد.