رسالة إلى حزب الله على شاشات مطار بيروت.. هل فعلها «جنود الرب»؟
مع تفاقم حرب غزة، وانخراط حزب الله بفاعلية فيها، وتهديده بتصعيد وتيرة العمليات ضد إسرائيل، أثيرت مخاوف من دخول لبنان في غمار الصراع مع الدولة العبرية.
تلك المخاوف، أثارت قلقًا محليًا ودوليًا، سُمع صداها بشكل فوري في مطار الحريري ببيروت، برسالة نشرتها جماعة تطلق على نفسها «جنود الرب»، وجهتها إلى حزب الله.
تلك الرسالة كانت ممهورة بتوقيع جماعة جنود الرب، التي اخترقت شاشات المغادرة والوصول في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، لتعلن عن رأيها في انخراط حزب الله، بحرب غزة.
وبحسب وكالة الأنباء اللبنانية، فإن شاشات المغادرة والوصول في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، تعرضت إلى قرصنة إلكترونية، مشيرة إلى ان السلطات المحلية تجري حاليًا ترتيباتها، لمعالجة ذلك الاختراق.
فما مضمون الرسالة التي بثتها جماعة جنود الرب؟
نصت الرسالة التي تصدرت شاشات المغادرة والوصول في مطار رفيق الحريري على: «باسم الرب والشعب.. مطار رفيق الحريري مش (ليس) مطار حزب الله وإيران»، في إشارة إلى أن لبنان دولة وليست دويلة تابعة لحزب الله.
وجهت «جنود الرب» رسالة إلى حسن نصر الله، قائلة: يا حسن نصر الله، ما راح تلاقي نصير، إذا بليت لبنان في حرب تتحمل مسؤوليتها وتبعاتها، يا حزب الله، ما راح نحارب نيابة عن أحد».
وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، قال في خطاب له يوم الجمعة، إن الحزب شن نحو 670 عملية على الحدود اللبنانية الإسرائيلية منذ بداية حرب غزة، «ودمر عددا كبيرا من المركبات والدبابات العسكرية الإسرائيلية».
وفي رسالة ثانية، حذر حسن نصر الله إسرائيل من توسيع حربها، قائلا إن جماعته لن تلتزم «بسقوف أو قواعد إذا اختارت إسرائيل شن حرب على لبنان»، مضيفًا: أن من يفكر في شن حرب على حزب الله يندم.
فماذا تعني رسالة «جنود الرب» لحزب الله؟
يقول البرلماني اللبناني وضاح صادق في تغريدة عبر حسابه بمنصة «إكس» (تويتر سابقا)، إن اختراق اللوحات الإلكترونية لحركة الطيران في مطار رفيق الحريري الدولي «دليل جديد على ما حذرت منه منذ أشهر بخصوص أمن وسلامة المطار والطيران، فيما تستمر الحكومة ووزارة الأشغال في التعامل معه بخفة».
وأوضح السياسي اللبناني، أن «التعيينات السياسية والفساد أوصلوا المطار إلى الحضيض بسبب عدم كفاءة إدارته الخاضعة سياسيا»، مشيرًا إلى أن «تجاهل المدعي العام التمييزي غسان عويدات والمحامي الاستئنافي غسان خوري للأخبار الذي تقدمت به يجعلهم يتحملون المسؤولية الكاملة لأي حادث يتعرض له المطار».
لكن ما هي جماعة «جنود الرب»؟
بـ«سيوف وصلبان مسننة، ولباس أسود موحد، وعلى وقع التراتيل الدينية والصلوات»، يطل مجموعة شبان يطلقون على أنفسهم «جنود الرب» على اللبنانيين، بتحركات شبه منظمة في شوارع بيروت.
بينما لا يعرف تاريخ محدد لتأسيسها، إلا أنها ظهرت إبان أحداث 17 أكتوبر/تشرين الأول 2019، بنشاط كان مقتصرًا -آنذاك- على حماية بعض المصارف اللبنانية من محاولات السرقة واقتحامها من قبل اللصوص.
وبحسب التقارير الإعلامية، فإن شخصًا يدعى جوزيف منصور، هو من أسس تلك الجماعة، التي كان ظهورها الأول في محلة كرم الزيتون، بمنطقة الأشرفية، شرقي بيروت.
وعن الجماعة، يقول قائدهم في تصريحات إعلامية سابقة إنهم «لا يحبون الظهور الإعلامي، لكنّ لهم حضورا فاعلا على مواقع التواصل الاجتماعي»، مشيرًا إلى أنهم «يصبون جل اهتمامهم وحديثهم على العالم الروحاني الذي يعيشون فيه، تنفيذاً لتعاليم الرب».
وحتى أواخر عام 2022، كان عدد تلك الجماعة حوالي 300 شخص من ذوي البنية الجسدية القوية، والتي تتميز بالأوشام المحفورة عليها. وتعرف «جنود الرب» نفسها على موقعها الإلكتروني بأنها ليست حزبا ولا منظمة، وليس لها نشاط مدني أو أمني.
ظهروا إلى الواجهة في لبنان، بعد خلاف وقع في منطقة الأشرفية في العاشر من ديسمبر/كانون الأول 2022، بين مجموعة شبان من خارج المنطقة ذات الأغلبية المسيحية، وصلت على دراجات نارية ترفع أعلام المغرب والأعلام الفلسطينية والسورية، احتفالاً بتأهل منتخب المغرب إلى الدور نصف النهائي من كأس العالم -آنذاك-.
يستخدم عناصر «جنود الرب» بنيتهم الجسدية سلاحًا في الاشتباكات التي لا تخلو من العصي، كممثل وحيد للأسلحة. ويقدمون أنفسهم كمدافعين عن المنطقة التي فيها يقطنون من «الأفكار الشيطانية والمخدرات والسرقات».
من يمول «جنود الرب»؟
تشير تقارير إعلامية إلى أن الجزء الأكبر من التمويل، يأتي من تجار ورجال أعمال؛ أبرزهم أنطون صحناوي، رئيس مجلس إدارة مصرف «سوسيتيه جنرال».
وبحسب التقارير المحلية، فإن هناك ارتباطًا بدا واضحًا بين «جنود الرب»، وصحناوي، إثر توظيف الأخير لعدد كبير من أفراد المجموعة في الشركات التابعة له.
aXA6IDUyLjE1LjIzOC4yMjEg جزيرة ام اند امز