لبنان إلى قمة الأردن.. تفعيل العلاقات والالتزام بالتضامن العربي
يشارك لبنان هذا العام في القمة العربية ولكن بصورة مختلفة؛ حيث يمثله رئيسه ميشال عون ورئيس حكومته سعد الحريري
يشارك لبنان هذا العام في القمة العربية ولكن بصورة مختلفة حيث يمثله رئيسه ميشال عون ورئيس حكومته سعد الحريري.
وتأتي هذه المشاركة بعد أشهر على إنجاز تسوية رئاسية بين الفرقاء اللبنانيين، أدت إلى مرور البلاد نحو مرحلة سياسية هادئة.
ويعلّق لبنان الكثير من الآمال على هذه القمة ونتائجها، لأنها تنعكس إيجاباً على دعمه من قبل الدول العربية.
ويأمل لبنان من القمة العربية إعادة إطلاق وتفعيل العلاقات مع الدول العربية وخاصة دول الخليج، بعد تراجع في منسوب العلاقة في الفترة السابقة بسبب نشاطات تنظيم "حزب الله" اللبناني في سوريا، ووضعه على لائحة الإرهاب في منظمة التعاون الخليجي.
وكانت مساعي لبنان قد بدأت بزيارة عون إلى المملكة العربية السعودية لأجل إعادة الثقة وتبديد الجفاء، وإعادة الحرارة إلى تلك العلاقة، وذلك عبر إعادة تفعيل التعاون المالي والاقتصادي، وإعادة السماح للسياح العرب والخليجيين بزيارته.
وسيحاول الوفد اللبناني المشارك في القمة توضيح موقف لبنان من القضايا العربية، وإعلان التزامه بالتضامن العربي.
وبحسب ما تشير مصادر رسمية لـ"بوابة العين"، فإن الحريري والذي سيكون إلى جانب عون في القمة، أجرى اتصالات مع الدول العربية لأجل توضيح موقف لبنان بهدف إعادة بند التضامن معه، مقابل عدم خروج لبنان عن الإجماع العربي.
وتؤكد المصادر الرسمية، أن الرئيس اللبناني في كلمته أمام القمة، سيشدد على أهمية التعاون العربي لمحاربة الإرهاب، ولتعزيز التنسيق لإرساء الأمن والاستقرار، كما أنه سيطالب بترك الشؤون اللبنانية الداخلية والتفصيلية للبنانيين لأنهم أدرى بشعابها.
أما بشأن حزب الله وسلاحه، فتعتبر المصادر أن لبنان قد يحاول الفصل بين حزب الله في الداخل اللبناني، باعتباره مكوناً أساسياً وبين نشاطه الخارجي الذي ترفضه الدول العربية.
لكن المشكلة الأساسية التي قد تواجه لبنان، هي بحال تم تجديد طلب تصنيف حزب الله إرهابياً في البيان الختامي للقمة، وبالتالي فإن تصويت لبنان على هذا البيان سيؤدي إلى انقسام داخلي، لا يريد رئيس الجمهورية الدخول في متاهته، وهو إما سيتحفظ على هذا البند، أو أنه سينسحب قبيل التصويت لتجنّب ذلك الموقف، أو أنه قد يلجأ إلى صيغة كلامية توائم بين الموقفين، على قاعدة "لا يموت الذئب، ولا يفنى الغنم".
وكذلك، قد يُدرج على البيان الختامي للقمة، بندان آخران، هما، إدانة التدخلات الإيرانية في المنطقة العربية، والالتزام بالقرارات الدولية وأبرزها 1701 و1559، وبحسب ما تشير المصادر نفسها لـ"بوابة العين"، فإن لبنان سيحاول إيجاد صيغة مناسبة للتعاطي مع هذه القرارات بدون إزعاج أي طرف.
وفي هذا الاطار، يؤكد النائب السابق في البرلمان سليم عون لـ"بوابة العين" أن لبنان يريد أفضل العلاقات مع الدول العربية، ويقول: "نحن نريد تنفيذ مصلحة بلدنا، وموقف الرئيس ميشال عون في القمة العربية سيعبّر عن الموقف اللبناني بشكل عام، ونحن لدينا دول صديقة في الإقليم".
واعتبر أن "ما يحدث في سوريا صراع كبير، وهذا موضوع يجري على الأراضي السورية ومن اختصاص الحكومة السورية، وروسيا اليوم تدخل من أجل نفس الموضوع هو مكافحة الإرهاب، والجيش البناني اليوم يكافح الإرهاب ويقدم التضحيات والشهداء".