مشاورات تشكيل الحكومة اللبنانية؟ «العين الإخبارية» تكشف الكواليس
انطلق قطار تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، بمشاورات نيابية تقاطعها الكتلة النيابية لحزب الله، وكتلة حركة أمل.
يأتي ذلك في وقت كشف فيه مصدر نيابي لبناني مطلع، لـ"العين الإخبارية"، أن الاتجاه الأقرب، وفق المعطيات الحالية، هو أن يكون عدد وزراء الحكومة الجديدة نحو 24 وزيرا من الكفاءات وأصحاب الاختصاص كل في مجاله، ولن تكون من الحزبيين في أغلبها.
وعادة ما يتسبب التباين السياسي العميق بين القوى الرئيسية في تأخير التشكيل الحكومي لأشهر، لكن المصدر النيابي قال إن "تأليف الحكومة لن يستغرق في إعدادها وقتا طويلا" هذه المرة لكونها من الكفاءات.
وبدأ القاضي نواف سلام، المكلف بتشكيل الحكومة، اليوم الأربعاء، الاستشارات النيابية غير الملزمة لتأليف الحكومة، واستهلّ سلام الاستشارات بلقاء نائب رئيس مجلس النواب، إلياس بو صعب.
وقال بو صعب بعد اللقاء: "أداؤه (نواف سلام) غير تقليدي بالنسبة لتأليف الحكومات في الماضي، ومن هذا المنطلق أبلغته أنه لا يوجد لدي أي مطلب".
وأكد أن "سلام منفتح وليس لديه نية لإقصاء أحد"، لافتا إلى أن "التواصل قائم مع رئيس البرلمان نبيه بري والرئيس المكلف، وسيبقى مستمرا".
كما التقى نواف سلام، أعضاء كتلة تحالف التغيير، وتضم 3 نواب.
وأوضح عضو كتلة تحالف التغيير النائب مارك ضو بعد اللقاء، أن النقاش تركز حول شكل الحكومة ومضمونها، مؤكداً ضرورة أن تكون الحكومة بأصغر حجم ممكن دون محاصصة حزبية، مع تمثيل نسائي، وأن تركز على المهام المطلوبة.
كما طالب بأن تتمتع الحكومة بصلاحيات تشريعية في مواضيع اللامركزية الإدارية، مضيفا أن هناك فرصة حقيقية لإنقاذ البلد.
موقف القوات
وحول موقف حزب القوات الذي يترأسه سمير جعجع، تحدث النائب فادي كرم، عضو تكتل الجمهورية القوية (الذراع النيابية لحزب القوات) عن مواصفات وشكل الحكومة المرجوة.
وقال كرم في حديث خاص لـ"العين الإخبارية": "سنلتقي رئيس الحكومة المكلف نواف سلام اليوم لوضع تصورنا لشكل الحكومة، وملامحها الأساسية هي عدم وجود ثلث معطل لعمل الحكومة، وأن تتناسب مع خطاب القسم"، الذي ألقاه الرئيس جوزيف عون.
وأضاف: "المطلوب أن تكون حكومة كفاءات تستطيع أن تساعد على الخروج من الوضع السيئ الذي يعيشه لبنان، وتستطيع القيام بإصلاحات وتثبت سيادة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها".
وأكد عضو الجمهورية القوية أن التغيير الحالي في البلاد بانتخاب جوزيف عون رئيسا، ونواف سلام لرئاسة الحكومة سينعكس على شكل الحكومة الجديدة بشكل كبير، وسرعة تأليفها".
وحول إعلان الثنائي الشيعي عدم المشاركة في الاستشارات غير الملزمة، اليوم، قال كرم إن "قطار بناء دولة المؤسسات انطلق، وسيلتحقون عاجلاً أو آجلاً".
"تشكيل سريع"
بدوره، طالب النائب بلال عبد الله، عضو تكتل اللقاء الديمقراطي، في حديث خاص لـ"العين الإخبارية"، بأن يكون تشكيل الحكومة سريعا، لمباشرة المهام الكبيرة المطلوبة منها وتتمثل في المهام الوطنية والإصلاحية والأمنية والإعمارية.
كما طالب عضو اللقاء الديمقراطي بأن تكون الحكومة "متجانسة ذات كفاءة قادرة على تحمل المهام السياسية والاقتصادية والأمنية".
بدوره، كتب النائب ميشال ضاهر على منصة "إكس": "الأفضل، في هذه المرحلة، أن تُشكَّل حكومة اختصاصيّين وأصحاب كفاءة لا يخرج فيها وزير من الجلسة ليسأل رئيس حزبه قبل أن يصوّت، ولا يمنح الأولويّة لحسابات زعيمه قبل مصلحة الوطن، ولا يحوّل وزارته إلى باب للخدمات قبل الانتخابات. هذه فرصة للبلد، فلا تضيّعوها بالمحاصصة".
إلى هذا، أعلن الثنائي الشيعي عدم المشاركة في الاستشارات النيابية، إذ أكد النائب قاسم هاشم عضو تكتل حزب الله: "حتى الآن لن نشارك في الاستشارات النيابية، انطلاقا من موقف سياسي نتخذه بناء على كل التطورات والمجريات التي حصلت في الاستحقاقات السابقة"، مردفا: "هذه استشارات نيابية غير ملزمة لا بتقدم ولا بتأخر".
وكان رئيس كتلة حزب الله، محمد رعد، قد أعرب في وقت سابق، عن أسف الكتلة لما وصفه بـ"محاولة خدش إطلالة العهد التوافقية"، متهماً بعض الأطراف الداخلية بالسعي إلى "التفكيك والتقسيم والإقصاء والكيدية".
مخاوف من أزمة جديدة
ويثير امتناع كتلة حزب الله، إلى جانب حليفتها حركة أمل، عن المشاركة في الاستشارات اليوم، مخاوف من تفاقم الأزمة السياسية وإمكان تفجير أزمة حكومية جديدة.
وفي محاولة لتفادي أي ألغام يضعها الثنائي الشيعي في طريق تأليف الحكومة، قال الرئيس جوزيف عون، خلال استقباله نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، علي الخطيب، على رأس وفد: "لدينا اليوم فرص كبيرة جداً علينا استغلالها معاً، ولا وقت لتضييعه".
وأضاف: "يجب عدم وضع أي عراقيل في وجه تشكيل الحكومة؛ لأنه يجب استغلال هذه الفرص، وإرسال رسائل إيجابية إلى الخارج بأن لبنان قادر على أن يحكم نفسه، وعلى تنفيذ إعادة الإعمار بشفافية، وعلى بناء دولة ننادي بها جميعاً".
وأضاف: "إذا انكسر مكون (لبناني)، فسينكسر لبنان بأسره. ما حصل بالأمس هو عملية ديمقراطية أوصلت إلى نتيجة معينة، وهناك مراحل أخرى. ربما نضطر مرات إلى التراجع خطوة إلى الوراء، ولكن هناك مصلحة عامة هي الأهم".
واجتمع الرئيس جوزيف عون مساء أمس مع رئيس الحكومة المكلف، جرى خلاله الاتفاق على العناوين العريضة لاستعجال تأليف الحكومة، وذلك عقب الاجتماع الثلاثي الذي ضم عون ورئيس البرلمان نبيه بري، ونواف سلام في قصر بعبدا.
aXA6IDE4LjIyMi4xMDguMTg1IA== جزيرة ام اند امز