حراك داخلي وخارجي.. لبنان يتحسس طريقه نحو المستقبل والجيران
زيارات خارجية تعيد مياه العلاقات إلى مجاريها التي انقطعت عنها منذ سنوات، أو توترت ومرت بتعرجات، وترسم طريق لبنان الجديد.
يرافقها تحركات في الداخل لتشكيل حكومة تلبي التطلعات، وتعيد البلاد إلى محيطها العربي، وتطوي صفحة «حزب الله».
- خبراء لبنانيون لـ«العين الإخبارية»: 8 تحديات أمام ساكن قصر بعبدا الجديد
- في رصد لـ«العين الإخبارية».. خطاب عون الأول بعيون لبنانية
الزيارات الخارجية
وأعلن الرئيس اللبناني المنتخب جوزيف عون، السبت، أن «السعودية ستشكل وجهته الخارجية الأولى»، إثر تلقيه دعوة لزيارتها خلال اتصال هاتفي أجراه به الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد السعودي، رئيس مجلس الوزراء، وفق الرئاسة اللبنانية.
وقالت الرئاسة اللبنانية، في بيان، إن «عون تلقى اتصال تهنئة من الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، الذي وجّه له دعوة لزيارة بلاده».
ونقلت عن عون شكره على الدعوة، مؤكداً أن السعودية «ستكون أول مقصد له في زياراته الخارجية.. إيماناً بدور السعودية التاريخي في مساندة لبنان والتعاضد معه».
أما الزيارة الثانية، فقد كانت من رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي إلى دمشق، السبت، للقاء أحمد الشرع، القائد العام للإدارة السورية الجديدة، الملقب بـ«أبومحمد الجولاني»، التي تعدّ هي الأولى لرئيس وزراء لبناني إلى سوريا منذ عام 2010.
ووصل ميقاتي والوفد المرافق إلى مطار دمشق في طائرة تابعة للخطوط الجوية اللبنانية، وفق مسؤول في المطار لوكالة الأنباء الفرنسية.
وقالت رئاسة الحكومة اللبنانية إن الزيارة تأتي تلبية لدعوة من الشرع، ويرافق ميقاتي وزير الخارجية عبدالله بو حبيب، وثلاثة من قادة الأجهزة الأمنية في لبنان.
واعتبر ميقاتي، في مؤتمر صحفي مع الشرع، من دمشق أن ترسيم الحدود البرية والبحرية المتداخلة بين البلدين سيكون على "سلّم الأولويات"، مشيرا الى اتفاقه مع الإدارة الجديدة على ضرورة البدء بضبط التهريب عبر الحدود.
وأشار إلى الاتفاق على "ضبط كامل للحدود وخاصة النقاط الحدودية غير الشرعية لضبط التهريب".
من جانبه قال الشرع إن "هناك الكثير من الأمور العالقة.. وتحتاج إلى وقت كاف حتى ندخل في علاجها".
وأضاف خلال المؤتمر الصحفي مع ميقاتي في قصر الشعب في دمشق: "ستكون هناك علاقات استراتيجية طويلة الأمد، بيننا وبين لبنان مصالح مشتركة كبيرة جدا".
واعتبر أن انتخاب عون سيؤدي إلى "حالة مستقرة في لبنان"، و"سنحاول أن نعالج كل المشاكل من خلال التشاور والحوار".
ومنذ تولي الشرع السلطة الجديدة في دمشق، أعرب البلدان عن تطلعهما إلى تمتين العلاقات الثنائية.
وإثر اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، طغت انقسامات كبرى بين القوى السياسية في لبنان إزاء العلاقة مع دمشق.
وفاقمت مشاركة «حزب الله» في القتال إلى جانب القوات الحكومية بشكل علني منذ العام 2013 الوضع سوءاً، في حين اتبعت الحكومات المتعاقبة مبدأ «النأي بالنفس» عن النزاع السوري.
وفرضت السلطات السورية الجديدة، منذ الثالث من يناير/كانون الثاني، قيوداً على دخول اللبنانيين عبر الحدود.
وكان الشرع قد تعهّد خلال استقباله الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط في 22 ديسمبر/كانون الأول، أن بلاده لن تمارس بعد الآن نفوذاً «سلبياً» في لبنان، وستحترم سيادته.
وعلى مدى ثلاثة عقود، فرضت سوريا وصاية على لبنان، وتحكّمت بمفاصل الحياة السياسية، قبل أن تسحب قواتها منه في 2005 تحت ضغوط شعبية داخلية وأخرى دولية بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.
ورغم انسحابها، بقيت لسوريا اليد الطولى في الحياة السياسية في لبنان، وشكّلت أبرز داعمي «حزب الله»، وسهّلت نقل السلاح إليه.
ويأمل المسؤولون اللبنانيون فتح صفحة جديدة من العلاقات على وقع التغيرات المتسارعة.
وفي خطاب القسم الذي أعقب أداءه اليمين الدستورية في مقر البرلمان، اعتبر الرئيس اللبناني المنتخب جوزيف عون، الخميس، أن ثمة «فرصة تاريخية لبدء حوار جدي وندي مع سوريا لمعالجة كل المسائل العالقة معها».
وتشكّل سوريا المتنفس البري الوحيد للبنان، الذي يقول إنه يستضيف نحو مليوني لاجئ سوري على أراضيه.
تحركات داخلية
داخلياً، أكد حزب القوات اللبنانية، أن «على لبنان العودة إلى المحور العربي بعد خروجه من المحور الإيراني».
وأضاف حزب القوات اللبنانية، في بيان، أن «حزب الله دمّر بلادنا، والواقع الإقليمي تغيّر، وآن أوان قيام الدولة في لبنان».
ودعا الحزب إلى «تشكيل حكومة متجانسة مع الرئيس، تعمل للبدء في عملية إنقاذ بلادنا».
أما على الصعيد العسكري، فقد بدأ الجيش اللبناني بالانتشار والتمركز في بلدتي القوزح وأطراف راميه وطير حرفا جنوبي البلاد، بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منها.
ويتجه الجيش اللبناني في الساعات المقبلة لإعادة الانتشار والتمركز في عدد من البلدات الجنوبية، وهي يارون، ومارون الراس، وعيترون، وبليدا، وميس الجبل، وحولا، ومركبا، والعديسة، حال انسحاب الجيش الإسرائيلي منها.
وكانت قوات الجيش الإسرائيلي قد واصلت خرقها لوقف إطلاق النار، حيث نفذت عملية تفجير لعدد من المنازل في بلدة عيتا الشعب في قضاء بنت جبيل.
كما دخلت قوة من الجيش اللبناني إلى بلدة عيترون في قضاء بنت جبيل، برفقة جرافة لفتح الطريق عند مدخل البلدة وإزالة الساتر الترابي الذي كان قد أقامه الجيش الإسرائيلي سابقاً.
وكان البيت الأبيض قد أعلن أن «واشنطن تعمل عبر القنوات الدبلوماسية من أجل تمديد وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان لما بعد الـ60 يوماً».
aXA6IDMuMTQ1LjU0LjIxMCA= جزيرة ام اند امز