جلسة ثالثة بلا رئيس.. جارٍ البحث عن توافق في لبنان
للمرة الثالثة على التوالي يفشل برلمان لبنان بانتخاب رئيس للبلاد في جلسة حضرها النواب وغاب عنها التوافق ليظهر مجددا شبح الشغور.
وتكرر سيناريو تغلب الورقة البيضاء للمرة الثالثة على جميع المرشحين، ما يعني استمرار عدم التوافق بين القوى اللبنانية على مرشح يستطيع حصد الأغلبية، والعبور نحو القصر الجمهوري في بعبدا شرقي العاصمة بيروت.
وأعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري الإثنين المقبل موعدا جديدا لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية.
وفي وقت سابق من اليوم الخميس، أظهرت نتائج فرز أصوات النواب المقترعين في جلسة انتخاب الرئيس، حصول الورقة البيضاء على 55 صوتا و44 للنائب ورئيس حركة الاستقلال ميشال معوض، فيما اختار 17 نائباً أن يصوتوا بورقة كتب عليها "لبنان الجديد"، وصوت نائب واحد لصالح ميلاد بوملهب وتم إلغاء 4 أوراق.
وحصل المرشح ميلاد بو ملهب على صوت واحد أثناء عملية فرز الأصوات، والذي اشتهر بإطلالته الغريبة خلال ترشحه للانتخابات النيابية أثناء التحركات الاحتجاجية في الشارع الاحتجاجية.
وبدا لافتا ارتفاع عدد مؤيدي النائب ميشال معوض الذي حظي بتأييد التكتلات النيابية لحزب القوات، والتقدمي الاشتراكي، والكتائب وتكتل تجدد، بعد أن حاز في الجلسة الأولى المنعقدة في 29 سبتمبر/ أيلول الماضي على 36 صوتاً.
وفي تفسيره، قال "معوض" عقب انتهاء الجلسة في تصريحات تلفزيونية: إن "هناك نوابا في كتل أخرى، نتيجة الحوار واللقاءات، بدأت بالالتفاف حول ترشيحي، من منطلق الطرح الإصلاحي التغييري الذي تقدمت به".
وشدد معوض على رفضه التسوية بالقول: "يجب أن نصل إلى وفاق وطني حقيقي، يؤدي إلى تغيير واستعادة السيادة".
لعبة الوقت
وفي قراءته لوقائع الجلسة الثالثة لانتخاب رئيس لبنان، والمرجح في الجلسة المقبلة، قال الدكتور محمد سعيد الرز المحلل السياسي اللبناني، في حديث خاص لـ"العين الإخبارية"، إنه "بات من المؤكد بعد الجلسة الثالثة أن انتخاب رئيس جديد سوف يؤجل لما بعد مغادرة الرئيس ميشال عون القصر الجمهوري".
ورأى "الرز" أن تأجيل انتخاب الرئيس لما بعد مغادرة عون يعود إلى أن هناك توجها لدى التيار الوطني الحر المتحالف مع "حزب الله" لممارسة لعبة الوقت، وإطالة فترة الشغور الرئاسي.
وأردف: "التيار الوطني الحر ينتظر متغيرات دولية وإقليمية تتيح الفرصة أمام ترشح جبران باسيل للرئاسة الأولى، لاسيما بعد أن أفصح الأخير عن ذلك بالقول قبل بضعة أيام أنه ليس مرشحا حتى الآن، وقد نغير رأينا".
وأبرز "الرز" أنه فيما اختارت كتل نيابية أخرى التريث في انتخاب رئيس جديد، حتى تصل كلمة السر من خارج لبنان، يؤيد نواب آخرون انتخاب قائد الجيش جوزيف عون بعدما يصبح أمرا واقعا بسبب ما قد تشهده الساحة اللبنانية خلال فترة الشغور الرئاسي من انفلات سياسي ومعيشي وربما أمني الأمر الذي يحتم ساعتها اختيار قائد الجيش للرئاسة.
البحث عن توافق
وفي كل الأحوال، يتابع الخبير، فإنه من الثابت حاليا أن مواصفات الرئيس الجديد باتت واضحة وفي مقدمتها الالتزام باتفاق الطائف والدستور المنبثق عنه بشكل كامل ونهائي.
واتفاق الطائف هو اتفاق شمل الأطراف المتنازعة في لبنان وأقر في مؤتمر استضافته السعودية في سبتمبر/أيلول 1989 في مدينة الطائف، منهياً الحرب الأهلية اللبنانية وذلك بعد أكثر من 15 عاماً على اندلاعها، ويعتمد الطائف الهوية العربية والانتماء العربي كأساس للعيش المشترك
وحول جلسة اليوم أيضا، قال النائب عن تكتل الجمهورية القوية، نزيه متى، في تغريدة عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إن "أهم ما في الجلسات التي يدعو إليها رئيس المجلس أنها تعري الكتل النيابية، فبعضهم بمناكفاتهم اللاوطنية يتناتشون الفراغ، يستعطون حلا منتظرا".
وتابع: "البعض الآخر، بتضعضعهم، يدفعون إلى الفراغ من دون وجهة نظر، والبعض المثابر يحرص على إعادة تكوين الوطن ورأب التصدع وتجنب الفراغ المنتظر".
وعلق رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل، في حديث تلفزيوني، عقب الجلسة: "ما زلنا نعمل على توحيد صفوف المعارضة على اسم واحد"، آملا "مع اقتراب نهاية الشهر أن نقترب أكثر بالأفكار".
كما غرد عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب راجي السعد، عبر حسابه على "تويتر"، قائلا: "لا مبرر للإمعان في تضييع الوقت والمراوغة، المطلوب اليوم واحد وهو التصويت لاسم واضح لرئيس للجمهورية ضمن المهل الدستورية".
aXA6IDE4LjIyMS44LjEyNiA=
جزيرة ام اند امز