"تلطيش" و"بلاي بوي" و"واقٍ ذكري".. ماذا يحدث في مجلس النواب اللبناني؟

حالة من التوتر شهدتها أولى الجلسات التشريعية للبرلمان اللبناني، اليوم الثلاثاء، حيث تخللتها مشادات كلامية حادة بين النواب وصلت لحد المشادات الكلامية ووصفهم لبعص بـ"الصراصير".

ففي أثناء الجلسة، اعترض رئيس مجلس النواب نبيه برّي على طلب النائبة حليمة القعقور الحديث أثناء التصويت على أحد القوانين بالمناداة.

وحين أصرت النائبة، قال: "أعطيتك ملاحظة: لا كلام بالنظام أثناء التصويت، وبالآخر بقيمك (أطردك) من المجلس، اقعدي واسكتي (اجلسي واصمتي)".

فردت القعقور: "أنا بعترض.. ما هذه الطريقة البطريركية (في إشارة إلى التعالي)"، عندها، استنكر النائب فريد الخازن قائلاً: "اتركوا البطريرك"، مطالباً بشطب العبارة من محضر الجلسة.

وتدخلت النائبة بولا يعقوبيان موضحة أن "العبارة التي قالتها القعقور لا دخل لها بالبطريرك والمقصود بها التعاطي بفوقية".

وحين ناصرتها زميلتها النائبة سينتيا زرازير، دار سجال بينها وبين النائب عن حركة أمل علي خريس، ليتدخل النائب من كتلته قبلان قبلان معلقاً: "أنت سينتيا صراصير".

وعلت الأصوات في المجلس، وردت زرازير "يا عيب الشوم" (تعني ما تم ارتكابه هو عار )، وتوجهت يعقوبيان لبرّي بالقول "نائب من كتلتك يصف نائبة بالصراصير".

 وعند انتخاب أعضاء المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء بالتزكية (سلطة قضائية منفصلة تحاكم النواب والوزراء ورؤساء الجمهورية فقط)، توجه رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل لبرّي قائلاً: "المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء عقيم ومقبرة للمحاسبة ولا حاجة له".

وطالب بإحالة القضايا إلى القضاء العادي، ليرد برّي قائلا: "فيك تغيّر الدستور"، ليجيبه: "هذا ما سنفعله".

وخرجت النائبة زرازير من الجلسة قائلة للإعلاميين إنها تعرضت لـ"تحرش كلامي" أو ما عبرت عنه بالعامية بـ"تلطيش" أنثوي من قبل بعض النواب.

وأوضحت أنها "عند دخولها إلى القاعة اليوم قال نواب حركة أمل الجالسين في الصف الأمامي:" أنت زرزور، صراصير"، فتوجهت لهم بالقول:" تهذّبوا نحن في مجلس نيابي".

وأضافت: "تم تسليمي مكتبا قذرا لأجد مجلات البلاي بوي والواقيات الذكرية المستخدمة فيه على أرضه وبجواريره"، على حد قولها الذي لم يتسن التأكد منه.

 وختمت أن النواب يتنمرون في كل مرة تدخل فيها إلى المجلس، على اسم عائلتها.

وهذه الجلسة التشريعية الأولى التي يعقدها مجلس النواب اللبناني، وتشمل عددا كبيرا من البنود المهمة ومنها ما يتعلق بالتعليم والسرية المصرفية واستيراد القمح، وحضرتها السفيرة الأمريكية في لبنان دوروثي شاي.

لكنها قد تكون الجلسة التشريعية الأخيرة قبل أن يتحول المجلس النيابي إلى هيئة ناخبة في 31 اغسطس/ آب المقبل لانتخاب رئيس جمهورية جديد.