في البرلمان اللبناني.. "العدالة ملغاة"
بعبارات تطالب بـ"العدالة" بدلا من الاقتراع لرئاسة البرلمان، شهدت انتخابات هيئة مجلس النواب اللبناني تصويتا اعتراضيا عبر عن غضب داخلي مكتوم.
وفي خطوة اعتراضية على ترشح شخصية واحدة لرئاسة البرلمان هو نبيه بري "حزب الله" والرئيس المستمر للمجلس من 1992 وكذلك الأوضاع السياسية والاقتصادية في البلاد، قام عدد من نواب المجتمع المدني والمعارضة بكتابة عبارات سياسية على أوراق الاقتراع.
ووفق محللين فإن هذه المصطلحات "أرادوا من خلالها توجيه رسالة سياسية لرئيس المجلس الذي كان يتولى رئاسة السن بأن هناك عدداً من القضايا منسية، وهي بحاجة للعدالة، وهو من يعرقلها".
ورغم علمهم أن هذه الأوراق تعتبر ملغاة بحسب القانون اللبناني، طالب النواب بقراءة ما تم كتابته على بعض الأوراق.
إذ رفض برّي بداية تلاوتها، معتبراً أنها ملغاة، وطلب من النواب قراءة الدستور والنظام الداخلي، لكن النواب أصرّوا على اعتراضهم حتى رضخ برّي لذلك.
وبينما انتفض نواب حركة أمل على نواب المعارضة، تعالت الصرخات، وتوجه النائب علي حسن خليل إلى نواب المعارضة قائلاً إن ما يجري أمر معيب، فهناك أمينا السر وهما يراقبان العملية، وهما النائبان الأصغر سناً، أحمد رستم وميشال المر، وقال نواب أمل: "لا بد من الهدوء"، لكن نواب الثورة والمعارضة رفضوا، وخلال السجال قطع البث المباشر.
ارتفعت أصوات "العدالة لضحايا المرفأ، العدالة للقمان سليم (الناشط المعارض لحزب الله الذي اغتيل من دون أن يُكشف عن منفذي الجريمة حتى الآن)، العدالة للنساء المغتصبات، الجمهورية القوية، العدالة للمودعين (إشارة إلى تبخر الأموال من المصارف اللبنانية)، العدالة لجرحى الثورة ضد شرطة مجلس النواب، وكانت كل جملة يرافقها عبارة ملغاة من رئاسة المجلس".
وشكلت هذه الخطوة ضجة إعلامية كبيرة وانعكست على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تلقف اللبنانيون الفيديوهات التي تنقل مضامين أوراق الانتخاب، ومن ثم كلمة "ملغاة" التي لحقت بكل مطلب، وتحولت إلى حملة على مواقع التواصل الاجتماعي.
ورأى عدد من الناشطين أن "هذا المشهد هو الأصدق الذي حدث خلال جلسة الانتخاب"، مشددين على أن العدالة أصبحت هي الوحيدة "الملغاة في البلد".
يذكر أن أحد النواب الذين دخلوا إلى البرلمان فراس حمدان كان قد أصيب في أثناء التحركات الشعبية بالقرب من مجلس النواب، بإصابة بالغة في قلبه في أثناء إطلاق النار من حرس البرلمان على المتظاهرين، وهو لا يزال يحمل بعض "الخرطوش" في قلبه حتى الساعة، ولم يتم محاسبة أي من مطلقي النار.
aXA6IDE4LjExNi4xNC4xMiA= جزيرة ام اند امز