جنبلاط يباغت لبنان بالاستقالة.. والابن يسبح في فلك الأب
كحجر نرد، ألقى وليد جنبلاط استقالته في نهر "التقدمي الاشتراكي" ومضى، تاركا لبنان تحت وطأة المفاجأة والأزمات المتلاحقة.
وأعلن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني، والسياسي البارز، وليد جنبلاط، استقالته من رئاسة الحزب، ومن مجلس القيادة الحالي.
وقال جنبلاط اليوم الخميس: "عملا بأحكام دستور الحزب ونظامه الداخلي، ندعو إلى مؤتمر عام انتخابي في 25 يونيو (حزيران) المقبل"، وفقا لما ذكرته "الوكالة الوطنية للإعلام" اللبنانية.
وكلّف جنبلاط، أمانة السر العامة في الحزب، إتمام التحضيرات اللازمة وفق الأصول وبحسب الآليات المعتمدة، وإصدار التعاميم ذات الصلة بمواعيد قبول طلبات الترشيح ومهلة الانسحاب وجميع الشروط المتعلقة بالعملية الانتخابية، وإعداد لوائح أعضاء المؤتمر العام، وتوجيه الدعوات إليهم.
ويمتلك الحزب التقدمي الاشتراكي كتلة نيابية من 8 نواب، تمارس نشاطها البرلماني تحت مسمى كتلة اللقاء الديمقراطي، ويترأسها النائب تيمور جنبلاط.
استقالة تحت مجهر الآخرين
وفي تعقيبه، قال أمين سر كتلة اللقاء الديمقراطي النائب هادي أبوالحسن، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن "الاستقالة قد تكون شكلت مفاجأة للكثيرين".
وأوضح "من يعرف وليد جنبلاط بذكائه وحكمته وشجاعته، يدرك أهمية هذه الشخصية الوطنية الاستثنائية، وقدرتها على اتخاذ القرارات الجريئة في الظروف الاستثنائية والصعبة، وهو الذي عرف عنه القدرة على التكيّف واستشراف المستقبل".
وبيّن أبوالحسن أن "المؤتمر العام الانتخابي للحزب محطة طبيعية في مسار العمل الحزبي، والانتخابات أيضا مسار اعتدنا عليه في الحزب"، مؤكدا أن "قرار اليوم تأكيد لهذا المسار الطبيعي".
وتأتي استقالة جنبلاط التي لم تُعرف أسبابها حتى اللحظة، وسط امتداد حالة الشغور الرئاسي بعد فشل المجلس النيابي، للمرة الـ 11 في انتخاب رئيس جديد للبلاد، خلفًا لميشال عون الذي انتهت فترة ولايته في 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وكان جنبلاط أحد الذين أخذوا على عاتقهم مهمة "التنقيب" عن رئيس للبنان، وهو المصطلح الذي يحلو له استخدامه.
فيما يعاني اقتصاد البلاد أزمة طاحنة فاقمت الأوضاع المعيشية الصعبة للمواطنين في لبنان.
ومنذ فترة بدا جنبلاط وكأنه يجهز ابنه تيمور لارتداء عباءة الزعامة، وهو الأمر الذي فسره مراقبون، بعد ظهور الابن برفقة الأب في أكثر من فعالية.