لبنان "محلك سر" رئاسيا.. وترقب للحراك الفرنسي
مع دخول لبنان رسميا فترة إجازات أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية تقف الحركة السياسية الداخلية "محلك سر" بشأن الاستحقاق الرئاسي.
وينتظر لبنان تبلور معطيات دولية وإقليمية، في مقابل ملامح لحراك خارجي يعول الداخل على نتائجه.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في وقت سابق، إنه سيتخذ "مبادرات في الأسابيع المقبلة بشأن لبنان"، نافيا "إمكان عقد مؤتمر دولي للبنان".
وأدلى ماكرون، مؤخرا، بعد عودته من العاصمة الأردنية عمان بتصريحات حملت هجوما حادا على الطبقة السياسية اللبنانية، مطالباً بتغييرهم "وإزاحة الذين يعرقلون الإصلاحات".
كان الرئيس الفرنسي زار بيروت مرتين، الأولى بعد انفجار مرفأ بيروت في أغسطس/آب 2020، والثانية بعد ذلك بشهر، عندما جمع القادة اللبنانيين حول طاولة مستديرة في مقر السفارة الفرنسية، ودعاهم للتفاهم على صيغة سياسية تسمح بتشكيل حكومة جديدة.
لكن رئيس جهاز العلاقات الخارجية في حزب القوات اللبنانية، الوزير الأسبق ريشار قيومجيان، شدد في حديثه من بيروت لـ"العين الإخبارية" على أنه "ليس في الظاهر أية مبادرات خارجية".
وأضاف قيومجيان، "لا يبدو حتى الآن أي مبادرات خارجية يمكن التعويل عليها، أو أسماء من الخارج بشأن الملف الرئاسي، حتى اللحظة".
حزب الله وراء التعطيل
وحمل الوزير السابق في حزب القوات، الذي تضم كتلته النيابية (الجمهورية القوية) 20 نائبا، مسؤولية تعطيل انتخاب رئيس جديد للبلاد لحزب الله، قائلا: "لا ننتظر شيئا طالما أن حزب الله وحلفاءه يعطلون جلسات انتخاب رئيس، ولا يلتزمون المسار السياسي الديمقراطي".
وتابع : "وطالما أن الحزب يأمل أن باستطاعته الوصول إلى رئيس من أدواته يسلم بأن القرار الاستراتيجي للدولة بيد الحزب".
وحذر الوزير السابق من عدم انتخاب رئيس جديد للبلاد "في وقت قريب"، وهو ما أرجعه إلى إصرار حزب الله على تعطيل الاستحقاق الرئاسي.
وقالت وسائل إعلام لبنانية محلية إن "البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي كشف أمام زوّاره بمناسبة عيد الميلاد عن مسعى لانتخاب رئيس للجمهورية في الجلسة المقبلة".
ولفت الراعي إلى أنه "تلقى اتصال معايدة من رئيس مجلس النواب نبيه بري، وقلت له كنت أنتظر منك معايدة ألا وهي انتخاب رئيس للجمهورية، فرد بري: دعوتهم إلى الحوار مرتين ولم يلبوا، وكرّر البطريرك الراعي: ما نريده لليوم رئيساً للجمهورية".
ومنذ 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يعيش لبنان فراغا رئاسيا عقب انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، ومنذ ذلك التاريخ فشل مجلس النواب اللبناني في انتخاب خليفة لعون على مدار 10 جلسات عقدها لهذا الغرض.
وبدأ هذا الفراغ في الانسحاب شيئا فشيئا على مؤسسات وأجهزة الدولة.
وعقب استقالة حكومة نجيب ميقاتي إبان انتخابات برلمانية في مايو/أيار الماضي، حالت الخلافات السياسية في لبنان دون تشكيل حكومة جديدة برئاسة ميقاتي، بعدما كلفه البرلمان مجددا بهذه المهمة.