2016 في لبنان.. عام الحل السياسي
يستطيع اللبنانيون بكل ثقة أن يطلقوا على عام 2016، عام الحل السياسي، بعد انتهاء الفراغ الرئاسي وتشكيل حكومة جديدة
يستطيع اللبنانيون بكل ثقة أن يطلقوا على عام 2016، عام الحل السياسي، ففيه انتهى الفراغ الرئاسي الذي ساد البلاد منذ مايو/أيار 2014 بانتخاب ميشيل عون رئيسا للبلاد، كما تشكلت حكومة جديدة برئاسة سعد الحريري زعيم تيار المستقبل.
وقبل 3 أيام من انتهاء عام 2016 حصلت الحكومة اللبنانية الجديدة على ثقة مجلس النواب بأغلبية 87 صوتا من أصل 92 نائبا حضروا الجلسة التي عقدت اليوم الأربعاء.
ويأتي قانون الانتخابات الجديد على رأس المهام التي تنتظر حكومة الحريري في 2017.
"عون" يُنهي عامين ونصف من الفراغ الرئاسي
كسر مجلس النواب (البرلمان) اللبناني الفراغ الرئاسي الذي دام عامين ونصف العام، بانتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية في 31 أكتوبر/تشرين الأول 2016.
ويعتبر عون الرئيس الثالث عشر في تاريخ الجمهورية اللبنانية، ليعود إلى قصر بعبدا الرئاسي بعد 26 عاما على تركه له بعدما اتخذه مقرا له إثر تعيينه على رأس حكومة عسكرية خلال الحرب الأهلية اللبنانية عام 1988، في تجربة انتهت بتدخل عسكري مدعوم من الجيش السوري عام 1990.
وكان مشهد الفراغ الرئاسي قد بدأ في الخامس والعشرين من مايو /أيار 2014 حينما غادر الرئيس السابق ميشال سليمان القصر الجمهوري في بعبدا، لتنطلق رحلة الفراغ في الموقع السياسي الأول في لبنان وتدوم حتى لأكثر من عامين ونصف، دون أن تستطيع الأحزاب السياسية التوافق على من يملأ هذا الفراغ.
ورغم جميع التوقعات التي صبت في مصلحة سليمان فرنجية في البداية، إلا أن إصرار حزب الله على دعم عون، حيث لم يحضر نواب كلٍّ من التيار الوطني الحر وحزب الله جلسات انتخاب الرئيس، فلم ينعقد نصاب أي جلسة من هذه الجلسات، ليتعطل ترشح فرنجية في النهاية.
وكان سعد الحريري، رئيس تيار المستقبل قد دعم الحريري ثلاثة مرشحين لرئاسة الجمهورية خلال عامين ونصف وهم، سمير جعجع، أمين الجميّل وسليمان فرنجية، لكنه لم يحقق أي تقدم ملموس، لكن في 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، اجتمع بكتلته النيابية في بيت الوسط في العاصمة اللبنانية بيروت وأعلن رسميا بعد الاجتماع دعمه ترشيح عون لرئاسة الجمهورية، ليصبح مؤسس التيار الوطني الحر المرشح الأوفر حظاً بعد عامين ونصف على الفراغ الرئاسي.
الانفجارات تعود مرة أخرى لبيروت
في الثاني عشر من أبريل/نيسان 2016، أسفر انفجار سيارة مفخخة بالقرب من مخيم عين الحلوة في مدينة صيدا، جنوبي العاصمة اللبنانية عن مقتل مسؤول حركة فتح في مخيم "المية ومية" فتحي زيدان، حيث نجم الانفجار عن عبوة ناسفة في سيارته، ما أدى إلى تطويق القوى الأمنية المكان ومنعت الدخول والخروج من المنطقة، كما سحبت جثته ونقلت إلى مستشفى الهمشري.
كما هز انفجار العاصمة اللبنانية بيروت في الثالث عشر من يونيو/حزيران الماضي، حيث وضعت في حقيبة بداخلها قنبلة تزن 10 كجم بجانب بلوم بنك "بنك لبنان والمهجر" بمنطقة فردان، وأسفر عن إصابة 3 مواطنين، وأشارت أصابع الاتهام السياسي الأولية حينها إلى حزب الله اللبناني.
التعاون الخليجي يٌعلن حزب الله "تنظيما إرهابيا"
قررت دول مجلس التعاون الخليجي في الثاني من مارس/آذار 2016 اعتبار حزب الله اللبناني وفصائله والتنظيمات التابعة لها والمنبثقة عنها "منظمة إرهابية"، متخذة هذا القرار جراء استمرار الأعمال العدائية التي يقوم بها عناصر الحزب لتجنيد شباب دول المجلس للقيام بالأعمال الإرهابية، وتهريب الأسلحة والمتفجرات، وإثارة الفتن، والتحريض على الفوضى والعنف في انتهاك صارخ لسيادتها وأمنها واستقرارها.
واعتبرت دول مجلس التعاون ممارسات ميليشيات حزب الله في أراضيها، والأعمال الاٍرهابية والتحريضية التي تقوم بها في كل من سوريا واليمن والعراق تتنافى مع القيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية والقوانين الدولية، وتشكل تهديدا للأمن القومي العربي.
وكانت دول المجلس أكدت قبل إعلان القرار تأييدها التام لقرار المملكة العربية السعودية، بإجراء مراجعة شاملة لعلاقاتها مع لبنان، ووقف مساعداتها لتسليح الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي في البلاد، إثر تصرفات حزب الله وخطفه لإرادة الحكومة اللبنانية وقرارها.
ولادة متعثرة للحكومة اللبنانية برئاسة الحريري
بعد انتخابه رئيسا، كلف ميشال عون، سعد الحريري زعيم تيار المستقبل بتشكيل حكومة جديدة في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، لكن هذه المهمة استغرقت ما يقرب من الشهر ونصف، حتى استطاع يوم 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي حتى يستطيع تشكيل حكومة جديدة ضمت 30 وزيرا وافقت عليها معظم الأطياف السياسية في البلاد.
وضمت الحكومة الجديدة أغلبية الأطراف السياسية من بينها حزب الله، إلا أن حزب الكتائب المسيحي رفض الوزارة التي عرضت عليه، واستحدث الحريري عددا من الوزارات منها وزارة لمكافحة الفساد ووزارة لشؤون المرأة.
وتواجه حكومة الحريري الكثير من التحديات التي تتعلق بالصراع في سوريا وإقرار قانون الانتخابات وأزمة اللاجئين داخل الأراضي اللبنانية، إضافة إلى المشكلات الاقتصادية.
المقاتلات الإسرائيلية تقصف جنوب لبنان
في اليوم الرابع من بداية عام 2016 قصف الجيش الإسرائيلي، عدة مناطق في جنوب لبنان، بعد أن فجر "حزب الله" اللبناني عبوة ناسفة بدورية تابعة لجيش الاحتلال، على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، ليعلن الحزب في بيان أعقب القصف، أن مجموعة "سمير القنطار قامت بتفجير عبوة ناسفة كبيرة بدورية إسرائيلية في منطقة مزارع شبعا"، ردا على اغتيال القنطار في سوريا، بواسطة مقاتلات إسرائيلية.