هل يحترق لبنان بلا رئيس؟.. فتنة جديدة في منحنى التعثر السياسي
وكأن لبنان يحتاج لمزيد من الأزمات، اشتباكات بالأيدي وقعت بين عناصر من الفريق السياسي للرئيس السابق ميشال عون، ومعارضين خلال برنامج تلفزيوني.
الحادثة التي شهدها برنامج "صار الوقت" على فضائية "إم تي في" (mtv) اللبنانية أثارت مخاوف من تأجيج نار الفتنة والاحتقان الطائفي والسياسي في لبنان الذي يعيش على وقع فراغ رئاسي منذ انتهاء الولاية القانونية للرئيس السابق العماد ميشال عون.
الاشتباكات التي تدخل أمن القناة لفضها لم تقتصر على داخل الاستوديو، بل انتقلت إلى الشارع وتخللها إطلاق نار، الأمر الذي دفع الجيش اللبناني للتدخل، وإعادة الهدوء لمنطقة النقاش في محافظة جبل لبنان.
شخصيات إعلامية وسياسية لبنانية أدانت تلك الواقعة، وحذرت من نقل هذه الممارسات إلى الشارع، الأمر الذي يفتح الباب أمام ردود أفعال لا يمكن للبلاد تحملها في هذه الظروف، مناشدة القوى الأمنية اليقظة لما يحاك ويدبر من فتن.
رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق فؤاد السنيورة وصف ما حصل في القناة بأنها ممارسات مستهجنة، معتبرًا أن القصد مما حدث ترهيب القناة فيما يحرص اللبنانيون على احترام حرية الإعلام.
واعتبر في بيان، أن خطورة ما جرى تكمن في إدراك بعض الأطراف السياسية التي منيت أخيرًا بالخسارة والخيبة، خصوصًا بعد فشلها في تعطيل المؤسسات السياسية والدستورية، ولذا تحاول التعويض بافتعال التوتر السياسي والتجييش الطائفي.
وحذر السنيورة من نقل الممارسات إلى الشارع، الأمر الذي يفتح الباب أمام ردود أفعال لا يمكن للبلاد تحملها في هذه الظروف.
اللجنة المركزية للإعلام والتواصل في "التيار الوطني الحر" أكدت أن طلاباً من التيار تم الاعتداء عليهم خلال مشاركتهم في الحلقة من بعض الجمهور، ومن عناصر أمن المحطة الذين قاموا باقتياد الطلاب إلى الخارج واعتدوا عليهم بالضرب وقاموا بإطلاق النار.
وطالبت اللجنة في بيان، الأجهزة الأمنية وضع يدها على الملف فورا، مشيرة إلى أن الطلاب المعتدى عليهم سيتقدمون بالشكوى اللازمة.
البعد عن العنف
رئيس المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع عبدالهادي محفوظ، شدد على أن فعل الكلمة أقوى من الرصاص، مستنكرا ما وصفه بالاشتباك السياسي والطوائفي المتزايد، بما يوحي باستحالة حصول حوار بين القوى السياسية لانتخاب رئيس جديد حاليًا.
وعبّر عن أمله في أن تعمل المؤسسات المرئية والمسموعة والإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي على تهدئة الخطاب الإعلامي واستبعاد الاستفزاز ومنع مشاركة الذين يلجؤون إلى السب والذم والتشهير.
وحذر عبدالهادي محفوظ من نتائج مخالفة ذلك في ظل الوضع المشحون، وإثارة الفتن واللجوء إلى العنف الفردي وإلى ما أبعد من ذلك.
وشجب حزب الكتائب اللبنانية في بيان الاعتداء، معتبرا أن مثيري الاشتباكات هم مجموعة تجهل أصول التعاطي الحضاري، معتبرا أن ما وصفه بمحاولات ترهيب الإعلام مرفوضة، واستعمال العنف في التخاطب والمحاورة أمر مردود، مؤكدًا أن لبنان سيبقى رغم محاولات الترهيب منبراً للكلمة الحرة والرأي الصريح.
وأدانت نقابة محرري الصحافة اللبنانية في بيان ما حدث في البرنامج، مؤكدة أنه جاء نتيجة الاحتقان السياسي الذي نتج عنه اعتداء على المحطة وممتلكاتها في حرمها وسقوط إصابات وجرحى.
ورفضت النقابة هذا الاعتداء ومبرراته، لأنه يتعارض مع وجوب الحفاظ على حرمة المؤسسات الإعلامية، داعية القضاء اللبناني إلى إجراء تحقيق سريع وشفاف لكشف ملابساته والقبض على المتسببين والمشاركين فيه.
واعتبر فريق عمل "صار الوقت" أن "ما حصل غير مقبول في الاستوديو ولا يليق بجمهور كان يفترض أن يكون مضبوطاً"، معتذراً عما حصل على الهواء، مؤكداً أن "كل شيء سيوضع بعهدة القوى الأمنية".