الفراغ يحكم لبنان.. دعوات دولية لانتخاب رئيس جديد بـ"أقصى سرعة"
مع دخول لبنان في "فراغ رئاسي" بعد انتهاء ولاية ميشال عون الرئاسية، تصاعدت الدعوات الدولية لانتخاب رئيس جديد؛ لتجاوز المرحلة الصعبة الحالية.
ودعا الاتحاد الأوروبي وسفارات دول أجنبية، المجلس النيابي إلى سرعة انتخاب رئيس جديد للبلاد بـ"أقصى سرعة"، مطالبين القوى السياسية المختلفة بتحمل مسؤولياتها والتوافق، دون تدخل خارجي.
ودخل لبنان الثلاثاء، رسميا مرحلة "الفراغ الرئاسي" مع انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون عند منتصف ليل الإثنين الثلاثاء، بعد فشل البرلمان خلال 4 جلسات في انتخاب رئيس جديد للبلاد يحصد الأكثرية المطلوبة.
واستبق عون انتهاء ولايته بتوقيع مرسوم باعتبار حكومة تصريف الأعمال مستقيلة، رافضا أن تمارس حكومة ميقاتي صلاحيات الرئيس، فيما أكد الأخير أن حكومته، التي تعد عملياً مستقيلة منذ الانتخابات البرلمانية (مايو/أيار الماضي)، ستتابع قيامها بتصريف الأعمال.
وإزاء الشغور في موقع الرئاسة، بالتزامن مع وجود حكومة تصريف أعمال عاجزة عن اتخاذ قرارات ضرورية، لوقف الانهيار الاقتصادي، الذي صنفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ عقود.
وطالب الاتحاد الأوروبي، الثلاثاء، "القيادات اللبنانية بالاضطلاع بمسؤولياتها واتخاذ الإجراءات اللازمة، نحو تنظيم انتخابات رئاسية وتشكيل حكومة بأقصى سرعة".
وقال الممثل الأعلى للاتحاد جوزيب بوريل في بيان: "في يوليو/تموز الماضي، جدد الاتحاد الأوروبي إطار عقوبات يسمح بفرض إجراءات تقييدية على الأفراد أو الكيانات التي تمنع الخروج من الأزمة اللبنانية، وبهدف تسهيل صرف التمويل الدولي الإضافي وكبح الاتجاه المتدهور للاقتصاد اللبناني".
وأضاف: "يجب التوصل إلى اتفاق تمويل مع صندوق النقد الدولي، وإنجاز الإصلاحات الرئيسية التي طال انتظارها دون مزيد من التأخير".
وأكد الاتحاد الأوروبي التزامه بمواصلة مساعدة لبنان وشعبه للمضي قدماً نحو التعافي والاستقرار.
من جهتها، طالبت الخارجية الفرنسية، البرلمان اللبناني بانتخاب رئيس جديد للبلاد "دون إبطاء".
وأشارت، في بيان، الثلاثاء، إلى أن "فرنسا دعت النواب اللبنانيين إلى انتخاب رئيس جديد دون إبطاء، كما دعت السياسيين الى تحمل مسؤولياتهم وأن يكونوا على مستوى المرحلة، لما فيه مصلحة لبنان واللبنانيين"، وفقا لما أوردته الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية.
ولفت إلى أن "لبنان يمر بأزمة اقتصادية ومالية واجتماعية خطيرة وغير مسبوقة، تتطلب تفعيل عمل المؤسسات، واتخاذ الإجراءات اللازمة للنهوض بالبلد، وتحسين الظروف المعيشية للبنانيين".
كما أعربت السفارة الروسية في لبنان عبر صفحتها على تويتر عن أملها في أن "ينجح شعب لبنان الصديق في تجاوز المرحلة الصعبة الحالية، الأمر الذي لا يمكن تحقيقه إلا في إطار عمل بناء مشترك، يؤخذ فيه رأي الجميع بعين الاعتبار ودون تدخل خارجي".
وأردفت : "نقول وداعا للرئيس ميشال عون الذي عملنا معه كل هذه السنوات. ونتمنى له موفور الصحة والنجاح في أعماله اللاحقة".
وفي لقاء له على هامش القمة العربية بالجزائر مع رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط من أن "استمرار الشغور الرئاسي لفترة قد يطول أمدها، سيكون له تبعات سلبية علي لبنان في ظل التحديات الراهنة التي تواجهه".
وحث أبو الغيط على "أهمية اضطلاع الحكومة الحالية بالإصلاحات الضرورية المطلوبة، وفي ذات الوقت اضطلاع السياسيين اللبنانيين بمسؤوليتهم، وضرورة إعلاء المصلحة الوطنية فوق أية اعتبارات أخرى وصولا لتوافقات تفضي إلى انهاء الانسداد السياسي والحيلولة دون الدخول في فراغ رئاسي لا تتحمله البلاد".
يأتي ذلك وسط تأكيدات على وضع بند في البيان الختامي القمة لدعم لبنان، للخروج من أزماته المستفحلة.
ومنذ نهاية سبتمبر/أيلول، فشل مجلس النواب اللبناني 4 مرات في انتخاب رئيس جديد للبلاد.
ودعا رئيس المجلس نبيه بري المجلس النيابي إلى عقد جلسة، الخميس، لتلاوة رسالة وجهها عون إلى المجلس، اتهم فيها ميقاتي بعرقلة تشكيل الحكومة والسعي إلى "السطو على رئاسة الجمهورية".
ويتبادل عون ورئيس الحكومة ميقاتي الاتهامات بتعطيل تأليف حكومة نتيجة شروط وشروط مضادة.
aXA6IDMuMTQ1LjguMTM5IA== جزيرة ام اند امز