ميشال عون.. 6 سنوات من "الانقسامات" في رئاسة لبنان
بانهيار اقتصادي فادح وانفجار ضخم هز بيروت، يغادر الرئيس اللبناني ميشال عون منصبه اليوم الأحد تاركا خلفه شغورا لكرسي الحكم في قصر بعبدا.
"عون" الذي يطرق أبواب التسعينيات، 89 عاما حاليا، يرحل عن قصر الرئاسة في لبنان، دون بديل له حتى الآن في ظل عجز برلماني عن اختيار خليفته.
ويتمتع الرئيس اللبناني بسلطة توقيع مشروعات قوانين وتعيين رؤساء وزراء جدد وإعطاء الضوء الأخضر لتشكيلات حكومية قبل أن يصوت عليها البرلمان.
وعلى مدار أكثر من نصف فترته كرئيس للبنان، طغت الحكومات الانتقالية على حكم عون، ولعل آخر في 2022، حيث مرت 6 أشهر على محاولة رئيس الوزراء المكلف تشكيل حكومة.
ووصفت وكالة رويترز، ميشال عون بأنه شخصية "مثيرة للانقسام بشدة"، وسط انتقادات لبنانية شديدة له واتهامات بتمكين الفساد ومساعدة مليشيات حزب الله المسلحة على كسب النفوذ.
وقبل ست سنوات، أصبح "عون" رئيسا للبنان بدعم من مليشيات حزب الله والسياسي الماروني المنافس سمير جعجع في اتفاق أعاد سعد الحريري رئيسا للوزراء.
ماذا فعل عون؟
بعد عام واحد من توليه مهام رئاسة لبنان، دخل الجيش اللبناني في قال مع عناصر متشددة مسلحة على الحدود السورية في عام 2017 بمساعدة مليشيات حزب الله.
كما أجاز الرئيس الثمانيني قانون انتخابي جديد في 2018، قبل أن يطلق العنان لشركات طاقة كبرى عمليات تنقيب استكشافية في مناطق بحرية في عام 2020.
6 سنوات طغى عليها التوتر لكنه وفي الأسبوع الأخير له بقصر بعبدا وقع عون اتفاقا بوساطة أمريكية لترسيم الحدود البحرية الجنوبية للبنان مع إسرائيل.
إجراءات عون التي حاول الصعود بها إلى عنان السماء لطالما وجدت صداما قويا مع محللين لبنانيين اعتبروها "نجاحات متواضعة" في ظل الانهيار المالي الذي ضرب البلاد من عام 2019 ولا تزال تبعاته مستمرة.
ودخل أكثر من 80% من سكان لبنان في الفقر، ما أدى إلى أوسع احتجاجات مناهضة للحكومة في التاريخ الحديث، وفقا لـ"رويترز".
ولا ينسى اللبنانيون مشاهد الدمار في العاصمة بعد انفجار عام 2020 في مرفأ بيروت، والذي خلف أكثر من 220 قتيلا، وهو إحدى العلامات الفارقة في تاريخ عون الرئاسي.
غير أنه حاول تبرير عدم اتخاذه قرارا فيما يتعلق بـ"شحنة المواد الكيماوية المخزنة"، قائلا: إنه كان على علم بها لكن سلطاته الرئاسية ليست واسعة بما يكفي لمعالجة الأزمة الاقتصادية.
ونقلت رويترز عن المحامي اللبناني ميشال معوشي قوله عن عون: "كان إلى حد بعيد أسوأ رئيس في تاريخ لبنان وأنا أفضل عليه الفراغ في الرئاسة".
من المنفى للرئاسة
وميشال عون هو نجل مزارع من إحدى ضواحي بيروت وبدأ طريقه إلى الرئاسة في الحرب الأهلية التي دارت رحاها فيما بين عامي 1975 و1990.
كان عون خلال فترة الحرب الأهلية يشغل منصب قائد الجيش اللبناني ورئيس إحدى حكومتين متنافستين، قبل أن يغادر إلى فرنسا منفيا.
وبعد 15 عاما في المنفى، عاد عون إلى بيروت بمجرد انسحاب القوات السورية تحت ضغط دولي بعد اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري عام 2005.
وفي عام 2006، شكل التيار الوطني الحر الذي ينتمي إليه عون تحالفا مع حزب الله مما قدم دعما مسيحيا مهما للمليشيات المسلحة.
أما عون فيؤمن بأن مليشيات حزب الله كان لها دورا مفيدا في العمل "كرادع" ضد أي هجمات إسرائيلية خلال محادثات الحدود البحرية، على حد قوله.