الفراغ يتسلم مفاتيح القصر في لبنان.. ومطالب بانعقاد برلماني دائم
بعد سويعات من رسالة رئيس لبنان إلى البرلمان للإسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، دعا رئيس النواب، أعضاء المجلس لجلسة يوم الخميس.
وقبل ساعات من مغادرته قصر بعبدا، تاركا فراغا رئاسيا، دعا الرئيس اللبناني ميشال عون في "رسالته العاجلة" مجلس النواب إلى الإسراع بصورة عاجلة في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، مشددا على دور مجلس النواب في إنقاذ الوطن في هذا التوقيت مما يهدده من الفراغ والرهانات الخطيرة عليه.
وفي استجابة لدعوة عون التي أرفقها بتوقيعه مرسومًا لإقالة حكومة نجيب ميقاتي، دعا رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أعضاء المجلس إلى عقد جلسة عامة، يوم الخميس المقبل، لتلاوة رسالة رئيس الجمهورية المنتهية ولايته ميشال عون والتي وجهها أمس للمجلس النيابي.
وقبل دعوة بري، هاجم رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، رئيس المجلس، قائلا في تغريدة عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "رئيس الجمهورية وجه كتابا لمجلس النواب لمحاولة تفادي الفراغ الحكومي؛ وعدم دعوة رئيس المجلس النواب لجلسة لاتخاذ قرار أو إجراء، يؤكد نية عدم التشكيل ووضع اليد على صلاحيات الرئيس وفرض سلطة غير ميثاقية ولا دستورية".
تخبط دستوري
تطورات قال عنها عضو كتلة الكتائب، النائب إلياس حنكش في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن المشهد الحالي في لبنان "متخبط دستوريا"، مشيرًا إلى أن كل طرف يفسر الدستور، حسب ذوقه، وحسب الحاجة، مما ينذر بفراغ أكبر قد يولد فوضى اجتماعية وأمنية.
وقال البرلماني اللبناني، إن "خطورة عدم تفسير الدستور بصورة واضحة، وعدم الالتزام في التفسير أنه قد يأخذنا إلى أمور لن تحمد عقباها"، مشيرًا إلى أنه طلب من رئيس المجلس نبيه بري، أكثر من مرة، أن يظل الأعضاء في المجلس لحين انتخاب رئيس جمهورية، بدلا من تضييع الوقت بتفسير الدستور، ويكون الشعب اللبناني ضحية المناكفات والنكد السياسي بين أفرقاء السلطة.
وشدد النائب عن حزب الكتائب، على ضرورة أن يذهب النواب لجلسة انتخاب الرئيس، وأن يظلوا بالمجلس لحين انتخاب هذا الرئيس، مضيفًا: "التعطيل ما زال مستمرا كما تعطلت الدولة عامين حتى انتخاب الرئيس عون من قبل حزب الله وحلفائه".
تنسيق محلي
وحول الدور الذي سيقوم به حزب الكتائب خلال الفترة المقبلة، قال: "دورنا استكمال التنسيق بين قوى للمعارضة، وإنتاج رئيس جمهورية جديد على مستوى الأزمة".
من جهته، غرد النائب زياد الحواط عضو تكتل الجمهورية القوية (التكتل النيابي لحزب القوات) عبر حسابه على "تويتر" قائلا، إن قبول استقالة حكومة مستقيلة حكما منذ 6 أشهر لا يحمل قيمة سياسية أو دستورية، مشيرًا إلى أن الأولوية تبقى لانتخاب رئيس للجمهورية يحمل مشروعاً إنقاذياً.
وخلال 4 جلسات، أخفق البرلمان اللبناني في انتخاب رئيس جديد للبلاد، كان آخرها الإثنين الماضي، في ظل غياب التوافق بين الكتل السياسية المختلفة.
ويشترط الدستور اللبناني أن يكون الرئيس مسيحيا مارونيا؛ أكبر الطوائف المسيحية في لبنان، وأن يحصل على ثلثي أصوات نواب البرلمان (86 نائبا من أصل 128)