الخطاب الأخير.. عون يلقي "قنابل الفشل" في كل أنحاء لبنان
بخطاب مليء بـ"قنابل من الاتهامات"، ومرسوم أضاف به الشغور الحكومي إلى الرئاسي.. بهذه الطريقة اختار ميشال عون مغادرة قصر بعبدا للأبد.
"فليحكم التاريخ على عهدي".. كلمات تنصل من "الفشل" الذي ضرب معظم مؤسسات البلاد في عهده، والفساد المستشري والانهيار الاقتصادي، الذي يضاف إلى الأزمات السياسية المزمنة.
الخطاب الأخير
وقال الرئيس اللبناني، في خطابه الأخير قبيل مغادرته القصر الرئاسي، إن "لبنان أمواله وخزائنه مسروقة، ولم نستطع تقديم حاكم المصرف المركزي للمحاكمة بسبب الجهات التي تحميه".
ورغم كونه رئيس البلاد، زاد عون: "مؤسسات لبنان مهترئة، والقائمون عليها يخافون من عصا تهددهم".
ووصف "الحكم في لبنان" بـ"الثأري"، كما وزع الاتهامات على القضاء أيضا مؤكدا أنه "لا يقوم بدوره، وأن الجناة خارج المحاكم".
وبرر عون سبب فشله في الإصلاح، بقوله إن "الفساد كان أقوى".
ومن بين ما اتهمهم أيضا "السلطة القضائية"، التي قال إنها حاربته وسعت لإفشال عهده، مشيراً إلى أنه أرسل 22 ملفاً قضائياً الى القضاء ولم يبت بأي ملف منها، وأنه كذلك وجه بالتحقيق في قضايا فساد لكن لم تنفذ.
وحاول الرئيس اللبناني إيجاد نقاط ضوء في عهده المليء بـ"عتمة الأزمات"، معددا ما وصفها بإنجازات عهده، وبينها؛ توقيع مراسيم النفط في العام 2013، وتحرير الجرود من الإرهاب في عرسال وتفكيك خلايا عكار النائمة، وإقرار قانون الانتخاب، والتدقيق الجنائي، والانتظام المالي.
وإضافة للفراغ الرئاسي الذي سيتركه، أشار عون إلى توقيعه "مرسوم استقالة الحكومة"، الذي اعتبره نجيب ميقاتي، رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، أنه "بلا قيمة دستورية".
وأكد ميقاتي انه سيتابع القيام بواجباته الدستورية، والتي من بينها تصريف الأعمال، وفق نصوص الدستور، موضحا أن مرسوم عون بقبول استقالة الحكومة "يفتقر لأي قيمة دستورية".
وداع رسمي وشعبي
واحتشد أنصار وتيار عون ومناصريه في محيط القصر الجمهوري في بعبدا، لوداعه، وسط تعزيزات أمنية مشددة، وفقا للوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية.
وفي مراسم مراسم وداع رسمية، خرج عون من مكتبه بين صفين من الرماحة، ثم صافح كبار الموظفين والمستشارين.
بعدها استعرض عون كتيبة من لواء الحرس الجمهوري، ثم عزف النشيد الوطني وبعد انتهاء مراسم الوداع الرسمية ألقى خطابه السابق خارج الحرم الرسمي للقصر، ومنها انتقل بعدها إلى مقر إقامته في الرابية.
وكان مناصروه من "التيار الوطني الحرّ" افترشوا محيط القصر منذ مساء السبت، وباتوا ليلتهم هناك، تعبيرا عن حبّهم ووفائهم لـ"الجنرال" ميشال عون، ومطلقين شعار "معك مكملين".
وحرص قادة التيار الوطني الحر على التأكيد في كلماتهم الحماسية أمام قصر بعبدا قبيل مغادرة عون للقصر، على استكمال المسار "الإصلاحي" مع عون.
وقال جبران باسيل للمناصرين أمام قصر بعبدا: "نحن مكملين معك"، فيما أكدت النائبة ندى بستاني، عضو تكتل لبنان القوي، أمام قصر بعبدا أن "هذه وقفة وفاء تُظهر مدى شكرنا له".
واعتبر النائب أسعد درغام، أن "الرئيس عون دخل بعبدا باحتضان شعبي، وخرج اليوم بنفس الاحتضان".
وقال في حديث تلفزيوني: "نرفع شعار (معك مكملين) لأن التيار الوطني الحر بدأ مسيرته في عام 1989 في المنفى، وانتقل للسلطة، وسيستمر بمسيرته النضالية".
ووسط الأجواء الاحتفالية في وداع عون، قررت المعارضة في المقابل عدم مواكبة حدث مغادرة عون قصر بعبدا والانكفاء عن أي نشاط في هذا اليوم.
وتحمل المعارضة، فريق العهد الحاكم، مسؤولية تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد، وتحمل فريق عون السياسي مسؤولية تعطيل جلسات انتخاب رئيس جديد للبلاد.
aXA6IDE4LjIyNS4yNTQuODEg جزيرة ام اند امز