ميشال عون يغادر الرئاسة.. لبنان إلى دوامة "الشغور"
غادر الرئيس اللبناني ميشال عون، الأحد، قصر بعبدا، بعد انتهاء فترة ولايته الرئاسية، تاركا البلاد لـ"الفراغ" في موقع الرئاسة حتى إشعار آخر، وتعثر على صعيد ملف التشكيل الحكومي.
وقال الرئيس اللبناني، في تصريحات قبيل مغادرته القصر في مراسم رسمية، إنه وقع "مرسوم استقالة الحكومة".
- ميشال عون.. 6 سنوات من "الانقسامات" في رئاسة لبنان
- عون يفتح طريق باسيل لـ"رئاسة لبنان".. تحذير من الفوضى
وأضاف عون أن "لبنان مسروق أمواله وخزائنه، وعلينا بذل الجهود لاقتلاع الفساد من جذوره"، متابعا: "لم نستطع تقديم حاكم المصرف المركزي للمحاكمة وهناك جهات تحميه".
ووصف عون حال مؤسسات الدولة اللبنانية بـ"المهترئة"، لأن "القائمين عليها خائفون من عصا تهددهم".
وأشار إلى أن "الحكم في لبنان" أصبح ثأريا، وبعيدا عن العدل"، موضحا أن "القضاء لا يقوم بدوره، ولا يزال الجناة خارج المحاكم. لا يقوم بدوره، ولا يزال الجناة خارج المحاكم".
سيناريوهات سوداوية
ووسط سيناريوهات سوداوية، تعذر تشكيل حكومة في لبنان قبل نهاية ولاية عون، في ظل المواقف الصادرة من الفريق الحاكم والتي تتهم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بالتعطيل، بالتوازي مع تهديدات عون والتيار الوطني الحر بتوقيع مرسوم استقالة الحكومة، واعتكاف وزراء التيار في حكومة تصريف الأعمال.
ويؤكد "عون" ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، على أن حكومة تصريف الأعمال غير مؤهلة أو مخولة للعب هذا الدور، فيما يرى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ورئيس مجلس النواب نبيه بري أنها تستطيع القيام بدورها في فترة الفراغ الرئاسي، إلى حين انتخاب رئيس جديد.
وفي ظل هذا المشهد، تتخوف مصادر سياسية من الذهاب في المرحلة المقبلة لمزيد من التصعيد، بعد حديث باسيل، السبت، حول ما سماه "محاولة سلب صلاحيات رئيس الجمهورية".
وفي تعقيبه، قال الدكتور محمد سعيد الرز المحلل السياسي اللبناني، في حديث خاص لـ"العين الإخبارية"، إنه "على عكس التفاؤل الذي ساد لفترة بإمكانية ولادة هذه الحكومة في ربع الساعة الأخيرة فإن الرئيس عون كان واضحا وصريحا بقبول استقالة حكومة تصريف الأعمال الحالية، الأمر الذي سيشعل أزمة دستورية كبرى".
ورأى المحلل السياسي اللبناني أن "إقدام عون على هذا التصرف في نهاية عهده يعني أنه اختار إحداث فراغ حكومي يضاف إلى الفراغ الرئاسي".
وتابع: "وإذا أضيف إليه رفضه الدعوة التي وجهها رئيس مجلس النواب لطاولة حوار حول انتخاب رئيس جديد للجمهورية ووصفه لها بأنها فاقدة الصلاحية، يمكن عند ذاك تصور الحالة التي سيقبل عليها لبنان بعد انتهاء عهد عون".
وأشار إلى أن "جبران باسيل هدد بمواجهة حكومة تصريف الأعمال، ومنعها من استلام مهام رئيس الجمهورية، لكن ذلك كله قد يحصر الرفض بالتيار العوني، وهناك شك كبير في أن يواكبه بذلك فرقاء آخرون حتى من حلفائه".
وفي ظل هذه التطورات، توقع "الرز" أن تشهد الفترة المقبلة في لبنان تجاذبا شديدا وأزمات سياسية معقدة لكنها لن تطول لأكثر من بضعة أشهر حين سيسارع المجتمع الدولي للتدخل لتحقيق استقرار سياسي في بلد على أبواب الدخول في النادي النفطي، وكذلك للمحيط العربي الذي ينتظر رحيل عون عن الرئاسة لبلورة عهد جديد في لبنان.
لكن "الرز" رأى أن المواقف المتطرفة للتيار العوني الآن بمثابة حشرجة التيار الأخيرة، وقد يرى لبنان بعد ذلك انتخابا حقيقيا لرئيس جمهورية، يمتلك صفة الشجاعة والتوافق والقدرة على الإنقاذ، ويبدو منذ الآن أن أسهم قائد الجيش العماد جوزيف عون أخذت في الارتفاع"، على حد تقديره.
ومما يزيد المشهد تعقيدا، فتح الرئيس اللبناني، الطريق أمام ترشح صهره لرئاسة لبنان، محذرا في الوقت ذاته من "فوضى دستورية".
وفي مقابلة مع رويترز، قال عون الذي تنتهي ولايته رسميا بنهاية الشهر الجاري، إن "العقوبات الأمريكية لا تمنع صهره جبران باسيل من الترشح لرئاسة البلاد، ونحن نمحوها"؛ أي العقوبات، بمجرد انتخابه.
وتابع عون محذرا من أن "عدم وجود خلف له في الرئاسة مع نهاية ولايته الرئاسية، سيتسبب بفوضى دستورية"، مؤكدا أن "الفراغ لا يملأ الفراغ".
وخلال 4 جلسات، أخفق البرلمان اللبناني في انتخاب رئيس جديد للبلاد، كان آخرها الإثنين الماضي، في ظل غياب التوافق بين الكتل السياسية المختلفة.
ويشترط الدستور اللبناني أن يكون الرئيس مسيحيا مارونيا؛ أكبر الطوائف المسيحية في لبنان، وأن يحصل على ثلثي أصوات نواب البرلمان (86 نائبا من أصل 128).
aXA6IDMuMTQ0LjgyLjEyOCA= جزيرة ام اند امز