عون يستعد لوداع احتفالي.. والوصية الأخيرة من معارضيه
ساعات ويغادر الرئيس اللبناني ميشال عون قصر بعبدا الرئاسي إلى منزله، بعد انتهاء فترة ولايته الرئاسية، تاركا بلاده على سطح صفيح ساخن، سواء على صعيد الشغور الرئاسي، أو تعثر ملف التشكيل الحكومي.
وسط سيناريوهات سوداوية، تعذر تشكيل حكومة في لبنان قبل نهاية ولاية عون، في ظل المواقف الصادرة من الفريق الحاكم والتي تتهم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بالتعطيل، بالتوازي مع تهديدات عون والتيار الوطني الحر بتوقيع مرسوم استقالة الحكومة، واعتكاف وزراء التيار في حكومة تصريف الأعمال.
وفيما قرر الفريق السياسي لعون (التيار الوطني الحر) وأنصاره التحضير والاستعداد اللازم لـ"وداع احتفالي"؛ تعبيرا عن "الشكر والوفاء لمسيرة العماد"، قرر فريق المعارضة عدم مواكبة الحدث أو التحضير له، مشددا على أن "هذا ليس يوما للاحتفال، لا بل للحزن العميق جراء ما آلت إليه الأوضاع في البلاد".
ميدانيا، وقبل ساعات على مغادرة عون قصر بعبدا، نصب جمهور التيار خيمًا على طريق قصر بعبدا لمواكبة رئيس الجمهورية خلال مغادرته القصر غدا الأحد متجهًا إلى منزله في الرابية. وقرر "التيار" أن يبيت ليل السبت في أحراش بعبدا داخل الخيم، تعبيرًا عن محبتهم لعون.
وتقول وسائل إعلام محلية، إن التيار الوطني الحر يحشد لتحركه تحت عنوان "مكملين معك"، حيث دعا جبران باسيل، التيار، مناصريه لمواكبة الرئيس عون بفخر خلال مغادرته قصر بعبدا الأحد، واستقباله بفرح فور عودته إلى الرابية.
وأضاف باسيل: "قال لي أحدهم اليوم إن الرئيس عون يخرج من بعبدا ليدخل التاريخ، فقلت له إن العماد عون دخل التاريخ قبل دخوله إلى قصر بعبدا، فمن يكتب التاريخ هو من يصنعه".
وقال النائب سيمون أبي رميا عضو تكتل "لبنان القوي" (التكتل النيابي للتيار) في تصريحات لإحدى القنوات المحلية: "غدا سنعبّر عن شكرنا ووفائنا للعماد عون ولمسيرته، وسنثبت للجميع أنه رغم الاستهداف الواضح للعهد وللتياريين، لن يستطيعوا إلغاءنا، ولا إلغاء الحالة الشعبية التي يمثلها العماد عون".
وأردف: "البعض فاخر بأنه يعرقل مسيرة العماد عون، الحقيقة أنهم عرقلوا مسيرة وتقدم الشعب اللبناني بكامله وليس العماد عون بشخصه الذي خرج بإنجازات استراتيجية بالرغم من كل العراقيل المفتعلة".
كما قال النائب سليم عون عضو تكتل "لبنان القوي": "إننا غدًا سنقوم باستقبال رئيس الجمهورية ميشال عون وليس توديعه"، متابعا: "يجب تجنب الفوضى والسجال وتشكيل حكومة".
ولفت في حديث تلفزيوني إلى أنه "حتى لو لم نحقق كل شيء الآن، إنما نحن أسسنا الطريق ومستمرون"، مضيفا "جمهورنا آدمي وصلب ومقتنع بما يقوم به، وكل التعليمات تقول أن نتحاشى أي نوع من الاستفزاز".
في الضفة المقابلة، قررت المعارضة عدم مواكبة حدث مغادرة عون قصر بعبدا والانكفاء عن أي نشاط في هذا اليوم.
وتحمل المعارضة، فريق العهد الحاكم، مسؤولية تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد، وتحمل فريق عون السياسي مسؤولية تعطيل جلسات انتخاب رئيس جديد للبلاد.
وأعلن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أن "القوات لن تحتفل إطلاقا بخروجه من قصر بعبدا، لا بل العكس تماما فقد أصدرنا مذكرة داخلية تطلب من المحازبين عدم المشاركة في أي احتفال قد ينظم في قراهم أو مناطقهم؛ لأنه بصريح العبارة هذا ليس يوما للاحتفال، لا بل للحزن العميق جراء ما آلت إليه الأوضاع في البلاد"، وفقا لما ذكرته الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية.
وتمنى رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل في حديثه التلفزيوني الأخير، على "الكتائبيين" أن يتلافوا الكلام المسيء والاستفزازات يوم الأحد؛ احتراماً لمقام رئاسة الجمهورية ولشخص الرئيس ميشال عون".
فيما هاجمت قوى سياسية أخرى "عون"، وقال رامي الريس مستشار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، عبر حسابه على تويتر: "الجنرال لم يكن بطلا في كل مسيرته العسكرية والسياسية ولا كان الضحية"، متابعا "الأكيد أنه في السنوات الست كان الجلاد الذي أفسد أحلام اللبنانيين، وأنهكهم بلعبته المفضلة، محاربة طواحين الهواء".
وحول إنجاز عون لملف ترسيم الحدود البحرية لبلاده مع إسرائيل، قال الريس: "فجأة، تذكر الرئيس أنه كان بالإمكان أن يحقق إنجازات حقيقيّة وليس وهمية، كتلك التي يريد تحقيقها في الأيام الأخيرة من العهد كي يغطي فشله الذريع طوال السنوات الست الماضية وهي الأسوأ في تاريخ لبنان على الإطلاق".
ووجه الوزير السابق يوسف سلامة ما اعتبره "وصية أخيرة لعون قبل مغادرة القصر"، قائلا: وصيتي الأخيرة لك، ادخل صومعتك بصمت، اطلب من ربك إنقاذ لبنان، واسترح.. ظلم أن ندفع ثمن طموحكم الشخصي أكثر من مرتين".
وبعد مغادرة عون قصر بعبدا، تستعد البلاد لدخول مرحلة جديدة يبدأ احتسابها من الأول من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل تخلو فيه سدة الرئاسة من شاغلها، والذي بات أمرا حتميا، بعد فشل مجلس النواب على مدار 4 جلسات في انتخاب رئيس خلفا لـ"عون"، نتيجة إحجام فريق الموالاة (الفريق السياسي لميشال عون) من جهة عن ترشيح شخص محدد، وتمسكهم بالورقة البيضاء كخيار تعطيلي حتى اللحظة، في مقابل عدم توحد قوى المعارضة خلف المرشح النائب ميشال معوض.