مع جدل "دستورية" استقالة الحكومة.. لبنان يتحرك لترسيم الحدود مع قبرص وسوريا
بعد ساعات من إعلان الرئيس المنتهية ولايته ميشال عون توقيع مرسوم استقالة الحكومة، تحدت القرار الذي اعتبرته يفتقر للقيمة الدستورية.
إلا أن التحدي الحكومي الجديد للقرار جاء من بوابة ترسيم الحدود ذلك الملف، الذي حمل "ختامًا سعيدًا" لولاية الست سنوات للرئيس ميشال عون، والتي شهدت أزمات سياسية واقتصادية عدة.
فماذا حدث؟
بعد أن ألغت سوريا زيارة للوفد اللبناني كان يعتزم مناقشة مسألة ترسيم الحدود، اتجه لبنان إلى الجارة الشمالية قبرص في محاولة لترسيم حدوده، أملا في أية مكاسب اقتصادية تقيله من عثرته.
فرئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي بحث، اليوم الإثنين، مع وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية، تطورات مفاوضات ترسيم الحدود البحرية الشمالية مع سوريا والغربية مع قبرص.
ميشال عون يغادر الرئاسة.. لبنان إلى دوامة "الشغور"
وقال وزير الأشغال اللبناني عقب اللقاء إن الاجتماع جاء بناء على القرار الأخير الذي أصدره رئيس الجمهورية ميشال عون بتشكيل لجنة برئاسة وزير الأشغال العامة والنقل وعضوية الوزارات المعنية بعملية ترسيم الحدود من الجهة الغربية والشمالية مع كل من قبرص وسوريا.
وأضاف أنه عرض على رئيس الحكومة تفاصيل اجتماع عقد في وزارة الأشغال العامة والنقل تضمن القراءة الأولية لما حدث منذ أكثر من 15 عاما بالنسبة لموضوع الترسيم مع قبرص ومع سوريا، وفقا لما ذكرته الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية (رسمية).
وأكد وزير الأشغال اللبناني أنه سيدعو اللجنة بكل وزاراتها المعنية بالترسيم للاجتماع، وستتم دراسة الأمور بشكل هادئ مع قبرص وسوريا لصالح الجميع، وفق القوانين العالمية والقانون اللبناني، مشيرا إلى أن لبنان لن يتسرع في هذا الموضوع مباشرة هذا الأسبوع أو الذي يليه، بل سيأخذ وقتا للقيام بقراءة عملية ترضي كل الأطراف.
حل النزاع
ويتّجه لبنان لحل النزاع الحدودي العالق مع قبرص، والذي لن يُحسم إلا بعد حل النزاع البحري مع سوريا.
وكان نائب رئيس مجلس النواب إلياس بوصعب التقى، الجمعة الماضية، وفداً قبرصياً زار بيروت، غداة توقيع اتفاق ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل.
وأوضح المسؤول اللبناني أن ملف الحدود البحرية مع قبرص لن ينتهي إلا بعد التفاهم مع سوريا، التي قال إنه وقع "سوء تفاهم" في المفاوضات معها.
زخم جديد
وقبل أيام، أنهى لبنان اتفاقا مع إسرائيل لترسيم الحدود البحرية، فيما بحث عون قبل أيام مع نظيره السوري بشار الأسد، هاتفيا، ملف ترسيم الحدود المشتركة بين البلدين، وفق مصادر رسمية.
وكان نزاع بين البلدين على الحدود البحرية المشتركة قد ظهر العام الماضي، بسبب منح دمشق ترخيصا لشركة طاقة روسية للقيام بعمليات تنقيب بحري في منطقة يقول لبنان إنها تابعة له.
ويعيش لبنان في أزمة سياسية منذ مايو/أيار الماضي، عطلت نجيب ميقاتي رئيس الوزراء المكلف عن تشكيل حكومته، بالتوازي مع أزمة اقتصادية طاحنة.
aXA6IDMuMTQ0LjQ1LjE4NyA= جزيرة ام اند امز