رئيس لبنان الجديد.. حزب القوات يرفض نسخة "حزب الله"
رفض قيادي في حزب القوات اللبنانية القبول بمرشح للرئاسة من فريق حزب الله وحلفائه يُبقي البلاد على حالتها الكارثية.
وقال شارل جبور، رئيس جهاز الإعلام والتواصل بحزب القوات اللبنانية، خلال مقابلة مع "العين الإخبارية": "لا يمكن أن نقبل بمرشح من فريق حزب الله وحلفائه يبقي لبنان على حالته الكارثية، وطريقنا للإنقاذ يبدأ عبر انتخاب رئيس سيادي وإصلاحي".
وأضاف جبور: "حال عجزنا كمعارضة عن انتخاب رئيس جديد للبلاد، فسنكون في قطيعة مع التركيبة السياسية التي أوصلت لبنان للنكبة والكارثة الحالية".
ويعيش لبنان في ظل شغور رئاسي، بعد فشل مجلس النواب على مدار 11 جلسة، في انتخاب رئيس للبلاد، وذلك منذ انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون في 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ويتزامن الشغور الرئاسي مع أزمة اقتصادية طاحنة، أدت إلى انهيار سعر العملة المحلية، وارتفاع كبير في أسعار السلع الأساسية والطاقة، مع أزمة سياسية عطلت رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عن تشكيل حكومته منذ مايو/أيار الماضي.
طريق الإنقاذ
بالمقابلة نفسها، أوضح جبور أن الخيار الرئاسي الأساسي هو الوصول لانتخاب رئيس للجمهورية إصلاحي وسيادي؛ لأن لبنان لم ينزلق إلى الأزمة المالية الكارثية غير المسبوقة وعزلته الخارجية إلا بسبب فئة سياسية ممانعة ضربت الدستور وانقلبت على المؤسسات.
وأكد أن "طريق الإنقاذ يبدأ من خلال انتخاب رئيس جمهورية سيادي وإصلاحي، ومن هذا المنطلق نضع كل جهودنا من أجل انتخاب النائب ميشيل معوض رئيسا للجمهورية، حيث لا يزال حتى اللحظة الخيار والدفع مع النائب معوض".
ومضى في حديثه: "لكن ولأننا مع مشروع سياسي؛ فإذا تطابقت المواصفات السيادية الإصلاحية للنائب معوض مع مرشح آخر، فسنسير في هذا الاتجاه".
وشدد القيادي الحزبي: "نحن في أزمة، ولا يمكن الخروج منها في ظل مؤسسات تخضع لسيطرة حزب الله والفريق الممانع، بالتالي الخيار الوحيد هو الذهاب إلى رئيس جمهورية غير خاضع لهذا الفريق".
أما عن سبل تحريك الجمود الرئاسي الحالي، فقال جبور: "يمكن حصول الاختراق اللازم حال توحدت صفوف المعارضة داخليا بما يمكنها من الوصول للأكثرية النيابية بـ65 نائبا، عبر فرض جلسات انتخابية متتالية تستطيع انتخاب رئيس للجمهورية".
وإما عبر "ضغط المجتمع الدولي والعربي على إيران التي تعطل الاستحقاق الرئاسي من خلال حزب الله"، وفقا لـ"جبور".
وتابع: "نعول على قدراتنا الداخلية بتوحيد صفوفنا، وتجميعها، من أجل دفع حزب الله للتراجع عن مشروعه الذي أوصل لبنان للكارثة".
وأكد في هذا الإطار، أن "حدوث تسوية رئاسية في الداخل، شرطها الرئيسي هو انتخاب رئيس سيادي إصلاحي، وخلاف ذلك لا تسوية.. التسوية تكون على منطق الدولة والدستور والمؤسسات وعلى رئيس إنقاذي".
توحيد الصفوف
وتحدث عن تحركات حزب القوات لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، قائلا: "سنسعى بكل ما أوتينا لتوحيد صفوف المعارضة؛ من أجل تأمين 65 نائبا؛ لفرض أمر واقع رئاسي نضع فيه الفريق الممانع أمام مسؤوليته، لفتح مجلس النواب لجلسات انتخابية متتالية تؤدي لانتخاب رئيس".
ويرى شارل جبور أنه "في حال نجاح فريق الممانعة في انتخاب رئيس من صفوفه، فنحن لن نخضع لهذا الانتخاب ولن نوافق عليه، مثمنا ما طرحه حزب الكتائب برئاسة النائب سامي الجميل، بشأن الاتجاه لتعطيل الاستحقاق الرئاسي في حال تمكن حزب الله وحلفاؤه من محاولة تأمين أكثرية لوصول مرشحهم لقصر بعبدا".
وقال: "طرح الكتائب جيد؛ لأنه بنهاية المطاف لا يمكن القبول بفريق يعطل الاستحقاق الرئاسي، ويعطل الدستور والمؤسسات"، مضيفا: "لا يمكن أن نقبل بمرشح من 8 آذار يبقي لبنان بالحالة الكارثية الموجودة اليوم".
وعمليا، يوضح: "سنحاول تعطيل أكثرية الفريق الآخر، وحال عجزنا عن ذلك فسنكون في قطيعة مع هذه التركيبة السياسية التي أوصلت لبنان للنكبة والكارثة الحالية".
وردا على إمكانية التعويل على الخارج في كسر حالة الجمود الرئاسي، قال: "الشكر لأي دولة تهتم بلبنان، لكن المطلوب ليس الاهتمام بالانتخابات الرئاسية في لبنان، ولكن منع إيران من زعزعة استقرار البلاد".
مبادرة بكركي
وتطرق القيادي في حزب القوات إلى مبادرة الصرح البطريركي بكركي، للإسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، عبر دعوة النواب المسيحيين الـ64 للاجتماع بكركي.
وقال إن "الفريق الممانع انقلب على ثوابت بكركي، وأساء إليها، فيما نحن حريصون على دوره ومكانته"، مردفا: "لا نريد أن يستفيد فريق الممانعة لأي لقاء بكركي من أجل أن يقول إن مسؤولية عدم انتخاب رئيس تقع على المسيحيين أو بكركي، بينما مسؤولية عدم انتخاب رئيس تقع على الممانعة".
وأشار إلى أن "فريق حزب الله يريد انتخاب رئيس من صفوفه يبقي لبنان في حالة العزلة القائمة، لذلك قلنا إننا في معرض انتخابات رئاسية، وهناك آلية ديمقراطية دستورية يجب الالتزام بها".
ولفت إلى أنه "إذا حدث إصرار على دعوة بكركي فسندعم آلية محددة تفضي إلى تبني ترشيح رئاسي صادر عن بكركي، إما بالتوافق وإما بالانتخاب، حتى يكون الاجتماع خرج بنتيجة عملية".
وأضاف: "على الـ64 نائباً مسيحياً التعهد للبطريرك بشارة الراعي بحضور كل جلسات المجلس النيابي لانتخاب رئيس وعدم المقاطعة".
كما استبعد إمكانية حدوث تقارب بين حزبه والتيار الوطني الحر، والذي يرى البعض أن اللقاء من شأنه حلحلة الأزمة الحالية.
وقال جبور إن "هذا الأمر غير ممكن طالما أن التيار لا يزال حليفا لحزب الله، حيث إن خلاف الأخير اليوم مع التيار خلاف رئاسي؛ لأن الحزب إذا ما تبنى ترشيح النائب جبران باسيل لما كان هذا الخلاف قائما".
وشدد على أن "المشكلة مع حزب الله هي مشكلة سلاحه؛ وعندما يقرر التيار الوطني الحر أن يقول إن الأزمة اللبنانية سببها الرئيسي هو سلاح حزب الله يكون لكل حادث حديث، قبل ذلك هناك صعوبة للقاء من هذا القبيل".
وبشأن توقعاته لموعد انتخاب رئيس الجمهورية، قال: "لا أحد يستطيع أن يقدر توقيت انتهاء الشغور الرئاسي؛ لأن الفريق الآخر يضعنا أمام معادلة، إما انتخاب رئيس من صفوفه، وإما استمرار الشغور.. ونحن نضغط لإنهاء تلك الحالة، وانتخاب رئيس سيادي إصلاحي".