رؤساء حكومات لبنان في السعودية.. تحصين اتفاق الطائف ومواجهة أطماع إيران
الزيارة تؤسس لمرحلة جديدة بعد أخرى سادتها تجاوزات بدأت من محاولة سيطرة حزب الله وحلفائه على الحكومة وتكريس أعراف جديدة ضد اتفاق الطائف.
رسائل عدة داخلية وخارجية حملتها زيارة رؤساء الحكومة اللبنانية السابقين، فؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي وتمام سلام إلى المملكة العربية السعودية، من المتوقع أن تترجم عمليا بين البلدين خلال المرحلة المقبلة.
سياسيون لبنانيون قالوا إن الزيارة تؤسس لمرحلة جديدة بعد أخرى سادتها تجاوزات بدأت من محاولة سيطرة حزب الله وحلفائه على الحكومة وتكريس أعراف جديدة تضرب بعرض الحائط "اتفاق الطائف" وتحديدا حيال موقع وصلاحيات رئاسة الحكومة.
الإشارات الأولى التي صدرت من الرياض بعد الاجتماع عكست أجواء ونتائج إيجابية بينها تأكيد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز أن "ما يمس أهل السنة في لبنان يمسّنا في المملكة" .
وكذلك تشديده على أهمية المحافظة على اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب اللبنانية عام 1989، إضافة إلى الإعلان عن خطوات سعودية مقبلة نحو الدولة اللبنانية.
واتفاق الطائف هو اتفاق تم التوصل إليه بوساطة المملكة العربية السعودية في 30 سبتمبر 1989 في مدينة الطائف، أنهى الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت قرابة 15 عاما.
وأسس الاتفاق لمحاصصة في إدارة البلاد، بحيث يكون رئيس الجمهورية مسيحيا مارونيا، ورئيس مجلس النواب شيعيا، ورئيس مجلس الوزراء سنيا.
وأجمع الفرقاء اللبنانيون وتحديدا قوى "14 آذار" (المناوئة للمحور الإيراني) على أهمية هذه الزيارة بالدرجة الأولى من حيث الشكل بانتظار ما ستسفر عنه من خطوات عملية في المستقبل.
تحصين موقع رئاسة الحكومة
النائب السابق والقيادي في "تيار المستقبل"، مصطفى علوش، قال إن دعوة رؤساء الحكومات إلى المملكة التي سبقها اجتماع مع رئيس الحكومة سعد الحريري لإعادة التفاهم والتعاون بين البلدين بشكل أكبر.
وأكد علوش، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن اللقاء نقل وجهة نظر الطائفة السنية إلى السعودية وللتأكيد على تحصين موقع رئاسة الحكومة بعد استغلال حلفاء إيران للفراغ العربي في لبنان.
رسائل داخلية وخارجية
وأكد مسؤول الإعلام والتواصل في "حزب القوات اللبنانية"، شارل جبور، أن أهمية هذه الزيارة تكمن بالدرجة الأولى أنها عبرت إلى الرياض عبر بيت الوسط (مقر الحريري) ما يؤكد تعزيز دوره وأن هناك حرصا من المملكة على مساندة لبنان.
وأوضح جبور لـ"العين الإخبارية" أن الزيارة مثلت رسالة موجّهة إلى طرفين الأول في الداخل وتحديدا "حزب الله" للتأكيد على أن رئيس الحكومة ليس متروكا ولديه حاضنة سنية داخلية قوية تظهر بهذا الشكل للمرة الأولى عبر هؤلاء الرؤساء الثلاثة وكذلك دينية متمثلة بدعم دار الإفتاء له.
كل هذا بالإضافة للحاضنة الخارجية عبر العمق العربي من خلال المملكة العربية السعودية الحريصة على التوازن وموقع رئاسة الحكومة وفق اتفاق الطائف.
أما الطرف الثاني الذي تتوجّه له الرسالة، وفق جبور، فهي طهران التي تحاول التمدّد أكثر في لبنان عبر حزب الله، وبالتالي التأكيد على أن الطائفة السنية ورئيس الحكومة حريصان على سياسة النأي بالنفس وعدم استخدام لبنان كمنصة إيرانية ضد الدول العربية.
وتابع: "والرسالة إلى حزب الله وإيران معا هي أن لبنان موقعه عربي وحاضنته عربية بامتياز".
وقف تمدد إيران
ويتفق مفوض الإعلام في "الحزب التقدمي الاشتراكي"، رامي الريس، مع جبور، معتبرا أنه من الطبيعي أن تدخل السعودية على خط الواقع اللبناني بعد تنامي الشكاوى من تجاوز بعض الأطراف بالممارسة لاتفاق الطائف والتي من شأنها أن تؤثر سلبا على موازين القوى السياسية وتؤدي إلى اضطرابات على مستوى الداخل اللبناني.
واعتبر الريس أن الزيارة تعكس اهتمام المملكة بتطورات الواقع اللبناني وبموازين القوى وهي التي كان لها دور كبير في صناعة "اتفاق الطائف" لإنهاء الحرب اللبنانية.
وفيما يدعو كل من القيادي في "تيار المستقبل" مصطفى علوش والريّس إلى ترقّب الخطوات العملية المقبلة بعد هذه الزيارة، أكد الأخير على أنه "لطالما أثبتت المملكة حرصها على أمن واستقرار لبنان ودعم مشروع الدولة الذي يصب دائما في المصلحة اللبنانية".
aXA6IDMuMTI5LjQ1LjE0NCA= جزيرة ام اند امز