لبنان مركز للقضاء على الإرهاب عبر "أكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار"
المبادرة اللبنانية تحصل على تأييد 165 دولة، وتتنوع أنشطتها بين الشهادات والمؤتمرات والندوات والدروس المكثفة القصيرة والطويلة الأمد
متسلحا بشبه إجماع أصوات الدول في الجمعية العامة للأمم المتحدة، انطلق لبنان في مسار خطته ليكون مركزا دائما للحوار بين مختلف الحضارات والديانات عبر إنشاء "أكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار" التي طرحها رئيس الجمهورية ميشال عون عام 2017، ولاقت ترحيبا محليا وخارجيا من العديد من الدول والهيئات التي أعربت عن استعدادها لدعمها ومواكبتها.
وفي جلسة الأمم المتحدة يوم الإثنين الماضي كان التصويت على المبادرة، لتحصل على تأييد 165 دولة، وهي من المرات النادرة التي يحصد فيها قرار على هذا العدد من الأصوات، بحسب ما يؤكد مستشار رئيس الجمهورية السفير أسامة خشاب.
وقال خشاب، في تصريحات لـ"العين الإخبارية" "بهذا التصويت شعرنا أن هناك إجماعا دوليا حول مكانة لبنان ودوره المميز، وتأكيدا لما سبق أن قاله البابا يوحنا بولس الثاني (إن لبنان هو أكثر من وطن وإنه بلد الرسالة)"، ما عزّز مشروعية الاقتراح ودعم المبادرة.
ويشرح في حيثيات المبادرة قائلا: "لما كان الحوار بين الثقافات والحضارات والأديان هو الوسيلة الأفضل للقضاء على الإرهاب الذي يشكل خطرا على العالم تبرز أهمية تثقيف الأجيال المقبلة، لا سيما في الشرق الأوسط لتقريبهم من بعض وتسهيل اندماجهم وتنويرهم وتحصينهم"، وهو الهدف الذي نسعى إلى تحقيقه من خلال هذا المشروع.
وعن المرحلة التالية، أشار خشاب إلى أنه من المفترض الآن أن تتبنى المبادرة 10 دول على الأقل لتبرم الاتفاقية وينطلق العمل على الأكاديمية لتقدم بعدها كل دولة اقتراحاتها.
على أن تكون الخطوة التالية مباشرة هي وضع الخطة النهائية، علما بأن التصور الأولي جاهز، وسيقدم لبنان الأرض التي ستنشأ عليها الأكاديمية والكوادر البشرية، ليتم تشكيل مجلس أمناء يضم الأمين العام للأمم المتحدة وشخصيات أكاديمية مرموقة.
وينطلق النظام الأساسي للأكاديمية التي ستتنوع أنشطتها بين الشهادات والمؤتمرات والندوات والدروس المكثفة القصيرة والطويلة الأمد، من مبادئ حرية التعليم والتعبير والمعتقد واحترام حقوق الإنسان.
وستتزود الأكاديمية بأعلى المعايير المهنية معتمدة الحوار في التخصصات التي ستقدمها مثل العلوم الإنسانية، والعلاقات الدولية وحل النزاعات والدبلوماسية الوقائية، والتنمية المستدامة والمساواة بين الجنسين وغيرها.
ومن هنا سيكون الهدف الأساسي هو إعداد الخريجين لنيل الشهادات الجامعية بمستويات مختلفة مثل الإجازة والدكتوراه ويكون معترفا بها على الصعيد الدولي- بحسب خشاب.
وتم التصويت على المبادرة في الأمم المتحدة يوم الإثنين الماضي، واعتبر الرئيس اللبناني ميشال عون، صاحب المبادرة، أن حجم التأييد يعطي دفعاً إضافياً لبلاده للسير قدماً في تحقيق المشروع للمساهمة في إرساء لغة الحوار ونبذ العنف والتطرف.
وفيما شكر في كلمة له الدول التي دعمت مشروع القرار وصوتت له، أكد عون أنّ إنشاء الأكاديمية سوف يضع لبنان في موقعه الطبيعي الرائد على صعيد الحوار بين الثقافات والأديان ونشر رسالة التلاقي والتواصل بين الشعوب.
وشدّد على أهمية استمرار التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة في سبيل تعميم ثقافة الحوار ومعرفة الآخر خصوصاً على صعيد الشباب بما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة وأهدافها.
وفي جلسة الجمعية العامة في الأمم المتحدة كانت كلمة لمندوبة لبنان الدائمة آمال مدللي، حيث شرحت أسباب هذه المبادرة وأهدافها، لافتة إلى أن "الأكاديمية هي مبادرة أطلقها الرئيس عون لمنح لبنان والمنطقة والعالم ساحة جديدة لتعم ثقافة السلام والتعايش والتسامح".
واعتبرت مدللي في كلمتها أن " المبادرة جاءت في وقت نحن أحوج فيه إلى مثل هذه الخطوات، حيث يشهد العالم انقسامات عديدة وانتشار خطاب الكراهية، فيما يجب علينا أن نتعلم العيش بسلام".
وقالت: "لقد أطلق رئيس الجمهورية هذه المبادرة من هذا المنبر عام 2017، وحصد أكثر من 172 رعاية شريكة، وهو ما يعد شهادة على إرادتنا الجماعية على تمثيل قيمنا الرئيسية".
وأوضحت أن "المشروع يستذكر كل قرارات الجمعية العامة ذات الصلة بثقافة السلام"، مضيفة: "لقد تعلمنا، نحن اللبنانيين، وبطريقة صعبة، بألا بديل عن الحوار في حل النزاعات، ونريد الآن مشاركة تجربتنا مع الآخرين وتعليمه لأولادنا ولأبناء العالم المهتمين، لأن السلام منهج لا يجب أن يدرّس كأي منظومة أخرى".
aXA6IDE4LjE5MC4xNzYuMTc2IA== جزيرة ام اند امز