«سيدة البحار» تئن تحت القصف الإسرائيلي.. سر الهجمات المتزايدة على صور
عشرات الغارات سبقها سيل من الإنذارات من الجيش الإسرائيلي بإخلاء مناطق واسعة من مدينة صور اللبنانية وبلداتها.
قتلى وجرحى وبنايات مُدمرة وأعمدة الدخان تتصاعد من أركان المدينة التاريخية، التي كثف الطيران الإسرائيلي قصفه مناطق متفرقة فيها على مدار الأيام الماضية.
أعمدة الدخان غطت مشاهد قلعة صور الشامخة المُطلة على شاطئ البحر المتوسط، بعدما طال القصف بنايات قرب ساحل صور.
وصور المُلقبة بـ"سيدة البحار" تضم مواقع تراثية وأثرية عدة، حتى إن المدينة نفسها مُدرجة على قائمة التراث العالمي في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم الثقافة (اليونسكو)، وتبعد صور الواقعة في جنوب غرب لبنان عن العاصمة اللبنانية بيروت 85 كيلومتراً تقريباً.
ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، عبر حسابه على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، خريطة إخلاءات لمناطق واسعة في مدينة صور، مبررا ذلك بوجود أنشطة لحزب الله في المنطقة.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام (الوكالة اللبنانية الرسمية) أن غارات عدة استهدفت مدينة صور اليوم الإثنين، عقب إنذارات إخلاء للسكان، لافتة إلى أن سبعة قتلى سقطوا في قصف استهدف فجرا مبنى في حي الرمل في المدينة.
الإنذارات طالت حتى "اتحاد بلديات صور"، الذي تلقى مسؤولوه اتصالا من متحدث باللغة العربية لطلب إخلائه، ضمن 4 شوارع على الأقل في المنطقة، حسب الوكالة الوطنية.
قصف إسرائيلي
وقصف الطيران الإسرائيلي أحياء عدة في مدينة صور، ومواقع في بلدات برج الشمالي، يارين، مروحين، الضهيرة، أم التوت، الرمادية، البرغلية، جبال البطم، بافليه، معركة، القليلة، بيت ليف، برج قلاويه، باتوليه، وفي عين بعال استهدفت الغارة جمعية الرسالة التابعة لـ"حركة أمل"، التي يرأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري، حليف "حزب الله".
وقال المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان، في بيان نقلته الوكالة الوطنية، إن "تدمير صور، مدينة التاريخ العريق، بما تحويه من معالم أثرية، يشكل جريمة فاضحة في وجه المجتمع الدولي ووصمة عار في تاريخ الإنسانية".
فما سر الهجمات الإسرائيلية المكثفة؟
قال رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية سمير غطاس، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، إن تركيز القصف الإسرائيلي في الأيام الأخيرة على مدينة صور يشي بأن معلومات استخباراتية وصلت إلى إسرائيل حول نشاط حزب الله فيها، لافتا إلى أن "صور لها أهمية خاصة، إذ تضم عدة مخيمات فلسطينية وبها ميناء وتطل على شاطئ كبير على المتوسط".
وأضاف: "تريد إسرائيل قطع أي تواصل محتمل لعناصر حزب الله بالعالم الخارجي ولو عبر المياه الإقليمية»، متابعا: ربما لدى إسرائيل شكوك حول تزويد حزب الله بأسلحة عبر المياه الإقليمية المواجهة لصور، فضلا عن أن المدينة بها مقرات عدة للتنظيمات الفلسطينية التي تلاحقها إسرائيل أينما حلت.