اللشمانيا تهدد ترهونة الليبية.. ومحاولات للاحتواء
تشهد مدينة ترهونة الليبية تفشيًا مقلقًا لمرض اللشمانيا الجلدية بعد تسجيل 24 إصابة مؤكدة، وسط ضعف الإمكانات الطبية والأزمات المالية.
تواجه مدينة ترهونة الليبية وضعًا صحيًا مقلقًا بعد تسجيل 24 إصابة مؤكدة بمرض اللشمانيا الجلدية، وفق ما كشفه عميد بلدية ترهونة محمد الكشر، وسط تحذيرات من تدهور الأوضاع الصحية في ظل نقص الإمكانات وضعف الخدمات الطبية.
وأكد الكشر، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، أن الحالات تم تسجيلها في مدرسة شهداء العقوبية خلال فترات مختلفة، موضحًا أن 10 حالات فقط تتلقى العلاج حاليًا، في حين لم تباشر 14 حالة أخرى العلاج بسبب بُعد المسافة وصعوبة الوصول إلى مدينة الخمس، حيث تتوفر المراكز المختصة.
وأشار الكشر إلى أن الإصابات ظهرت في مناطق حيونة والداوون وسد وادي كعام، وهي مناطق معروفة برطوبة تربتها، مما يهيئ بيئة مناسبة لتكاثر ذبابة الرمل الناقلة للمرض، داعيًا إلى ضرورة توفير أجهزة رش ضبابي كبيرة لمكافحة انتشار العدوى.
كما لفت إلى أن البلدية تواجه في الوقت نفسه أزمة سيولة خانقة وغياب المشاريع التنموية التي تعيد تنشيط الدورة المالية داخل المدينة، ما انعكس سلبًا على الأوضاع الاقتصادية والخدمية وأعاق جهود مواجهة الأمراض الموسمية.
حملة بيئية
وفي إطار مواجهة المرض، أطلقت إدارة شؤون الإصحاح البيئي بترهونة، الثلاثاء، حملة ميدانية واسعة للحد من انتشار ذبابة الرمل في منطقتي الداوون وحيونة، بدعم من وزارة الحكم المحلي.
وشملت الحملة، بحسب بيان رسمي، تشكيل فرق عمل ميدانية واستخدام أجهزة رش رذاذية محمولة على السيارات لتغطية أكبر مساحة ممكنة داخل الأحياء السكنية والمناطق الزراعية.
وأكد البيان أن المجلس البلدي في ترهونة يتابع الحملة "بجدية واهتمام"، مشددًا على التزامه بحماية المواطنين من الأمراض المنقولة وتحسين مستوى الصحة العامة داخل نطاق البلدية.
الحكومة: لا زيادة في الحالات
وفي المقابل، يرى المركز الوطني لمكافحة الأمراض التابع لحكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية، أنه لم يُسجّل أي ارتفاع غير معتاد في عدد الحالات المصابة باللشمانيا في ترهونة مقارنة بالمستويات المعتادة خلال هذه الفترة من العام.
وأوضح المركز، في بيان، أنه يرصد الحالات بشكل دوري عبر البرنامج الوطني لمكافحة اللشمانيا، مؤكدًا جاهزيته الكاملة للاستجابة لأي طارئ صحي، من خلال توفير الأدوية والعلاج المجاني، إضافة إلى برامج تدريب مستمرة للأطباء حول أساليب التشخيص والعلاج الأمثل.
مرض مستوطن في ليبيا
ويُعد داء اللشمانيا الجلدية من الأمراض المستوطنة في ليبيا، خصوصًا في المناطق الممتدة من جنوب سرت إلى الجبل الغربي، وينتقل عبر لدغة ذبابة الرمل التي يزداد نشاطها عادة بين شهري نيسان/ أبريل وآب/ أغسطس.
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن للّشمانيا ثلاثة أشكال رئيسية:
- الحشوي: وهو الأخطر، لأنه قد يكون مميتًا إذا تُرك دون علاج.
- الجلدي: وهو الأكثر شيوعًا ويسبب تقرحات جلدية مزمنة.
- المخاطي الجلدي: الذي يصيب الفم والأنف والحنجرة.