ليوناردو دي كابريو.. نضج سينمائي يتحدى "صورة المراهق"
اسم ليوناردو دي كابريو ارتبط بالترشح الدائم لجوائز الأوسكار لكنها ظلت عصية عليه إلى أن رفعها في 2016 عن دوره في فيلم "العائد"
ما زال مشهد الفتى الأشقر وهو يحتضن محبوبته ملائكية الوجه على متن سفينة "تيتانيك" عالقا في أذهان ومسامع ملايين المراهقين من جيله رغم مرور عقدين على أحد أنجح أفلام هوليوود على مر التاريخ.
ويكمل هذا الفتى، ليوناردو دي كابريو، هذه الأيام، 45 عاما، بينما يمر بأهم مرحلة في مسيرته الفنية مع وصوله إلى مرحلة النضج، لكن ما زال يحتفظ بصورة المراهق التي يبدو أنها لم تفارقه.
انطلاقة فنية مبكرة
ولد ليوناردو ويلهلم دي كابريو في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1974 في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا، وبدأ مسيرته ممثلا في عمر 5 سنوات، وفقا لعدة وسائل إعلام أمريكية. وأول ظهور له كان في برنامج "Romper Room" أو "رومبير روم"، وقام بعدة إعلانات تجارية وأدوار صغيرة في أفلام تعليمية.
وفي بداية التسعينيات ظهر في مسلسلات "The new Lassie" أو "لاسي الجديدة" و "Roseanne" أو "روزان" و "Growing Pains" أو "آلام النمو".
وفي 1991 لاحت للممثل الصاعد آنذاك أول فرصة للظهور على الشاشة الكبيرة حين شارك في سن 15 عاما بالجزء الثالث من فيلم الرعب "IIICritters" أو "المخلوقات 3".
وبعدها بعامين اختاره الممثل المخضرم روبرت دي نيرو ليزامله في فيلم "This boy’s life" أو "حياة هذا الفتى" قبل أن يحقق نجاحا لافتا في فيلم "What’s eating Gilbert Grape" أو "ما الذي يضايق جيلبرت جريب" حيث أدى شخصية الشقيق المختل عقليا للممثل جوني ديب، واعترف مخرج الفيلم بأنه كان ينوي في البداية اختيار ممثل أقل وسامة، لكنه اختار دي كابريو لأنه كان الممثل الأكثر نباهة بين المتقدمين للاختبار.
ورشحه أداؤه المميز لأول مرة لجائزة الأوسكار والجولدن جلوب ليتردد بعدها اسم الممثل الشاب في أرجاء هوليوود.
وبعد أداء مميز أيضا في أفلام مثل "The basketball diaries" أو "مذكرات كرة السلة" و "Total Eclipse" أو "كسوف كلي"، يحقق دي كابريو أول نجاح تجاري كبير في فيلم "روميو وجوليت" المأخوذ عن قصة الكاتب الإنجليزي المعروف ويليام شكسبير.
وفي 1998 كان دي كابريو على موعد مع المجد بعد النجاح منقطع النظير لفيلم "تيتانيك" للمخرج جيمس كاميرون.
وأصبحت صورة جاك "دي كابريو" الملائكية وهو يحتضن روز (كيت وينسلت) بين ذراعيه على متن السفينة أيقونة تلك الفترة وبالأخص بين الشباب في جميع أنحاء العالم، لكن الممثل الأشقر يقرر بعدها الابتعاد عن الأدوار التجارية والاتجاه لتجسيد شخصيات أكثر تعقيدا من حيث الأداء التمثيلي.
وفي عام 2000 يتعاون مع المخرج الإنجليزي داني بويل في فيلم المغامرات "The Beach" أو "الشاطئ" المأخوذ عن قصة تحمل الاسم نفسه، ويدور حول شاب أمريكي مغامر يهوى السفر واكتشاف الثقافات.
بعد ذلك يبدأ دي كابريو مرحلة جديدة تحت إمرة أحد أكبر مخرجي هوليوود، مارتن سكورسيزي، في أفلام مثل "Gangs of New York" أو "عصابات نيويورك" في 2002 و "The Aviator" أو "الطيار" في 2004 و "The Departed" أو "المغادرون" في 2006 و "Shutter Island" أو "جزيرة شاتر" في 2013.
وعمل دي كابريو أيضا مع مخرجين ذوي ثقل كبير مثل ستيفن سبيلبرج في "Catch me if you can" أو "أمسكني لو استطعت"، وريدلي سكوت في "Body of Lies" أو "كتلة أكاذيب"، وسام مينديز في "Revolutionary Road" أو "الطريق الثوري"، حيث عاد للوقوف مرة أخرى أمام معشوقته في "تيتانيك" كيت وينسلت.
وتعاون دي كابريو أيضا مع المخرج كريستوفر نولان في فيلم "Inception" أو "استهلال" وأليخاندرو جونزاليز إينياريتو في "The Revenant" أو "العائد".
وفي عام 2012 وقف دي كابريو للمرة الأولى أمام كاميرا المخرج المعروف كوينتن تارانتينو في فيلم "Django Unchained" أو "جانجو الحر" ثم تعاون معه مرة أخرى في فيلم "Once upon a time in Hollywood" أو "حدث ذات مرة في هوليوود" الذي نال عنه إشادات كبيرة من النقاد.
وعلى مدار سنوات ارتبط اسم دي كابريو بالترشح الدائم لجوائز الأوسكار، لكنها ظلت عصية عليه إلى أن رفع الجائزة الرفيعة في 2016 عن دوره في فيلم "العائد".
تكتم على حياته الشخصية
يسعى دي كابريو دائما لجعل حياته الشخصية بعيدة عن الأنظار، ففي عام 2000 قال في مقابلة مع صحيفة "تايم" إنه يحاول قدر الإمكان أن يحيط حياته وشخصيته الحقيقية بالكتمان، لكن الكثيرين يضعونه أحيانا في إطار الفتى المراهق النزق صاحب النزوات العاطفية، بيد أن النجم السينمائي يلوذ بالصمت إزاء هذه الصفات ويفضل الحديث عنه كممثل فقط.
وارتبط دي كابريو في فترة صباه بمجموعة من الفنانين الصاعدين مثل توبي ماجواير وكيفن كونولي وديفيد بين وأطلقوا عليه آنذاك لقب "القطة بوسي" .
وفي علاقاته العاطفية، كان أغلب من ارتبط بهن يصغرنه في العمر، حيث ولدت رفيقته الحالية، العارضة الأرجنتينية كاميلا موروني، بينما كان بطل فيلم "تيتانيك" يغزو قلوب المراهقات قبل 22 عاما.
ويركز دي كابريو حاليا على مواجهة مشكلة التغير المناخي وبات أحد أبطالها البارزين.
وقال أثناء تقديم فيلم وثائقي في هذا الصدد: "هي أكبر مشكلة تواجهها البشرية"، وهو ما أعاد التأكيد عليه لحظة تسلمه الأوسكار.
وعينته الأمم المتحدة في 2014 "مبعوث سلام" لدوره في مكافحة التغير المناخي والاحتباس الحراري.
وقدم دي كابريو عدة أعمال لتناول الظاهرة مثل "Before the Flood" أو "قبل الطوفان" في 2016، و "Ice on fire" أو "جليد على نار" في 2019.
aXA6IDE4LjExNy43MS4yMzkg
جزيرة ام اند امز