عودة ليوناردو دي كابريو في فيلم بول توماس أندرسون الجديد «معركة تلو الأخرى»

يشعل المخرج الأمريكي بول توماس أندرسون الشاشة من جديد بفيلمه العاشر "معركة تلو الأخرى"، ليجمع بين الكوميديا السوداء والإثارة المشوقة والرؤية السياسية الحادة.
ويشهد الفيلم عودة النجم ليوناردو دي كابريو بعد ظهوره الأخير في Killers of the Flower Moon مع مارتن سكورسيزي، وقد حظي بإشادات واسعة من الصحف العالمية التي وصفته بـ"مبهر"، "مذهل"، و"تحفة قد تهيمن على موسم الأوسكار".
الفيلم، المقتبس بحرية من رواية Vineland للكاتب توماس بنشون، يروي قصة ثائر يساري سابق غارق في الكحول والمخدرات (دي كابريو)، ينطلق في رحلة يائسة للبحث عن ابنته (تشايس إنفينيتي) بعد اختطافها على يد عدوه القديم، العقيد لوكجو (شون بن). ويجمع العمل بين عناصر الغرب الأمريكي، الكوميديا السوداء، والإثارة المشدودة، وصولًا إلى مطاردة سيارات وصفتها الصحف بأنها "ستدخل تاريخ السينما".
اعتمد أندرسون تقنية التصوير Vista Vision ليمنح الفيلم عمقاً بصرياً مذهلاً، حيث أشادت الصحف الفرنسية بمشاهد المطاردة على الطرق الوعرة واصفة إياها بـ"تحية خالدة للسينما الجديدة في هوليوود". واعتبرت مجلة Variety أن الفيلم يقدم درسًا سينمائيًا في الجمع بين العبث والسخرية والتشويق، بينما وصف ستيفن سبيلبرغ العمل بأنه "خليط مذهل بين الغرابة والجدية، بين العبث والعبقرية".
النقاد الفرنسيون رأوا أن الفيلم يقدم صورة رؤيوية لأمريكا المعاصرة، متطرقًا إلى صعود التطرف اليميني والصراعات الجيلية وتداعيات الحقبة الترامبية، دون أن يتحول إلى خطاب مباشر، حيث أشادت مجلة تيليراما بالرؤية الشعرية للمخرج في المزج بين الماضي والحاضر، بين أحداث تاريخية وحركة Black Lives Matter، وبين موسيقى غيل سكوت-هيرون وأغاني الراب الحديثة.
أما على صعيد الأداء التمثيلي، فقد أبدع ليوناردو دي كابريو في تجسيد شخصية الثائر المهزوم والمعقد، فيما قدم شون بن أداءً "مرعبًا ومذهلاً"، بينما خطفت تشايس إنفينيتي الأنظار رغم أنها تجربتها السينمائية الأولى. كما أضافت الأدوار المساندة لتيانا تايلور وبنيسيو ديل تورو ثقلًا كبيرًا للعمل.
من نيويورك تايمز إلى لوموند، يتفق النقاد على أن الفيلم مرشح بقوة لحصد عدة جوائز أوسكار، وربما يمنح أندرسون الجائزة الكبرى التي طالما اعتُبر أحد أبرز مستحقيها.